هل يستطيع الحوثيون إغراق حاملة طائرات أمريكية؟

ما مقدار الضرر الذي قد يلحقه الحوثي بالحاملة الأمريكية "يو إس إس دوايت أيزنهاور"؟

محمد النحاس
حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس أيزنهاور

من المشكوك فيه أن الحوثيين يمكنهم جمع القوة النارية اللازمة لإرسال حاملة طائرات من فئة "نيميتز" أو "جيرالد فورد" إلى قاع البحر وعلى الرغم من ذلك لا زال بإمكانهم تحقيق "نصر" على فخر البحرية الأمريكية.. كيف؟


في 12 أكتوبر عام 2000، تعرضت المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” (USS Cole) لهجوم إرهابي في ميناء عدن باليمن، من جانب تنظيم القاعدة.

كانت المدمرة الأمريكية وهي من طراز “أرلي بيرك”، تعيد التزود بالوقود، عندما اقترب قارب صغير محمّل بالمتفجرات من جانبها الأيسر، ونفذ الهجوم انتحاريان قادا القارب الصغير نحو المدمرة وفجّراه بجانبها، ما أدى لانفجار كبير أسفر عنه مقتل 17 بحارًا أمريكيًا وإصابة 39 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

هل تتكرر حادثة المدمرة الأمريكية؟

يستمر التصعيد في البحر الأحمر، بين تحالف تقوده الولايات المتحدة من جانب، والحوثيون من جانب آخر، وتقول الجماعة اليمنية المسلحة إن استهدافها لسفن الشحن، يأتي تضامنًا مع الفلسطينيين وبهدف وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

ولم تتمكن الولايات المتحدة، من إيقاف الهجمات الحوثية، رغم حديثها عن إضعاف قدرات المجموعة، وقد ادعى الحوثيون مؤخرًا أنهم شنوا العديد من الهجمات على حاملة الطائرات الأمريكية، يو إس إس دوايت أيزنهاور، فما طبيعة هذا الاستهداف وهل يمكن أن نشهد حادثة على شاكلة استهداف المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول”؟ 

أكد تحليل لمجلة “ناشونال إنترست” عدم صحة الإدعائات الحوثية بشأن إلحاق أضرار كبيرة بالحاملة الأمريكية “يو إس إس دوايت أيزنهاور”، حيث لا زالت تعمل بشكل طبيعي. 

بحسب التحليل المنشور في 19 يونيو 2024، من غير المحتمل أن يمتلك الحوثيون القدرة النارية على إغراق حاملات طائرات من فئة “نيميتز” (Nimitz) أو “جيرالد فورد” (Gerald Ford)، ولكنهم يمكن أن يتسببوا في إلحاق أضرار بها بواسطة صاروخ أو طائرة مسيرة، ما قد يعني نصرًا في ميدان الدعاية، وليس من الناحية العسكرية.

في هذا الصدد، سيكون على البحرية الأمريكية، التعامل مع الحملة الدعائية، ومحاولة التخفيف من آثار تداعيتها السياسية. 

هل يمكن إغراق الحاملة الأمريكية؟

طائرات الحاملة الأمريكية أسقطت صواريخ وطائرات بدون طيار حوثية مضادة للسفن، بينما ضربت مواقع ساحلية تستهدف السفن التجارية والبحرية، ووثقت وسائل إعلام أنها لا زالت تعمل بشكل طبيعي. 

لكن هل حاملة الطائرات حقًا لا تغرق؟ رغم عدم حدوث ذلك، يجب التفكير في هذه الاحتمالية، وما إذا كان يمكن لمقاتلين مسلحين بصواريخ أن يغرقوا حاملة الطائرات.

وفق المقال، من المشكوك فيه أن الحوثيين يمكنهم جمع القوة النارية اللازمة لإرسال حاملة طائرات من فئة “نيميتز” أو “جيرالد فورد” إلى قاع البحر.

ما مقدار الضرر؟

 كما أظهرت الأشهر القليلة الماضية من القتال، فإن اختراق دفاعات مجموعة القتال الأمريكية بهجمات صاروخية أو بطائرات بدون طيار ليس بالأمر السهل. وتمكن الحوثيون من إلحاق الضرر أو تعطيل السفن التجارية غير المسلحة، لكنهم لم يصيبوا أي سفينة حربية. 

ويبدو، أن الترسانة الحوثية غير قادرة على شن هجوم واسع النطاق يؤدي لغمر أنظمة الدفاع الجوي ومن ثم وتشتيتها وشن ضربة ناجحة.

ورغم ذلك، لا يوجد نظام دفاعي مثالي، ومن الممكن أن يتمكن الحوثيون من تهريب صاروخ أو طائرة بدون طيار مضادة للسفن قادر بشكل جزئي على استهداف الحاملة، بعبارة أخرى، يمكن للحوثيين أن يوجهوا ضربة، لكن هل ستكون ضربة مدمرة؟

ليس من المرجح أن تكون الضربة خطيرة إلى حد كبير، لأن الأجزاء الحيوية من حاملات الطائرات الأمريكية العملاقة محمية بدروع متنية ودفاعات قوية، مما يجعل من الصعب على الذخائر اختراقها.

دفاعات قوية

 قبل ما يقرب من عقدين من الزمن، استغرق الأمر أسابيع من القصف المتواصل لإغراق السفينة “يو إس إس أمريكا” وهي هيكل متقادم، وبدون طاقم للدفاع عنها (خلال عمليات تدريبية وتجارب عسكرية). 

لذلك سيكون من الصعب أن تتمكن الميليشيا اليمنية من تحقيق إنجاز من هذا القبيل ضد حاملة طائرات مكتملة الطاقم ومصحوبة  بمدمرات أو طرادات موجهة الصواريخ “إيجيس” (Aegis).

ومع ذلك، يمكن للحوثيين تحقيق شيء يقترب من إلحاق ضرر كبير بالحاملة، يمكن لصاروخ أو طائرة بدون طيار واحدة موجهة جيدًا أن تدمر أجهزة الاستشعار أو معدات الاتصالات أو أجنحة القيادة والتحكم على هيكل الحاملة، مما يخرج السفينة من المعركة حتى يتمكن الطاقم أو حوض السفن من إجراء الإصلاحات. 

نصر للحوثيين دون تدمير الحاملة

كما يمكن أن يتسبب الهجوم في إلحاق ضرر بالطائرات الجاثمة على سطح الحاملة، مما يقلل من قوة السفينة القتالية ويعيق عمليات الإطلاق.

سيكون ذلك كافيًا لأغراض الحوثيين، وفي لغة البحرية، يُطلق على الهجوم الذي يحرم وحدة من القدرة على أداء وظيفتها اسم “قتل المهمة”، ما قد يخرج حاملة الطائرات عن العمل، ويقوض استخدام سلاح الطيران، وهو ذراعها الضارب لفترة يمكن أن تطول.

هنا يخلص المقال إلى أن الحوثيين بإمكانهم تحقيق نصر دون تدمير كامل لحاملة الطائرات، سيكون للأمر تأثيرًا سياسيًا ودعائيًا خطيرًا، خاصة إذا تمكن الحوثيون من تسجيل صور لحاملة طائرات وهي مشتعلة، وإذا اضطرت الحاملة للانسحاب من أجل الإصلاح، يمكن للجماعة اليمنية الادعاء أنهم طردوا فخر البحرية الأمريكية من المياه الإقليمية.

ربما يعجبك أيضا