هل يصبح البشر “أقلية” في عالم يديره الذكاء الاصطناعي؟

حسام عيد – محلل اقتصادي

جدل كبير يشهده العالم اليوم بسبب إشكالية الذكاء الاصطناعي، التي أثارت مخاوف كبار العلماء وخبراء التكنولوجيا من تنامي تحكم الآلات في تطور وتقدم الاقتصادات، ومن ثم الهيمنة على العالم، ويصبح البشر أقلية على كوكب الأرض.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

القدرة على التعلم هي ما تميز الإنسان، لكن اليوم أصبح هناك روبوتات وآلات كفيلة بعمل المهام المطلوبة من المورد البشري في وقت قصير وبكفاءة عالية.

ويعرف الذكاء الاصطناعي بأنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.

ويعرف كبار الباحثين الذكاء الاصطناعي بأنه “دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها”، في حين يعرفه جون مكارثي -الذي وضع هذا المصطلح سنة 1955- بأنه “علم وهندسة صنع آلات ذكية”.

وخلال السنوات الأخيرة، قفز التطور في تقنية الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة، وتعد تقنية “التعلم العميق” أبرز مظاهره، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، أي أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيا دون تدخل الإنسان.

وأثبتت تقنية “التعلم العميق” قدرتها على التعرف على الصور وفهم الكلام والترجمة من لغة إلى أخرى، وغير ذلك من القدرات التي أغرت الشركات الأمريكية في وادي السليكون، وتحديدا فيس بوك وجوجل، على الاستثمار وتكثيف الأبحاث فيها، متجاهلين تحذيرات من أن تطور الذكاء الاصطناعي قد يهدد البشرية.

الاستثمار في الذكاء الاصطناعي

تراهن الشركات ومنظمات الأعمال في العالم على الاستثمار بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي بكافة القطاعات، الصناعي، الخدمي وقطاع الرعاية الصحية.

وفي عام 2015، بلغت قيمة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي 587 مليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية، 478 مليار دولار في الصين، 93 مليار دولار في كوريا الجنوبية، 53 مليار دولار في بريطانيا، و47 مليار دولار في روسيا.

فوائد الذكاء الاصطناعي

أداء وظائف تتطلب الذكاء البشري؛ تستطيع الشركات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات، فهناك تطبيقات للذكاء الاصطناعي في معظم المجالات والقطاعات:

في قطاع الرعاية الصحية يساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض وتحديد المشاكل الصحية التي ستواجه المريض في المستقبل، الأمر الذي قد يمكنه من العيش لفترة أطول.

وفي قطاع النقل والمواصلات، يعتمد العالم اليوم على الذكاء الاصطناعي في قيادة وسائل المواصلات المختلفة، فالسيارات ذاتية القيادة باتت سمة رئيسية على تطور الذكاء الاصطناعي.

وفي قطاع الأعمال، يتحكم الذكاء الاصطناعي في إدارة الصناديق الاستثمارية.

مخاطر الذكاء الاصطناعي

ماكينة ذاتية التعلم؛ الذكاء الاصطناعي قادر على تخطي مطوريه والتفوق عليهم.

الاعتماد الكلي على قرارات الذكاء الاصطناعي؛ القرارات التي تنتج عن الذكاء الاصطناعي تعتمد على البيانات التي يدخلها العنصر البشري، وبالتالي إذا تم إدخال بيانات خاطئة فمن الممكن أن يصبح القرار خاطئا للآلة التي تقوم بإصداره واتخاذه.

مبادرات الحد من المخاطر

أطلق الملياردير والمخترع إلين ماسك مؤسسة “open A I” بتمويل ما يقارب من مليار دولار وذلك للتحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعي.

كما أن هناك 100 رئيس تنفيذي من كبرى شركات التكنولوجيا العالمية قاموا بتحذير الأمم المتحدة من الذكاء الاصطناعي وقدرته على التلاعب بالبشر، والمخاطر الحقيقية التي تتنامى مع استمرار التقدم في الذكاء الاصطناعي.

اليوم، لا يزال العالم يعاني من المناظرة الكبيرة بين مارك زكربيرغ مؤسس شركة فيس بوك، وإلين ماسك.

مارك زكربيرغ من أكثر الأشخاص الذين يفضلون الذكاء الاصطناعي، حيث استغله للترويج لفيس بوك من خلال تقنية “التعلم العميق” التي تسمح للشبكة الاجتماعية بالتعرف على الوجوه في الصور، واختيار المحتوى المناسب وعرضه للمستخدم على صفحة آخر الأخبار، ودعم المساعد الشخصي الرقمي التابع لفيسبوك (إم)، وغير ذلك من الوظائف.

لكن إلين ماسك لا يزال يعتبر الذكاء الاصطناعي خطرا حقيقيا يهدد البشرية.

ربما يعجبك أيضا