هل يطلق فوز نتنياهو رصاصة الرحمة على الآمال المتلاشية بحل الدولتين؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

بعد يوم انتخابي طويل، دقت خلاله كل الأحزاب الإسرائيلية ناقوس الخطر من شبح الخسارة لشد عصب الناخب الإسرائيلي، صدرت النتائج شبه النهائية لانتخابات الكنيست الحادي والعشرين.

نتائج حملت معها تساويًا على مستوى الحزبين الكبيرين، حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، وحزب أزرق أبيض برئاسة بني جانتس، وأرجحية محسومة وواضحة لمعسكر اليمين المؤيد لبنيامين نتنياهو، ما يضمن له الحصول على تكليف الرئيس الإسرائيلي تأليف الحكومة المقبلة.

نتنياهو وجانتس يعلنان الفوز

وبالرغم من الواقع الذي أفرزته نتائج الانتخابات، سارع الطرفان الرئيسيان الليكود وأزرق أبيض، مساء الثلاثاء، إلى إعلان كل منهما فوزه في الانتخابات، وشروعه في تأليف الحكومة، بعد أن أظهرت استطلاعات الراي تقاربا شديدا بينهما.

وقال نتنياهو (69 عامًا) لأنصاره في كلمة في وقت متأخر من الليل في مقر حزب ليكود “إنها ليلة انتصار ضخم في ظل إعلام مجند. الليكود كبر على نحو دراماتيكي. إنه إنجاز مدهش”، وقالت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فازفي الانتخابات العامة الإسرائيلية لينال فترة ولاية خامسة قياسية.

 في الوقت نفسه، أعلن بني جانتس (59 عاما): “إنه يوم تاريخي، أكثر من مليون إسرائيلي انتخبوا حزب أزرق أبيض، أشكر نتنياهو على خدمته الدولة، نحترم إرادة الناخب، ويجب أن يشكل أكبر حزب، الحكومة”.

مفاجآت انتخابية

نتائج الانتخابات الإسرائيلية لم تخل من مفاجآت، تمثلت في تراجع كبير في قوة اليسار والوسط، ولا سيما حزبي العمل وميرتس، وكذلك طالت المفاجآت أيضا حزبي اليمين الجديد وزيهوت من معسكر اليمين.

ومع صدور النتائج الأولية شبه النهائية، تتوجه الأنظار في إسرائيل إلى طبيعة الائتلاف المقبل في ظل توقعات قوية بأن يكون إئتلافا يمنيا صرفا حسبما صرح نتنياهو .

وقال نتنياهو أريد إن أوضح أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة يمين، من الليلة بدأت محادثات مع قادة أحزاب اليمين، شركائنا الطبيعيين الذين أعلنوا جميعهم، صراحة أنهم سيسمونني لتأليف الحكومة المقبلة، وأنا أعتزم إنهاء المهمة بسرعة.

شبح الفساد يلاحق نتنياهو

وفي ظل انتظار فرز أصوات الجنود لرسم الصورة النهائية للانتخابات، مع التأكيد على تقدم معسكر اليمين، لفت مراقبون إلى أن انتصار نتنياهو السياسي، لم يغير المسار الآخر الذي يهدده منذ عامين، والمتمثل في المسار الجنائي لقضايا الفساد المتهم بها.

ويحارب نتنياهو، الذي يتولى السلطة منذ 2009، من أجل بقائه السياسي. واعتُبر السباق الانتخابي المحتدم على نطاق واسع استفتاء على شخصية نتنياهو وسجله في مواجهة اتهامات بالفساد.

ويواجه رئيس الوزراء احتمال إدانته في ثلاث قضايا للكسب غير المشروع لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفة.

تحالفات انتخابية

ولم يحقق أي حزب أغلبية تأهله للحكم بمفرده لكن من الواضح أن نتنياهو في وضع قوي لتشكيل ائتلاف حكومي مع أحزاب يمينية أخرى تدعمه. ووفقا للنتائج الجزئية فقد حصل على خمسة مقاعد أكثر من الانتخابات السابقة في 2015.

وبحسب وسائل إعلام اسرائيلية فإن النتائج النهائية ستعلن يوم الخميس أو الجمعة مع فرز أصوات الجنود، لكن النتائج المؤقتة أظهرت فوز تكتل الأحزاب اليمينية بزعامة نتنياهو بعدد 65 من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا مقابل 55 مقعدا في المجمل لأحزاب يسار الوسط.

تراجع جديد 

ومؤخرًا، أعلن يائير لابيد شريك بني جانتس في قائمة “أزرق أبيض”، مساء اليوم الأربعاء، هزيمة القائمة في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، حسبما أفاد التلفزيون الإسرائيلي.

وفي تصريح متلفز، قال لابيد، الرجل الثاني في التحالف الوسطي الذي يقوده القائد العسكري السابق، بني جانتس، المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، قائد حزب “الليكود” اليميني: “لم نفز بهذه الدورة. سنجعل الحياة جحيما لليكود ونحن في المعارضة”.

رصاصة الرحمة

وكان نتنياهو قد أعلن قبل ثلاثة أيام فقط من الانتخابات عزمه على ضمّ مستوطنات الضفة الغربية إلى إسرائيل في حال فوزه، الأمرالذي يعتبر أشبه بإطلاق رصاصة الرحمة على ما تبقى من آمال متلاشية بحل الدولتين مع الفلسطينيين، في الوقت الذي أعرب فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الثلاثاء عن أمله في أن تأتي نتائج الانتخابات الإسرائيلية بـ “السلام”.

أخيرا، وبفوز نتنياهو الذي يشغل المنصب منذ عام 2009، أصبحت الأمور واضحة، فبنيامين نتنياهو انتصر في الانتخابات الإسرائيلية لعام 2019، خاصة وأن 3 من الأحزاب غير الليكود أكدوا أن بنيامين نتنياهو هو الأفضل لتشكيل الحكومة، وإذا نجح نتنياهو خلال فترة المشاورات الإئتلافية التي لا تقل عن 28 يوما، إضافة إلى أسبوع إضافي، في تشكيل الحكومة، يمكن له أن يستأنف عمله السابق كرئيس للوزراء للمرة الخامسة وبالتالي يكون أطول رئيس وزراء بقاءا في السلطة، 4 مرات متتالية ومرة عام 1996، كما يحتمل أيضًا أن يكون أول رئيس وزراء في منصبه توجه إليه اتهامات في قضايا فساد، لكن السؤال الملح ماذا بعد فوز نتنياهو في الانتخابات؟ وما مصير عملية السلام؟

ربما يعجبك أيضا