هل يمكن أن تنتصر أوكرانيا في الحرب؟ خبراء يجيبون

أحمد ليثي

قال بايدن في خطابه التاريخي في وارسو، إن الحرب في أوكرانيا لا تتعلق فقط بأوكرانيا، بل هي معركة بين الديمقراطية والاستبداد


خلال الأسابيع الماضية، اتخذت الحرب الروسية الأوكرانية، منعطفًا خطيرًا، بعد الفشل في الاستيلاء على كييف، فقد انسحبت القوات الروسية إلى بيلاروسيا وروسيا.

وفق تقرير ألينا بولياكوفا، في فورين أفيرز، 22 إبريل 2022، أعادت القوات الروسية تجميع صفوفها في شرق أوكرانيا، لتحقيق مكاسب إضافية في دونباس، في حين عيّن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، المعروف بـ”جزار سوريا” لشن هجوم جديد شرقي أوكرانيا.

GettyImages 1238768051.0

هل يؤمن الأوروبيون بانتصار أوكرانيا؟

قالت بولياكوفا “بعض صانعي السياسة في أمريكا وأوروبا، اقترح حلولًا تفاوضية للحرب، وعلى الرغم من أن روسيا قتلت واغتصبت وعذبت آلاف المدنيين، متناسين أن منح موسكو السيطرة على دونباس سيعني مصيرًا مروعًا للأوكرانيين، وهو ما أوضحته سيطرة روسيا على مناطق، مثل لوغانسك ودونيتسك الشعبية، فاستخدمتها كمنصات لشن مزيد من الهجمات في أوكرانيا والدول المجاورة.

وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الحرب بأنها إبادة جماعية، واتهم القادة الأوروبيون بوتين علانية بارتكاب جرائم حرب. ولكن منذ بداية الحرب الروسية الشاملة، تصرف القادة الغربيون كما لو أنهم لا يعتقدون أن أوكرانيا يمكن أن تهزم روسيا في ساحة المعركة، وبدلًا من ذلك واصلوا المحادثات للتوصل إلى حل.

هل يمكن للجيش الأوكراني أن ينتصر؟

شددت بولياكوفا على أن القوات الأوكرانية لم تكن قادرة فقط على منع روسيا من الوصول إلى كييف، بمساعدة أسلحة دفاعية محدودة من الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، بل تمكنت من شن هجمات مضادة حول كييف، ومواقع أخرى في الشمال، وأثبت الجيش الأوكراني قدرته على الصمود وإجبار القوات الروسية على التراجع.

ومن جهته، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، إن بلاده لن تتخلى عن أراضيها في الشرق لإنهاء حالة الحرب، وهذا يعني أن الانتصار يستلزم عودة فورية إلى الوضع الراهن لعام 2014، مع السير في مسار تفاوضي لاستعادة وحدة أراضي أوكرانيا الكاملة، بما في ذلك الجمهوريتان الشعبيتان، لوغانسك ودونيتسك.

3500 1

هل تخشى الولايات المتحدة إرسال مساعدات إلى أوكرانيا؟

قال بايدن، في خطابه التاريخي في وارسو، إن الحرب في أوكرانيا لا تتعلق فقط بأوكرانيا، بل هي معركة بين الديمقراطية والاستبداد، ولكن استجابة السياسة الغربية لم تعكس خطورة الوضع، بل خشيت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من أي تصعيد مع روسيا، مثل رفض الولايات المتحدة إرسال بولندا مقاتلات سوفييتية إلى أوكرانيا وعدّته تصعيدًا.

ونوهت بولياكوفا بأن واشنطن قدمت بالفعل أكثر من 3 مليارات دولار كمساعدة أمنية لأوكرانيا، منذ 24 فبراير الماضي، وفي 10 إبريل الحالي، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن إدارة بايدن ستتخذ “إجراءات صارمة” لمساعدة أوكرانيا على النجاح في ساحة المعركة، منها تقديم حزمة بقيمة 800 مليون دولار من الدعم العسكري المباشر.

ukraine fire1

ما الذي يمكن أن تفعله أوروبا؟

قالت بولياكوفا إن أوروبا يجب أن تفعل المزيد لإمداد أوكرانيا بالأسلحة، وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي التزم بتقديم 1.5 مليار يورو كمساعدة أمنية منذ اندلاع الحرب في فبراير الماضي، لكن هذا يتضاءل بالمقارنة مع 35 مليار يورو، دفعها الاتحاد الأوروبي لروسيا مقابل الطاقة، خلال نفس الفترة الزمنية.

ومن جهتها، التزمت ألمانيا ظاهريًّا بإرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا، لكنها لم تقدم أي أسلحة على أرض الواقع، ولم تلتزم بجدول زمني واضح لإجراء ذلك، وفي تصريحاتها، في أوائل فبراير الماضي لمجموعة فونكي الإعلامية، قالت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرخت، إن شحنات الأسلحة بلغت الحد الأقصى، وأنها لن ترسل دبابات إلى أوكرانيا، لأنها تخشى استنفاد مخزونها.

ربما يعجبك أيضا