هل يمكن تصميم نظام لتوقع الأزمات العنيفة؟

بسام عباس
قاذفات صواريخ

عندما نستكشف الأزمات المستقبلية، سنبحث عن حلول لمنعها من الحدوث، ونستطيع اتخاذ الخطوات والتدابير اللازمة لتحقيق مستقبل مفضل.


شرع باحثون من جميع دول العالم، في محاولة لتصميم نظام يسمح للبشر بتوقع الصراعات العنيفة قبل اندلاعها، والعمل على منعها.

ويدرس باحثون التطورات الهائلة في الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن لقرارات قادة العالم أن تؤثر في مستقبل العالم، في وقت أعادت فيه الحرب الروسية الأوكرانية تشكيل الواقع لعشرات الملايين من البشر.

مستقبل السلام والحرب

قال موقع ساينس أليرت العلمي، في تقرير نشره اليوم الأحد 23 إبريل 2023، إن نحو 30 باحثًا من جميع أنحاء العالم اجتمعوا في جنيف في وقت سابق من هذا الشهر، في الجولة الأولى من مناقشات ركزت على “توقع مستقبل السلام والحرب”.

وأضاف أن المشروع تدعمه مؤسسة جنيف للعلوم والدبلوماسية، ومركز جنيف لسياسة الأمن، وكلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا، مشيرًا إلى أن ورشة العمل الأولية، التي انعقدت خلف أبواب مغلقة، ركزت على تحديد السبل المستخدمة في مثل هذا النوع من التوقعات.

وذكر أن ورش العمل الأخرى التي ستنعقد في نيويورك وجنيف في وقت لاحق من هذا العام، يمكن أن تركز على تطورات محددة، مع إمكانية إحداث تغيير جذري في مسار تاريخ البشرية.

التطلع إلى المستقبل

أوضح الموقع العلمي أن إثارة الموضوع جاءت في الوقت المناسب، إذ تدور رحى أكبر حرب منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية في أوروبا، إلا أن المشاركين في ورشة العمل شددوا على أن الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها لم تكن محور تركيزهم الرئيس في المناقشات.

وأوضح الباحثون أن طموحهم يتمركز حول إنشاء نظام لتوقع الأحداث قبل سنوات وحتى عقود، ومن ثم تقديم المشورة لصانعي القرار حول كيفية التحرك نحو نتائج أفضل على المدى الطويل، وهو مشروع أكثر هيكلية من الحرب في أوكرانيا، فهو يركز على أمور مستقبلية لم يتطرق إليها أحد من قبل.

وفي تصريحات إلى وكالة فرانس برس، قالت أستاذة الدراسات المستقبلية في جامعة توركو الفنلندية، سيركا هاينونين، والتي شاركت في المناقشات، بأن العالم يعيش في مجتمع متأزم، وتوجد أنواع مختلفة من الأحداث المستقبلية غير المرغوب في حدوثها.

تغيرات سريعة وجذرية

ذكر الموقع أن توقع التطورات مقدمًا لشهور ناهيك بتوقعها لسنوات، يمثل تحديًا كبيرًا، خاصة في وقتٍ تحدث فيه التغيرات السريعة والجذرية، والتي غالبًا ما تكون معقدة ومترابطة. ويشير الخبراء إلى تركيز القوة المتضخم بين الشركات التي تدير البيانات والقرارات التي يمكن اتخاذها لتنظيمها.

وسلطت هاينونين الضوء على وجود عدد لا يحصى من الاحتمالات والمخاطر المرتبطة بالتطوير السريع للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ظهور الروبوتات القاتلة والذكاء الاصطناعي. وحذرت من فوات الأوان إذا ما انتظرنا وقتًا أطول لوضع المتطلبات الأخلاقية والمنشآت واللوائح لوضع الذكاء الاصطناعي على المسار الصحيح.

وسلط سفير سويسرا للدبلوماسية العلمية ألكسندر فاسيل، الضوء على السرعة التي تطور بها الذكاء الاصطناعي في الأشهر القليلة التي انقضت فقط منذ ظهور ChatGPT على الساحة، وقال إن مثل هذه السرعة “دليل حي على أننا بحاجة إلى أداة” للمراقبة، محذرًا من أن ChatGPT مجرد “ذرة في جبل” مقارنة بما هو قادم.

إمكانات تخريبية

لفت وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، جان ماري جيهينو، إلى أن العالم لم يكن ليتفاجأ بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي إذا أجريت تجربة مماثلة قبل 20 عامًا، لأن القادة السياسيين كانوا قادرين على رؤية إمكاناتها التخريبية.

وأضاف أنه لفهم التطورات التي قد تنتظرنا، من الضروري تحديد هياكل القوة المتغيرة، مشيرًا إلى أن شركات البيانات الضخمة مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون اكتسبت الآن قوة أكبر من العديد من الدول، وأن إدارة البيانات أصبحت مركز القوة الجديد.

ولفهم صعوبة توقع التطورات 25 عامًا في المستقبل، قال ألكسندر فاسيل: “علينا إعادة التفكير قبل 25 عامًا، ففي إبريل 1998، لم يكن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في السلطة، ولم نكن نعرف حتى اسمه، ولم يكن لدينا أي هاتف ذكي، ما يكشف صعوبة التحدي الذي نواجهه”.

اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء الإماراتي عن المستكشف «راشد»: هدفنا إضافة بصمة علمية في تاريخ البشرية

اقرأ أيضًا: ما أسوأ سنة مرت على تاريخ البشرية؟              

اقرأ أيضًا: بعد إيران والسعودية.. هل تكون الصين وسيطًا للسلام في الحرب الروسية الأوكرانية؟

ربما يعجبك أيضا