هل يمكن قرصنة الطائرات المسيَّرة «الدرونز»؟

علاء بريك

هل تساءلت يومًا عن إمكانية قرصنة الدرونز؟ إليك الإجابة.


شهدت السنوات القليلة الماضية انتشارًا للطائرات المُسيَّرة، وتنوعت مجالات استخدامها من المدنية إلى العسكرية، ومرجح أن تتوسع هذه الصناعة مستقبلًا، حسَب التقارير.

مع انتشار هذه الأجهزة وتنوع مجالات استخدامها، لا سيَّما في العمليات الحربية والجاسوسية، يبرز السؤال الأمني المُقلِق: هل يمكن قرصنة الدرون؟ وكيف يمكن قرصنتها؟ وما الغاية من القرصنة؟ وكيف أحمي نفسي؟

هل يمكن قرصنة المسيَّرات؟

الإجابة نعم، فهذه الأجهزة تشبه الحواسيب ومعرضة لخطر القرصنة، ومن زاوية الصعوبة فقرصنة الدرونز أسهل من قرصنة الحواسيب، لا سيّما إذا لم يلقِ صاحبها بالًا للخطر الأمني، حسبما حذَّرت شركة الأمن الإلكتروني كاسبِرسكاي، بل بوسع القراصنة الذهاب أبعد من ذلك من خلال استخدام المسيَّرة لقرصنة أجهزة أخرى.

وذكر موقع سايبر سكوب، المتخصص بالأمن الإلكتروني، أنَّ الشركات العسكرية في سباق بين بعضها البعض لتطوير مسيَّراتٍ مخصصة للقرصنة والتعقب واحتكار هذا المجال. وكانت شركة بيشوب فوكس، المختصة بالاستشارات الأمنية، نشرت تجربة لقرصنة أحد الأجهزة الإلكترونية باستخدام مسيَّرة مُعدَّلة، وبعد النشر تواصل معها عديد من الجهات الحكومية والعسكرية والتجارية طلبًا لخدماتها.

كيف تُقرصَن المُسيَّرة؟

حسبما نشر موقع مَيك يوز أوف، فإنَّ قرصنة المسيَّرات تجرى عبر اعتراض الإشارة بين المسيَّرة نفسها والمتحكِّم بها. لكن قد يكون من المستحيل اعتراض الإشارة إذا كانت مشفَّرة، بيد أنَّ العديد من المسيَّرات تستخدم اتصالًا غير مشفَّر. يتيح عدم التشفير هذا إمكانية اختراق الاتصال بين المسيَّرة والمتحكِّم بها، وجعل مصير المسيَّرة بيد القرصان.

ولا شك أنَّ عملية قرصنة كهذه تستلزم قدرًا من الخبرة، لكن بعض عمليات القرصنة قد تستهدف إسقاط المسيَّرة، وليس التحكم بها، لذا توجد طريقة أسهل لتحقيق هذه الغاية من خلال استخدام أجهزة تشويش الإرسال، فهذه الأجهزة تقطع الاتصال بين المسيَّرة وجهاز التحكم وعند غياب التوجيه تسقط المسيَّرة على الأرض وتتحطّم.

ما الغاية من القرصنة؟

توجد عدة غايات من القرصنة تتفاوت في درجة ضررها وتبعاتها. فمثلًا يحاول بعض القراصنة سرقة المسيَّرة من خلال السيطرة عليها وتوجيهها إلى مكان قريبٍ منهم، لا سيَّما إذا كانت تُستخدَم في توصيل الشحنات، في حين عند آخرين غاية مختلفة بالحصول على معلومات أو صور أو مقاطع مصورة مخزّنة على المسيَّرة.

على سبيل المثال، أسقطت إيران في 2019 مسيَّرة أمريكية متطورة فوق أراضيها وفي 2021 نجحت في اعتراض أخرى. وعليه دعمت صناعة المسيَّرات لديها.

مع ذلك، يوجد قراصنة آخرون لا يعملون بطريقة غير شرعية، إنما شرعية وترعاها الحكومات ومُدرِّة للربح. وهؤلاء تمثلهم شركات عسكرية وأمنية منها على سبيل المثال شركة سيليكس جاليلو التي طوَّرت مسيَّرة قادرة على خوض الحروب الإلكترونية والسيبرانية والقرصنة، حسبما نقل موقع سايبر سكوب.

كيف أحمي نفسي؟

نشرت شركة كاسبِر سكاي مجموعة توصيات يمكن تطبيقها لتقليل خطر القرصنة أو الحد منه، أبرزها تحديث ما يسمى بالجدار الناري في المسيَّرة، فصنَّاع المسيَّرات يصدرون في الغالب تحديثات جديدة مع ظهور كل تهديد جديد أو ثغرة ما، لذا لا يجب إغفال التحديث المستمر، وأيضًا تفعيل خيار “العودة إلى المنزل” الذي تتمتع به أغلب المسيَّرات، ويضمن لمالك المسيَّرة عودتها إلى نقطة يحددها إذا فُقِد الاتصال.

قد يستخدم مالك المسيَّرة جهازه الخلوي أو حاسوبه الشخصي للتحكم في المسيَّرة، وهنا عليه ضمان حماية الجهاز من الاختراق واستخدام برامج الحماية المعروفة وتحديثها باستمرار. وتنصح الشركة باستخدام شبكة اتصال خاصة وهمية “vpn” لمنع القراصنة من اختراق الاتصال كونها تُشفِّر الاتصال.

ربما يعجبك أيضا