هل ينجح الحوار السياسي في السودان برعاية الآلية الثلاثية؟

ضياء غنيم
مؤتمر الآلية الثلاثية لإعلان انطلاق الحوار السياسي

أخذت الآلية الثلاثية زمام المبادرة للحل بعد فشل التوافق الوطني على مبادرة سودانية سودانية جامعة.


في مسعى لاختراق جدار الأزمة السياسية أعلنت الآلية الثلاثية الأممية الأفريقية استئناف الحوار بين الأطراف السودانية في مرحلته الثانية عقب انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك.

وباستثناء حزب المؤتمر الوطني المنحل، يعقد الحوار بين كافة القوى السودانية من لجان المقاومة وقوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني، في الفترة من 10 إلى 12 مايو المقبل، وبحسب بيان الآلية، فهل تنجح الجهود في الوصول إلى حل سياسي لأزمة الانتقال في السودان؟

 انفراجة محتملة برعاية الآلية الثلاثية

وسط ترقب انفراجة في ملف الأزمة السودانية المستمر منذ 25 أكتوبر 2021، أعلنت الآلية الثلاثية عن بدء المرحلة الثانية للحوار بين الفرقاء السودانيين بعد انقضاء عيد الفطر.

ويتصدر أجندة الحوار قضايا أجمع السودانيون على أهمية مناقشتها تشمل الترتيبات الدستورية وبناء مؤسسات الانتقال وتشكيل مجلس سيادة واختيار رئيس وزراء والاتفاق على برنامج الحكومة الانتقالية حتى إجراء انتخابات حرة ونزيهة، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

وفيما ثمّن إطلاق النيابة العامة السودانية سراح قيادات لجنة إزالة التمكين وعلى رأسهم عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان طالب ممثل الإيقاد إسماعيل وايس بالإفراج عن قادة لجان المقاومة لتوفير بيئة ملائمة لإنجاح الحوار، بحسب سودان تريبيون.

 دعم غربي لحوار الآلية الثلاثية .. ووعيد لمجلس السيادة

إلى ذلك أجرى مبعوثو بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي لقاءات مع القوى السياسية ومجلس السيادة الانتقالي انتهت يوم الجمعة 29 إبريل 2022، لدعم الحوار وإعادة البلاد إلى مسار الانتقال الديمقراطي.

ودعا بيان مشترك إلى تشكيل حكومة مدنية تحظى بالمصداقية محليًّا ودوليًّا تنتجها جهود الآلية الثلاثية، حتى لا يخسر السودان مساعدات تنموية من البنك الدولي بعشرات المليارات، وبرنامج صندوق النقد الدولي لإعفاء 19 مليار دولار من ديون البلاد.

السيادة يرحب ويبادر

من جانبه رحب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بالتفاوض والحوار البناء بين القوى السودانية.

ودعا البرهان، يوم الخميس 28 إبريل 2022،  المبعوثين الدوليين إلى حث الأحزاب والقوى السياسية على التوافق الوطني لتشكيل حكومة انتقالية.

توافق وطني أو انتخابات مبكرة

العلاقة بين المدنيين والعسكريين قد تمثل الإشكالية الكبرى في مسار الانتقال وعلى طاولة الحوار السياسي، في ظل رفض قوى الحرية والتغيير أي حلول لا تشمل إنهاء الدور السياسي للمؤسسة العسكرية وإقامة حكومة مدنية.

وفي مواجهة ضغوط الشارع والمبعوثين الدوليين على مجلس السيادة، يلوح الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بإجراء انتخابات مبكرة للخروج من أزمة انعدام التوافق، في ظل التحولات الأخيرة في الساحة السياسية التي تستهدف تقليص حظوظ الحرية والتغيير والقوى الثورية في الانتخابات، الأمر الذي يثير قلق الغربيين من عودة رموز النظام السابق.

الآلية الثلاثية ومساعي الحل  

تضم الآلية الثلاثية بعثة الأمم المتحدة في السودان يونيتامس برئاسة المبعوث فولكر بيرتس، ومبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات،ومبعوث الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “الإيجاد” إسماعيل أويس.

أخذت الآلية الثلاثية زمام المبادرة للحل بعد فشل التوافق الوطني على مبادرة سودانية سودانية جامعة، وكان آخرها مبادرة “الوثيقة السودانية التوافقية لإدارة الفترة الانتقالية” باعتبار أنها تجميع لكل المبادرات على الساحة والتي تسببت في حالة جدل بين القوى السياسية وداخل حزب الأمة القومي.

وخلال الفترة الماضية تعرضت بعثة الأمم المتحدة لانتقادات بالتحيز لأطراف دون أخرى وعدم جدوى مبادراتها للحل.

ربما يعجبك أيضا