“هيئة العلماء”: اعترافات “رايس” تضع المتعاملين مع إدارتها في مأزق أخلاقي

محمود سعيد

رؤية

بغداد – اعتبرت هيئة علماء المسلمين في العراق أن التصريح الأخير لـ”كونداليزا رايس”، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في عهد الرئيس “جورج بوش الابن”، يضع من وصفتهم بـ”أصدقائها والمتعاونين معها والمتعاملين مع إدارتها في مأزق أخلاقي لا يحسدون عليه”.
واعترفت رايس، التي تعمل الآن أستاذة في جامعة ستانفورد، بأن أسبابا أمنية بحتة هي التي دفعت الولايات المتحدة للإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومحاربة حركة طالبان في أفغانستان.

وقالت رايس، في لقاء عقدته الخميس الماضي في معهد بروكينغز: “إننا لم نذهب للعراق إلا لمشكلة أمنية بحتة، وما كنا نسعى إلا للإطاحة بصدام حسين لاعتقادنا بوجود أسلحة الدمار الشامل…”.

ونفت أن يكون السبب هو جلب الديمقراطية للبلدين، وأضافت “لم يكن قط في خطط الرئيس بوش حينها استخدام القوة العسكرية من أجل جلب الديمقراطية، لا في العراق عام 2003، ولا في أفغانستان عام 2001”.
 
وتعقيبًا على هذه التصريحات، قالت هيئة علماء المسلمين في بيان لها: إن “هذا التصريح الخطير يمثل حقيقة ما جرى في العراق، وما نتج عنه من نتائج كارثية التي وصل إليها العراق، والأزمات التي لم تنفك عنه وعن المنطقة منذ الاحتلال، ويقرر هذا التصريح حقيقتين ماثلتين طالما أشارت إليهما هيئة علماء المسلمين، ونبهت عليهما هي والقوى المناهضة للاحتلال، رغم معاندة المعاندين ومغالطة المغالطين ودفاع المدافعين عن الاحتلال، الذين يبررون له بحجة التحرير أو بذريعة نشر (الديمقراطية) الموهومة”.

وتابع البيان يقولك “الحقيقة الأولى: أن الولايات المتحدة الأمريكية، والدول المتحالفة معها قد ارتكبت جرمًا كبيرًا بحق الإنسانية عامة، وبحق العراق والعراقيين خاصة؛ حيث بات العراق مرتعًا للظلم والإرهاب والجريمة والفساد بكل أنواعه وأشكاله، وتركته ساحة مفتوحة لكل أعدائه الحاقدين عليه والطامعين فيه، وصار العراق بذلك ميدانًا لصراع القوى المختلفة وساحة لتصفية الحسابات فيما بينها. ويتحمل الاحتلال، ومن معه المسؤولية الكاملة عن كل ما حدث ويحدث للعراق من قتل وتدمير وتجويع وتهجير وإذلال، وكل أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان، وفشل مستمر يطال جميع مؤسسات الدولة وتمزيق نسيج المجتمع. فضلًا على أنه مكن إيران من بسط سيطرتها ونفوذها على العراق، في كل المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية وتعزيز نفوذها في المنطقة”.

أما الحقيقة الثانية؛ فهي بحسب البيان، “الاعتراف بالفشل السياسي للاحتلال الأمريكي في العراق، ومسؤولية ما يسمى بـ (العملية السياسية) عن كل أنواع الظلم الحاصل في البلاد، فحيث يكون الهدف هو حل مشكلة أمنية فقط؛ فإن كل ما سيـــــــــجري بعد ذلك ليــس في حسابات الإدارة الأمريكية وليس في محيــــــط اهتمامها؛ وهذا يعطي أجــــــــــــوبة عن كل التساؤلات الدائرة في العراق منذ الغزو والاحتلال وحتى الآن”.

وأكدت هيئة علماء المسلمين في العراق أن “(كونداليزا رايس) التي كانت (تتوقع) نسب الفوز في الانتخابات الثانية في العراق عام (2005) قبل إجرائها وحددت عدد مقاعد كل جهة بحسب (تقديراتها السياسية)!! تعلن بتصريحها هذا عن حقيقة خداعها للعراقيين في ذلك الحين، وعن مهزلة ما يسمى بـ (الديمقراطية) في العراق، وتضع أصدقاءها والمتعاونين معها والمتعاملين مع إدارتها في مأزق أخلاقي لا يحسدون عليه”.
وخلصت الهيئة في ختام بيانها إلى أن “الحل الناجع في العراق مازال يكمن أولًا في التحرر من أكاذيب العملية السياسية وأوهامها، والقناعة التامة بأن النظام السياسي ــ المبني على المحصصة الطائفية والعرقية ــ لن يكون ذا جدوى في تحقيق ما يصبو إليه العراقيون جميعًا، والسعي لتوسيع نطاق الوعي الوطني بضرورة التغيير القائم على تحقيق المعاني النبيلة، التي يطمح إليها أبناء العراق بعد (14) عامًا من الاحتلال وتوابعه”.
 
ويبدو أن واشنطن نادت إبان غزوها للعراق بالصرح الديمقراطي المنشود في العراق بعد فشل روايتها المزعومة عن وجود أسلحة، وخلق فوضى جارفة في البلد خلفت آلاف القتلى والجرحى وملايين من الأيتام والأرامل، وصراعا سياسيا قسم المجتمع العراقي على الصعيدين الاثني والطائفي وضيع هيبة الدولة العراقية ومواردها.

وفي عهد باراك أوباما تخلت الولايات المتحدة عن العراق وظهرت الحقائق، وبرزت أجندة إيران على السطح بعد الانسحاب الأميركي، وبات ما يحكى عن نفوذ محسوس لإيران قبل 2011 معلنا وواضحا.

(وكالات)
 

ربما يعجبك أيضا