“هيئة علماء المسلمين”: أمريكا وإيران جعلا العراق ميدانًا ومسرحًا للمناكفات السياسية

محمود سعيد

رؤية

بغداد – أكدت هيئة علماء المسلمين في العراق، أن السفيرين الأمريكي والإيران اتخذا من بغداد وبعض مدن العراق ميدانًا ومسرحًا للمناكفات السياسية، وتبادلا إرسال الرسائل المبطنة والملغومة.

وأضحت الهيئة في بيان أصدرته الأمانة العامة؛ أن حقيقة كون العراق ساحة صراع قوى دولية وإقليمية وإرادات خارجية بعيدًا عن مراعاة مصالح البلاد وشعبها؛ تنكشف يومًا بعد آخر؛  حيث شهد الأسبوعان الأخيران نشاطًا ملحوظًا وزيارات مكثفة لشخصيات سياسية أجنبية للعراق، تبعت الدخول الخاطف للرئيس الأمريكي في زيارة قواته في العراق بدون علم الحكومة الحالية، فقد زار العراق وزير الخارجية الأمريكي وتبعه وزير الخارجية الإيراني ثم الفرنسي وغيرهم.

وبيّنت الهيئة في هذا الشأن أن أبرز ما استفز مشاعر العراقيين ما قام به وزير الخارجية الإيراني، من تجاوز للأعراف الدبلوماسية والسياقات البروتوكولية وعقد عدة لقاءات في بغداد والنجف مع فئات مجتمعية عدة، منها: شيوخ عشائر وشيوخ دين وطوائف وغيرهم؛ في رسالة واضحة لبيان أن العراق تحت النفوذ الإيراني، مظهرًا بذلك حجم التحكم الإيراني في العراق وقراراته المصيرية التي باتت تمثل صدى لحكومة طهران، في غياب السيادة الوطنية المـُدّعاة.

وأشارت هيئة علماء المسلمين إلى أن هذه الأفعال المستنكرة والمسكوت عنها هنا أو هناك؛ تستغل العراق وتجعله کبش فداء لتحقيق مآرب النظام الإيراني وأطماعه التوسعية في المنطقة، وجعله ساحة صراع قادمة يدفع العراق ثمنها باهضًا من دماء أبنائه ومقومات شعبه الضرورية التي صار مفتقرًا إلى أدنى مستوياتها.

ولفتت الهيئة إلى أنها ملزمة -من باب القيام بواجب النصح والتنبيه والتحذير للشعب العراقي- ببيان أن ما يجري من تحركات أمريكية في العراق لا يعدو كونه صراع نفوذ بين “الاحتلالين الأمريكي والإيراني في سياق ملفاتهم غير المتفق عليها”، ومحاولات لتحسين ظروف التفاوض لكل طرف على حساب الآخر،  مشيرة إلى أنه لن يؤثر بالشكل الذي يظنه كثيرون على استمرار العملية السياسية بحكوماتها الصورية الموالية لإيران؛ لأن الكل يعلم أن من سمح بالنفوذ الإيراني في العراق ومن ساند الميليشيات، ومن أوصل العراق إلى ما عليه اليوم؛ هي الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تغير من نهجها حتى بعد مرور ما يقرب من 16 سنة على احتلالها العراق.

(وكالات)

ربما يعجبك أيضا