وادي الأردن.. معبر الإنسان الأول للخروج من إفريقيا

بسام عباس
وادي رم جنوبي الأردن

أشار بحث جديد إلى أن وادي الأردن كان شديد الخصوبة في السابق، وكان الممر الذي اختاره الإنسان الأول للخروج أول مرة إلى خارج إفريقيا.

وكشف فريق بحث من جامعة شانتو الصينية عن أن الإنسان الأول خرج من إفريقيا عبر ما يعرف الآن بالبحر الأحمر، ومع انخفاض مستويات المياه خلال الفترات الجليدية والمناخ على الضفتين، كان وادي الأردن غنيًا بالخضرة والمياه.

ممر الخروج من إفريقيا

أوضح موقع ساينس أليرت العلمي، في تقرير نشره اليوم الخميس 5 أكتوبر 2023، أن البشر هاجروا من إفريقيا إلى أوراسيا عدة مرات خلال منتصف العصر الجليدي وأواخره، منذ 129 إلى 71 ألف سنة، ولم تكن كل محاولاتهم ناجحة، وأنهم أجروا هذه الرحلات عبر وادي الأردن.

وذكر الموقع أن عالم الجيولوجيا الجيولوجية بجامعة شانتو الصينية، محمود عباس، فحص 13 عينة من الرواسب عمرها 84 ألف عام عبر العديد من مواقع وادي الأردن المتصدع. وكشفت الأدوات الحجرية في أحد المواقع عن أن أشباه البشر ربما استخدموا هذا الممر.

SunriseAtWadiRumJordanianRiftValley1

أحد مواقع العينة – وادي رم الأردني

وعثرت دراسات أخرى على قطع أثرية وآثار أقدام وحفريات بشرية من كهوف قريبة تعود إلى الفترة ذاتها، وكشفت الرواسب عن مشهد مختلف تمامًا في ذلك الوقت، فقد تخللت طبقات الرمل والحصى مواد عضوية غنية وطين يحتوي على قوالب جذرية، ما يشير إلى وجود نباتات غنية.

اقرأ أيضًا: عمره 1.5 مليون عام .. أقدم كهف جليدي على الأرض يقدم كنزا جيولوجيا ثمينا

منطقة غنية بالموارد والمياه

أوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة Science Advances أن هذا التغيير الحاد يشير إلى زيادة هطول الأمطار التي حوَّلت المنطقة إلى سلسلة من الأراضي الرطبة وسط منطقة قاحلة خلال هذه الفترة، ما يوفر فرصة مثالية للإنسان لتوسيع أراضيه.

وقال محمود عباس: “كانت مراعي السافانا في وادي الأردن توفر الموارد التي يحتاجها البشر للبقاء أحياء أثناء رحلتهم من إفريقيا إلى جنوب غرب آسيا وما وراءها”، مضيفًا: “كانت بلاد الشام ممرًا جيدًا غنيًا بالمياه، مكّن الإنسان الأول من الانتشار خارج إفريقيا خلال العصر الجليدي الأخير”.

ربما يعجبك أيضا