واردات الأسلحة إلى أوروبا ترتفع رغم تراجعها عالميًّا.. وأمريكا ترسخ هيمنتها

عمر رأفت
ازدياد نسب واردات الأسلحة إلى أوروبا وسط هيمنة أمريكية وتراجع روسي

لا تزال الولايات المتحدة تسيطر على سوق تجارة الأسلحة بأنحاء العالم وسط تراجع روسي وصعود فرنسا.


زادت واردات الدول الأوروبية من الأسلحة 47% بين عامي 2013 و2022، حسبما ذكر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

وقال المعهد، في تقريره الأخير، إن واردات الأسلحة عمومًا انخفضت في إفريقيا 40%، وفي قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية 21%، وفي وآسيا وأوقيانوسيا 7.5% والشرق الأوسط 8.8%. وأن حصة الولايات المتحدة من صادرات الأسلحة العالمية تجاوزت ضعف نصيب روسيا.

اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي قد يضخ 3.5 مليار يورو لشراء أسلحة لأوكرانيا

هيمنة السلاح الأمريكي تتزايد

قال كبير الباحثين في معهد ستوكهولم، بيتر دي ويزمان، في تصريحات أبرزها المعهد على موقعه، إنه حتى مع انخفاض عمليات نقل الأسلحة على مستوى العالم، ارتفعت نسب التصدير إلى أوروبا بسبب التوترات مع روسيا، والحرب الدائرة في أوكرانيا، ورغلة الدول الأوروبية في استيراد المزيد من الأسلحة بسرعة.

وأشار المعهد إلى أنه دائمًا ما تهيمن الولايات المتحدة وروسيا على صادرات الأسلحة العالمية، ومع ذلك، فإن الفجوة بين البلدين آخذة في الاتساع بقدر كبير، في حين ضاقت الفجوة بين روسيا وثالث أكبر مورد فرنسا. وأوضح أن صادرات الأسلحة الأمريكية زادت 14% بين 2013 و2022، وشكلت 40% من صادرات الأسلحة العالمية في الفترة ما بين 2018 إلى 2022.

ازدياد نسب واردات الأسلحة إلى أوروبا وسط هيمنة أمريكية وتراجع روسي

ازدياد نسب واردات الأسلحة إلى أوروبا وسط هيمنة أمريكية وتراجع روسي

انخفاض صادرات الأسلحة الروسية

أظهر تقرير معهد ستوكهولم أن صادرات الأسلحة الروسية انخفضت 31% في الفترة من 2013 إلى 2022، وانخفضت حصتها من صادرات الأسلحة العالمية من 22 إلى 16%، في حين زادت حصة فرنسا من 7.1 إلى 11% في نفس الفترة.

وأضاف أن صادرات الأسلحة الروسية إلى 8 من أكبر 10 دول تحصل على تلك الأسلحة انخفضت بين 2013 و2022، موضحًا أن الصادرات إلى الهند، أكبر دولة تستورد السلاح الروسي انخفضت 37%، في حين انخفضت صادرات الدول الأخرى 59%، وزادت صادرات الأسلحة الروسية إلى الصين 39%.

وقال الباحث بالمعهد، سيمون ويزمان، إنه من المحتمل أن تؤدي الحرب الروسية الأوكرانية إلى زيادة الحد من صادرات الأسلحة الروسية، وأرجع ذلك إلى أن موسكو ستعطي الأولوية لتزويد قواتها المسلحة، وسيظل الطلب من الدول الأخرى منخفضًا بسبب العقوبات التجارية، وزيادة الضغط من الولايات المتحدة وحلفائها على عدم شراء الأسلحة الروسية.

ازدياد نسب واردات الأسلحة إلى أوروبا وسط هيمنة أمريكية وتراجع روسي

ازدياد نسب واردات الأسلحة إلى أوروبا وسط هيمنة أمريكية وتراجع روسي

ارتفاع الصادرات الفرنسية

أشار المعهد إلى أن صادرات فرنسا من الأسلحة زادت 44% بين عامي 2013 و2022، وكانت معظم صادرتها إلى دول في آسيا وأوقيانوسيا والشرق الأوسط، وتلقت الهند 30% من تلك الصادرات في الفترة من 2018 إلى 2022.

وأضاف دي ويزمان أن حصة فرنسا من سوق الأسلحة العالمية تزداد، مع انخفاض صادرات الأسلحة الروسية، كما حدث في الهند، وتوقع أن يستمر ذلك في ظل الطلب المتزايد على الأسلحة الفرنسية.

أوكرانيا ثالث أكبر مستورد للأسلحة

قال معهد ستوكهولم إن أوكرانيا استوردت أسلحة أساسية ورئيسية ليست بالكثيرة في الفترة ما بين عام 1991 و2021، لكنها أصبحت ثالث أكبر مستورد للأسلحة خلال عام 2022، وفي المرتبة 14 في الفترة ما بين 2018 و2022، وشكلت 2.0% من واردات الأسلحة العالمية في السنوات الخمس.

وذكر التقرير أن دول قارة آسيا وأوقيانوسيا تلقت 41% من من الأسلحة في الفترة ما بين 2018 و2022، وهي نسبة أقل قليلًا مما كانت عليه في الفترة ما بين 2013 و2017، في حين زادت واردات دول شرق آسيا من الأسلحة 21% في فترة ما بين 2013 و2018، وارتفعت واردات الصين من الأسلحة 4.1%، وكان معظمها من روسيا.

الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم

كانت أكبر النسب زيادة في كوريا الجنوبية، الحليفة للولايات المتحدة، بنسبة وصلت إلى 61%، واليابان بنسبة تزيد على 171%، وأستراليا بنسبة 23%. وأوضح ويزمان أن التهديدات من الصين وكوريا الشمالية أدت إلى زيادة الطلب على واردات الأسلحة من اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، لا سيما الأسلحة المتطورة بعيدة المدى، وكانت تلك الواردات من الولايات المتحدة.

ووفق التقرير، لا تزال الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم، لكن وارداتها من الأسلحة تراجعت 11% بين عامي 2013 و2018، في حين زادت واردات باكستان 14%، وتعتبر الصين المورد الرئيس لها.

ربما يعجبك أيضا