«وثائق فالكون».. كيف تمكن الروس من شن هجمات سيبرانية على الغرب؟

محمد النحاس

فيما تحتدم المعارك العسكرية التقليدية في ميدان القتال في أوكرانيا، تشتعل من وراء الشاشات معارك غير تقليدية، فما تفاصيل هذه المعارك؟ وكيف استخدمتها روسيا لاستهداف البنى التحتية الغربية؟


كشف تقرير لصحيفة دير شبيجل الألمانية عن أن بعض المتخصصين التقنيين الروس في الشركات الغربية، عملوا سابقًا في شركة على صلة بالاستخبارات الروسية.

ووفقًا للتقرير، فقد عمل الخبراء الروس سابقًا في شركة تكنولوجيا المعلومات الروسية (فالكون إن تي سي)، ترتبط بعمليات سيبرانية شنتها روسيا ضد دول غربية، في سياق الحرب السيبرانية، فما تفاصيل ذلك؟ وما الذي كشفت عنه الوثائق المسربة؟ 

اختراق روسي جديد

بحسب الصحيفة الألمانية، يعمل العديد من الخبراء الروس في مجالات التقنية، والأمن السيبراني، في شركات غربية مهمة، من بينها شركة سيمنز الألمانية عملاق الصناعة الأوروبية، وشركة أمازون ويب سيرفيس المتخصصة في خدمات الحوسبة السحابية، وغيرها من الشركات البارزة.

وتكمن المشكلة في أنّ أولئك الخبراء عملوا في أوقات سابقة في شركة فالكون إن تي سي، وقد تكشّف ذلك وفق ما بات يُعرف بـ “ملفات فالكون”، التي أوضحت ارتباط الشركة بالاستخبارات الروسية، وقد نشر تفاصيل هذه القضية عدة صحف غربية، من بينها الجارديان البريطانية في 30 مارس 2023.

ما مصدر هذه الوثائق؟ 

 تسلمت صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية، الوثائق المسربة من فالكون، فبراير 2022، بعد أيام من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، من مصدر أوضح أنه أقدم على هذه الخطوة بسبب عدم رضاه عن الحرب في أوكرانيا. 

وقال المصدر للصحيفة الألمانية: “قررت نشر هذه المعلومات، بسبب الحرب في أوكرانيا، الشركة تفعل أشياء خاطئة، وكذلك الحكومة الروسية”، مشددًا على ضرورة أن يعرف الناس حقيقة ما يحدث، وقاد التحقيقات في هذه الوثائق، المنظمة الصحفية “بيبر تريل ميديا”، و”دير شبيجل” الألمانية و”لوموند” الفرنسية و”الجارديان”. 

هجمات سيبرانية متعددة

يأتي الكشف عن هذه الوثائق بعد أشهر من تعرض بنى تحتية غربية لهجمات، يعتقد مسؤولون غربيون أنها قادمة من روسيا، بالإضافة إلى الهجمات التي استهدفت على نحوٍ خاص الشركات الأمريكية، والمطارات في ألمانيا وأمريكا، وكذلك طالت بعض مصافي النفط الأمريكية، كما استهدفت الهجمات أوكرانيا على نحوٍ مكثف.

وبحسب دير شبيجل، تقدم شركة أمازون ويب سيرفيس، خدماتها للعديد من المؤسسات الأمريكية ذات الحساسية الأمنية العالية، مثل وكالة ناسا، والبحرية الأمريكية، والعديد من شركات البرمجة، التي تزود خدماتها لأجهزة أمن أمريكية، وأجهزة عسكرية. 

اختراق مؤسسات أمريكية

 في عام 2020 تعرضت الولايات المتحدة لهجمات سيبرانية واسعة النطاق، استهدفت العديد من المؤسسات، من بينها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، وذلك وفقًا لما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن مسؤولين رفيعي المستوى.

 وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تعرض وزارة الخارجية، ومعاهد الصحة الفيدرالية لهجمات مماثلة، وأثارت الحادثة غضبًا واسع النطاق في الولايات المتحدة في ذلك التوقيت، وأشعلت الجدل حول آليات الحماية، ومخاطر الهجمات السيبرانية على الأمن القومي الأمريكي.

ووفقًا لدير شبيجل فإن مخترقي (كوزي بير)، وهي إحدى المجموعات التي هاجمت الولايات المتحدة سيبرانيًّا عام 2020، على صلة بـ “فالكون إن تي سي”، وهي الشركة التي بيّنت الوثائق المسربة ارتباطها بعدد من أجهزة الاستخبارات الروسية. 

ما الذي كشفت عنه الوثائق؟

كشفت الوثائق عن ارتباط مجموعة القرصنة الروسية الشهيرة (ساندوروم) بالاستخبارات الروسية، بهدف نشر معلومات مضللة، يستخدمها المهاجمون لسرقة البيانات، وتعطيل أجهزة الكمبيوتر، ونشر برامج ضارة، وقطع التيار الكهربي.

ووفقًا لما أفادته صحيفة الجارديان، كشفت الوثائق كذلك عن خرائط للولايات المتحدة الأمريكية، تحدد أبرز النقاط الحيوية التي تعد ذات أهمية خاصة بالنسبة للمهاجمين الروس. 

 وقد دربت الشركة الروسية أفرادًا تابعين للاستخبارات على وضع خطط لمشاريع وأوصاف برامج الاختراق، وتنفيذ عمليات القرصنة في جميع أنحاء العالم بمساعدة الشركات الخاصة، وأكدت عدة أجهزة استخبارات غربية لفريق البحث الدولي صحة وثائق “فالكون”.

اقرأ أيضا|

الصين تعلن عزمها تعزيز التعاون العسكري مع روسيا.. ما الدلالات؟

ماذا يعني تجمع قادة العالم في الصين؟

ربما يعجبك أيضا