وثائق مسرّبة تكشف تجسس الولايات المتحدة على حلفائها

آية سيد
من المسؤول عن تسريب وثائق البنتاجون؟ «واشنطن بوست» تكشف

تحتوي الوثائق المسرّبة على معلومات استخباراتية عن الشؤون الداخلية لبعض الدول الحليفة، مثل إسرائيل وكوريا الجنوبية وبريطانيا وأوكرانيا.


انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من الوثائق الاستخباراتية الأمريكية المسرّبة، التي تعود إلى شهري فبراير ومارس الماضيين.

ويتراوح محتوى الوثائق، التي اطلعت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على بعضها، من إحاطات استخباراتية عالمية إلى معلومات عن جيشي روسيا وأوكرانيا، والشؤون الداخلية لبعض الدول الحليفة.

ماذا كشفت الوثائق؟

ظهرت الوثائق على منصة “ديسكورد”، في الفترة بين 28 فبراير و2 مارس 2023. وتكشف الوثائق، التي تبدو أنها صادرة جزئيًّا عن البنتاجون ومصنفة “شديدة السرية”، معلومات تكتيكية عن الحرب في أوكرانيا، ويحتوي بعضها على تحليل من وكالات الاستخبارات الأمريكية لروسيا وعدة دول أخرى، بناءً على معلومات جُمعت من مصادر سرية.

وأضافت واشنطن بوست أن الوثائق تكشف عن أماكن تجنيد وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) لعملاء مطلعين على المحادثات المغلقة بين قادة العالم، وعمليات تجسس توضح أن مجموعة فاجنر الروسية حاولت شراء أسلحة من تركيا لاستخدامها ضد أوكرانيا، ونوع صور الأقمار الاصطناعية التي تستخدمها الولايات المتحدة لتعقب القوات الروسية.

ووفق ما صرح به مسؤول دفاعي للصحيفة الأمريكية، يبدو أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك مايلي، وقادة عسكريين رفيعي المستوى هم من أعدوا الكثير من هذه الوثائق على مدار الشتاء.

اقرأ أيضًا: تسريب وثائق أمنية أمريكية سرية.. كشف خطط عسكرية وأمنية في الشرق الأوسط

التجسس على الحلفاء

حسب ما أوردت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس السبت 8 إبريل 2023، تحتوي الوثائق المسربة أيضًا على معلومات استخباراتية عن الشؤون الداخلية لبعض الدول الحليفة، مثل إسرائيل وكوريا الجنوبية وبريطانيا وأوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين دفاع أمريكيين أن هذا التسريب قد يؤثر في الأمن القومي الأمريكي في جميع أنحاء العالم. وأفادت الصحيفة الأمريكية أن الولايات المتحدة تسعى لتقييم حجم الضرر الناتج عن هذا الاختراق الاستخباراتي، وأن وزارتي العدل والدفاع الأمريكيتين فتحتا تحقيقًا لتحديد مصدر هذه التسريبات وتداعياتها المحتملة.

كوريا الجنوبية

أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن إحدى الوثائق التي اطلعت عليها تذكر أن مجلس الأمن القومي لكوريا الجنوبية “صارع”، في بداية مارس الماضي، مع طلب أمريكي بأن توفر سيول ذخيرة مدفعية لأوكرانيا، دون استفزاز موسكو بلا مبرر.

واقترح مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي بيع الذخيرة لبولندا، التي تتحكم في طرق الإمداد الرئيسة للأسلحة، وفق الوثيقة، نقلًا عن استخبارات الإشارات، وهو مصطلح يشير إلى الاتصالات التي جرى اعتراضها، من المكالمات الهاتفية إلى الرسائل الإلكترونية.

غضب أوكراني

أفادت واشنطن بوست بأن الوثائق تتضمن معلومات تكتيكية عن الحرب في أوكرانيا، وتقييمات لقدرات كييف الدفاعية. وتكشف بعض الوثائق إلى أي مدى استُنزفت القوات الأوكرانية بعد مرور أكثر من عام على الحرب الروسية الأوكرانية.

وتعليقًا على الوثائق، قال مسؤول أوكراني رفيع، أمس السبت، أن التسريبات أغضبت القادة العسكريين والسياسيين في كييف، الذين سعوا لإخفاء نقاط الضعف المتعلقة بنقص الذخيرة والمعلومات الأخرى عن ميدان المعركة عن الكرملين. وأعرب المسؤول عن قلقه من أن المزيد من المعلومات الاستخباراتية العسكرية السرية قد يُكشف عنها قريبًا.

جدل دبلوماسي

لفتت صحيفة واشنطن بوست إلى أن بعض هذه المعلومات المسرّبة قد تثير جدلًا دبلوماسيًّا. فالوثائق تكشف أن الولايات المتحدة استطاعت الوصول إلى الخطط الداخلية لمجموعة فاجنر الروسية، التي سعت لشراء أسلحة من تركيا، الحليف في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وتشير إحدى الوثائق إلى أن أفراد من فاجنر التقوا بجهات اتصال تركية “لشراء أسلحة ومعدات من تركيا لصالح جهود فاجنر في مالي وأوكرانيا”. وتذكر الوثيقة أن رئيس مالي المؤقت، أسيمي جويتا، “أكد أن مالي قد تشتري أسلحة من تركيا لصالح فاجنر”.

التجسس على الموساد

أفاد تقييم آخر للسي آي أيه، الذي اعتمد على الاتصالات التي جرى اعتراضها، أنه منذ بداية إلى منتصف فبراير الماضي، دعا قادة رفيعو المستوى في الموساد مسؤولي الجهاز والمواطنين الإسرائيليين للاحتجاج ضد الإصلاحات القضائية التي اقترحتها حكومة بنيامين نتنياهو، حسب صحيفة نيويورك تايمز.

إلا أن مسؤولي دفاع إسرائيليين بارزين نفوا ما خلص إليه هذا التقييم، ولم تتمكن نيويورك تايمز من التحقق من صحته.

اقرأ أيضًا: ما دور جنود الاحتياط الإسرائيليين في تراجع نتنياهو عن الإصلاحات القضائية؟

ربما يعجبك أيضا