ما دور جنود الاحتياط الإسرائيليين في تراجع نتنياهو عن الإصلاحات القضائية؟

آية سيد
احتجاجات إسرائيل

حملت احتجاجات الجنود ثقلًا أكبر في احتجاجات ضد الإصلاحات القضائية التي تبنتها حكومة نتنياهو.


لعب جنود الاحتياط دورًا محوريًا في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لوقف تمرير خطة الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل.

وقالت «وول ستريت جورنال» الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء 28 مارس 2023، إن انضمام جنود الاحتياط إلى الاحتجاجات ضد التعديلات المقترحة، أضفى شعورًا بالوطنية والواجب، وصرح بعضهم برفض الاستدعاءات والالتحاق بالخدمة العسكرية.

ماذا فعل جنود الاحتياط الإسرائيليون؟

ما دور جنود الاحتياط الإسرائيليين في تراجع نتنياهو عن الإصلاحات القضائية؟

نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسوؤلي أمن إسرائيليين، أنا موقف جنود الاحتياط أثار قلق رئيس أركان الجيش، الجنرال هرتسي هاليفي، الذي حذر بدوره وزير الدفاع آنذاك، يوآف جالانت، من أن الأزمة في صفوف الجيش تعرض البلاد للخطر.

وأضافت أن هذا هو ما دفع جالانت لمطالبة رئيس الوزراء بتأجيل خطط إقرار الإصلاحات كونها مسألة تتعلق بالأمن القومي، ودفع نتنياهو في النهاية إلى إقالة جالانت، ما أشعل الإضرابات والاضطراب المدني، قبل أن يتراجع يوم الاثنين الماضي ويوافق على تعليق التعديلات القضائية.

اقرأ أيضًا: تجميد الإصلاحات القضائية.. هل خدع نتنياهو المعارضة الإسرائيلية؟

أداة مؤثرة سياسيًّا

قال المعلق السياسي الإسرائيلي والعميد السابق لكلية الحقوق بأكاديمية أونو بالقدس، يوفال الباشان: “الأداة العسكرية المؤثرة هي ما دفعت الحكومة إلى التراجع”، مضيفًا أن “التصدعات داخل الجيش” كانت السر وراء تعليق خطة نتنياهو.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الخلافات السياسية في إسرائيل تمتد إلى القوات المسلحة، التي يخدم فيها معظم الإسرائيليين لعامين أو 3. وتُظهر استطلاعات الرأي أن الجيش هو المؤسسة الأكثر ثقةً حتى الآن لدى الإسرائيليين اليهود. وتنبع القوة السياسية للجيش وأفراده من حقيقة أن الناس يرونه “جيش الشعب”، الذي يمثل المجتمع.

دافع شخصي

أشارت وول ستريت جورنال إلى أن الجيش الإسرائيلي يتكون إلى حد كبير من السكان العلمانيين، الذين يقودون الاقتصاد. وبالنسبة للكثيرين منهم، كانت المعركة ضد التعديلات القضائية “شخصية”، وقالوا إنهم سيواصلون الاحتجاج حتى إلغائها نهائيًّا.

وبينما قال بعضهم إنهم مستعدون للتضحية بحياتهم دفاعًا عن القيم الديمقراطية لإسرائيل، أعرب آخرون عن قلقهم من أن النظام القضائي المشكوك في مصداقيته قد يفتح الباب لهيئات خارجية، مثل المحكمة الجنائية الدولية، لمحاولة محاكمتهم على جرائم الحرب المزعومة، وفق ما نقلت الصحيفة.

ما دور جنود الاحتياط الإسرائيليين في تراجع نتنياهو عن الإصلاحات القضائية؟

جنود قدامى يحتجون ضد الإصلاحات القضائية

ثقل كبير

يضم الجيش الإسرائيلي قرابة 126 ألف جندي في الخدمة، وأكثر من 400 ألف جندي احتياط، حسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. ويلجأ الجيش إلى جنود الاحتياط للمشاركة في الضربات الجوية في الدول المجاورة، والمساعدة في تنفيذ مداهمات تستهدف فلسطينيين في الضفة الغربية.

ووفق خبراء عسكريين، حملت احتجاجات الجنود ثقلًا أكبر من احتجاجات الركائز الأخرى في إسرائيل، مثل صناعة التكنولوجيا وقادة الأعمال، وحتى الرئيس نفسه، الذي دعا نتنياهو إلى وقف الإصلاحات القضائية.

وفي هذا الشأن، قال خبير العلاقات المدنية العسكرية بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إديت شفران جيتلمان، في تصريح لوول ستريت جورنال: “إن الجيش يجري في عروق كل مواطن في إسرائيل”.

انتفاضة الجنود

في فبراير الماضي، تعهدت المجموعة الأولى من جنود الاحتياط بعدم أداء الخدمة، إذا مضى نتنياهو قدمًا في الإصلاحات القضائية، وفق الصحيفة الأمريكية. وفي بداية مارس الحالي، رفض 37 طيارًا احتياطيًّا من أصل 40 من سرب مقاتلات النخبة المعروف بـ”هامرز” حضور التدريبات، حسب مسؤولين عسكريين إسرائيليين.

وبعد ذلك، تعهدت فرق الحرب السيبرانية، وطيارو المسيّرات، وضباط الاستخبارات الإسرائيليون بالابتعاد عن الخدمة الاحتياطية التطوعية. والأسبوع الماضي، حضر 57% فقط من جنود الاحتياط في لواء مظلات إسرائيلي التدريبات في يومها الأول.

اقرأ أيضًا: طيارو «النخبة» يشاركون في الاحتجاجات الإسرائيلية.. هل ينقلب الجيش على الحكومة؟

«أخوة في السلاح»

ما دور جنود الاحتياط الإسرائيليين في تراجع نتنياهو عن الإصلاحات القضائية؟

جماعة الأخوة في السلاح التي شاركت في تنظيم الاحتجاجات

قال عقيد إسرائيلي متقاعد إنه طُلب منه المشاركة في تدريب في بداية مايو المقبل، لكنه أبلغ الجيش أن يجد بديلًا له، لأنه لا يرغب في مساعدة الجيش، حتى حل مشكلة الإصلاحات القضائية.

وحسب وول ستريت جورنال، انضم إلى جماعة “الأخوة في السلاح”، وهي جماعة من جنود الاحتياط الذين ساعدوا في تنظيم الاحتجاجات، واصطحب الضابط المتقاعد أبنائه الـ3 إلى الاحتجاجات كل أسبوع، وأخبرهم أنها “معركة من أجل الديمقراطية”.

قلق إسرائيلي

لفتت وول ستريت جورنال إلى أن الخسارة المحتملة للطيارين أثارت قلق القادة في إسرائيل، لأنهم ينفذون عمليات شديدة الحساسية في حرب الظل مع إيران.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولي أمن إسرائيليين أن الجيش بدأ يقلق من أن الخصوم قد يتطلعون إلى الاستفادة من أي شعور بأن الدولة ضعيفة أو مشتتة.

ربما يعجبك أيضا