جففت أشعة الشمس والتغيرات المناخية مياه أعظم نهرين بآسيا “دجلة والفرات”، وفقًا لما قالته وزارة الري العراقية لشبكة رؤية الإخبارية.

أدى ذلك لانخفاض نسبة الرقعة الزراعية في بلاد الرافدين أكثر من 50%، وأظهرت علامات الجفاف التي ضربت العراق أن الوقت الحالي يستلزم البحث عن حلول جادة والابتعاد عن أنانية بناء السدود التي عمقت من خسائر دول كبرى مثل العراق.

اقرأ أيضًا| «جيه بي مورجان»: على منتقدي استضافة الإمارات «COP28» التوقف

بناء السدود ساهم في جفاف نهري دجلة والفرات

قال المدير العام بوزارة الري العراقية ومدير المركز الوطني لإدارة الموارد المائية بالعراق، الدكتور حاتم حميد، خلال تصريحات خاصة إلى شبكة رؤية الإخبارية، إن العراق يواجه نقصًا في المياه للسنة الرابعة على التوالي نتيجة قلة هطول الأمطار في مناطق منبع النهرين في تركيا وإيران وسوريا والعراق.

وأوضح أن جفاف نهري دجلة والفرات يعود إلى تغيرات المناخ وعوامل أخرى مثل بناء السدود من قبل الدول المجاورة دون التوصل إلى اتفاق ملزم مع العراق.

وأشار حميد إلى أن العراق يعد أكثر الدول تأثرًا بنقص المياه نظرًا لتأثيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة التي تسبب تبخرًا للأنهار وتناقص مناسيب الأهوار.

اقرأ أيضًا| دراسة حديثة تكشف عن تأثير تغير المناخ في الطقس المتطرف

نفوق الأسماك في بلاد الرافدين

تراجع مساحات الزراعة 50%

أوضح حميد، أن أزمة نهري دجلة والفرات ترتبط جزئيًّا بمشاريع دول المنبع، يضاف إلى ذلك التغيرات المناخية التي أدت إلى تبخر مياه دجلة والفرات، ونتيجة لذلك، تراجعت نسبة الزراعة في العراق بأكثر من 50%، ما ينذر بأن الأرض تواجه فترة من الجفاف الشديد.

من جهته، قال أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة السويس الدكتور مصطفى فاروق، في تصريحات خاصة إلى شبكة رؤية الإخبارية، إن تراجع القطاع الزراعي في العراق بسبب الجفاف ونقص الموارد المائية قد يؤدي إلى عدة خسائر، أبرزها ما يحدث حاليًّا وهو ارتفاع أسعار الأغذية بصورة قياسية، بعد نقص إنتاج المحاصيل.

وأوضح أن ذلك يؤدي إلى زيادة الطلب على الأغذية المستوردة وبالتالي ارتفاع سعرها، ما يؤثر في القدرة الشرائية للمواطنين ويزيد من الضغوط الاقتصادية.

جفاف أراضي العراق

التأثير في الصادرات الزراعية

تابع أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة السويس أن تراجع إنتاجية الأراضي الزراعية في العراق سيؤثر في صادرات بلاد الرافدين وسيؤدي إلى تقليص الإيرادات المالية للبلاد، وارتفاع نسب البطالة، لأن الزراعة تأتي في مقدمة القطاعات الأكثر استيعابًا للأيدي العاملة.

وأضاف فاروق أنه يعتبر القطاع الزراعي جزءًا مهمًا من الناتج الوطني الإجمالي في العراق، وتراجع الزراعة أثر سلبًا في الدخل الوطني ورفع من العجز في الميزانية العامة للدولة.

يشار إلى مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي للعراق تراجعت من حدود 18% عام 1995 إلى 3% في 2022.

جفاف نهري دجلة والفرات

تدابير مواجهة تأثيرات الجفاف

من جانبه، قال خبير الموارد المائية الدكتور نادر فوزي في تصريحات إلى شبكة رؤية الإخبارية، إنه يمكن اتخاذ عدة تدابير لمواجهة تأثير الجفاف في الموارد المائية، وأبرزها التحسين في إدارة المياه.

وأشار خبير الموارد المائية إلى أنه يجب تعزيز إدارة المياه بقدر فعال ومستدام، بما في ذلك تحديد أولويات استخدام المياه وتطوير تكنولوجيا الري الفعالة وإدارة الصرف الصحي، موضحًا أنه يجب التوعية بأهمية المحافظة على المياه وتشجيع السلوكيات المستدامة في استهلاك المياه، بما في ذلك توفير المعلومات بشأن أساليب الاستخدام الفعال للمياه في المنازل والمزارع والصناعات.

استخدام التكنولوجيا المتقدمة

أضاف خبير الموارد المائية أنه يمكن استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل أنظمة تحلية المياه وإعادة تدوير المياه المعالجة لزيادة كمية المياه المتاحة، كما ينبغي تعزيز التنوع في مصادر المياه، بما في ذلك الاستثمار في بنية تحتية لتجميع مياه الأمطار، وتطوير حقول الآبار والآبار الجوفية، وتعزيز إدارة حوض النهر.

وشدد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مجال إدارة المياه وتبادل المعرفة والتكنولوجيا بين الدول المتأثرة بالجفاف، وذلك من خلال الاتفاقيات والمنظمات الدولية المعنية بالموارد المائية، ويجب حماية وتعزيز النظم البيئية المائية مثل المستنقعات والأنهار والبحيرات، وتساهم هذه النظم في الحفاظ على التوازن المائي وتعزيز التنوع البيولوجي.