وزير خامنئي في العراق.. دلالات الزيارات السرية لنظام الملالي

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في زيارة غير معلنة، وصل وزير الاستخبارات الإيرانية محمود علوي العاصمة العراقية، بغداد، الأربعاء، على رأس وفد رفيع لعقد اجتماعات مع الرئاسات العراقية الثلاثة، وعدد من القيادات السياسية العراقية بالإضافة إلى قادة بعض الفصائل المسلحة الموالية لطهران.

تفاصيل الزيارة «المعلنة»

بحسب رئاسة الجمهورية العراقية، فإن الزيارة استهدفت بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الرئيس برهم صالح خلال لقائه بعلوي على الروابط المشتركة، وضرورة توسيع آفاق التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة.

وأشار إلى أن العراق المقتدر والآمن والمستقر ذا السيادة وبعلاقاته المتوازنة مع محيطه العربي والإسلامي يُمثل عاملَ استقرارٍ ومركزاً لتلاقي المصالح المشتركة لدول المنطقة وسلامها.

في المقابل، أكّد محمود علوي أهمية العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين والشعبين، ودعم القيادة الإيرانية لأمن واستقرار العراق، وتعزيز التعاون والتنسيق الثنائي في مواجهة الإرهاب والتطرف وإرساء السلام في المنطقة نقلا عن الرئاسة العراقية.

تنافي البروتوكولات

لقاءات علوي بالرئاسات الثلاثة في العراق قوبلت بردود فعل غاضبة من قبل العراقيون عبر منصات التواصل الاجتماعي، متهمين الحكومة العراقية بتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية المعمول بها لإرضاء وزير خامنئي.

وكتب أحدهم معلقا «الرئاسات الثلاث تلتقي مع وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي ببغداد، بينما المفروض أن يلتقيه فقط مدير الاستخبارات العراقية، وعلوي سيجتمع مع قادة الكتل السياسية ومع قادة ميليشيات الحشد الشيعي الولائية».

علوي

وذهب آخرون إلى أن الزيارة «الاستفزازية» التي قام بها علوي للموقع الذي قتل فيه كلا من قائد الحرس الثوري، قاسم سليماني، وزعيم ميليشيا الحشد، أبومهدي المهندس، في العاصمة بغداد، تحمل العديد من الرسائل المبطنة للداخل والخارج وتحديدا واشنطن التي اغتالت قادة طهران عبر استهدافهم بغارة جوية.

الوجود الأمريكي في العراق

زيارة الوزير الإيراني لبغداد لا يمكن بأي حال من الأحوال فصلها عن الزيارة «السرية» التي سبقه بها رئيس مخابرات الحرس الثوري، حسين طائب، والذي طلب خلالها من قادة الميليشيات الشيعية تصعيد الهجمات ضد الوجود الأمريكى في العراق التي تعتبر بالنسبة لإيران بمثابة بندقية سائبة لمشاغبة واشنطن.

لم تمر ساعات على زيارة طائب حتى انهالت الضربات والهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على مقار عسكرية في أربيل والمنطقة الخضراء ومطار بغداد وقاعدة عين الأسد، عدا عن هجمات أخرى بمناطق شمال شرقي سورية استهدفت وحدات أمريكية عاملة ضمن التحالف الدولي للحرب على الإرهاب.

وتوعدت الفصائل المسلحة التابعة لإيران، بتصعيد الهجمات ضد الولايات المتحدة، مؤكدة أنها دخلت في حرب “مفتوحة”، مع واشنطن.

البرلمان في مواجهة الكاظمي

قوى سياسية في البرلمان العراقي، أبرزها تحالفا «الفتح»، و«دولة القانون»، طالبت حكومة الكاظمي بالتحرك من أجل حسم ملف الوجود الأمريكي قبيل الجولة الرابعة المرتقبة من الحوار الإستراتيجي بين البلدين، والمتوقع أن تجرى خلال الأسابيع المقبلة.

الكاظمي بات متهما من قبل تلك الجهات الموالية لإيران بإبرام تفاهمات غير معلنة مع الولايات المتحدة الأمريكية ساعيا لبقاء قواتها في العراق.

بدورها، قالت ممثلة أمريكا في الأمم المتحدة، ليندا توماس، إن الضربات الجوية التي استهدفت مقرات الميليشيات على الحدود العراقية السورية، أصابت منشآت تستخدمها فصائل مسلحة مسؤولة عن سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة، وصواريخ على قوات ومواقع أمريكية في العراق، موضحة أن الرد العسكري جاء بعدما تبين أن الخيارات غير العسكرية غير ملائمة في التصدي للتهديدات.

ربما يعجبك أيضا