وصاية الأمم المتحدة.. هل تمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية؟

شروق صبري
سكان فلسطين

بعد وضوح أن السلطة الفلسطينية ليست في وضع يسمح لها بالحكم حاليًّا في غزة، فهل الوصاية المؤقتة للأمم المتحدة تمهد الطريق نحو إقامة دولة مستقلة؟


تُظهر الأزمة الحالية في الشرق الأوسط، والتي اندلعت منذ 7 أشهر بسبب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، علامات مثيرة للقلق تتجه نحو التفاقم.

والآن، بينما تبدأ إسرائيل هجومها البري في رفح، فإن الوضع داخل غزة يتدهور بسرعة. ومع مقتل أكثر من 34 ألف مدني حتى الآن، واتهامات بالإبادة الجماعية، ومؤشرات على مجاعة، فإن الضرورة الإنسانية ملحة. وخارج قطاع غزة، تؤدي المستوطنات اليهودية الجديدة والتوغلات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى تأجيج المزيد من التوترات.

إنهاء الحرب

ترى مجلة فورين أفيرز الأمريكية، في تحليلها اليوم الأربعاء 15 مايو 2024، أنه يجب أيضا الإجابة على الأسئلة الأساسية حتى يتمكن الجانبان من التحرك نحو مستقبل أفضل. مثل كيف ستتم إدارة غزة؟ وبواسطة من؟ وكيف يمكن ضمان أمن إسرائيل؟ وحتى الآن، ظهرت إجابات قليلة.

وتفتقر إسرائيل إلى رؤية سياسية لإنهاء الحرب. إن الاحتلال الإسرائيلي لغزة، والذي ربما يكون النتيجة الأكثر ترجيحًا في الوقت الحالي، سوف يأتي بتكلفة باهظة على إسرائيل، من حيث الدماء والأموال والسمعة الدولية.

ترتيب دولي

من ناحية أخرى، فإن السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ليست في وضع يسمح لها بحكم غزة. وتحتاج السلطة الفلسطينية إلى الإصلاح وقيادة جديدة لاستعادة مصداقيتها بين الفلسطينيين. كما أن العودة إلى الحكم من جانب حماس، التي تتغذى على العنف ومعاناة أولئك الذين تحكمهم، تصبح أقل قابلية للتطبيق.

ويتطلب الوضع ضرورة التوصل إلى ترتيب دولي لمساعدة كافة الأطراف على تحقيق مصلحتها الذاتية في التوصل إلى سلام دائم في غزة، وفي نهاية المطاف التوصل إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

جماعات مؤيدة للفلسطينيين

جماعات مؤيدة للفلسطينيين

وصاية الأمم المتحدة

كي يستمر أي ترتيب من هذا القبيل فلابد أن يحظى بالدعم من الزعماء الإقليميين، وأن يكون له هدف واضح يتلخص في تعزيز المؤسسات الفلسطينية كمقدمة لإقامة الدولة. ومن حسن الحظ أن هناك آلية راسخة خاملة منذ فترة طويلة قادرة على القيام بهذا على وجه التحديد: وهي وصاية الأمم المتحدة.

يشرف مجلس الوصاية التابع للأمم المتحدة على إدارة الوصاية في الأمم المتحدة، وهو منتدى أُقيم بعد وقت قصير من إنشاء الأمم المتحدة في عام 1945. وتم إنشاء الوصاية على ولايات عصبة الأمم المتبقية، ومستعمرات قوى المحور في الحرب العالمية الثانية. وأي مناطق أخرى تخضع للنظام.

في المجمل، أشرف مجلس الوصاية على 11 منطقة خاضعة للوصاية. وهو مثال نادر لمؤسسة دولية تفي بجدول أعمالها، إذ يوفر آلية حيوية لتيسير إنهاء الاستعمار في أفريقيا ومنطقة المحيط الهادئ.

إقامة الدولة

ومن خلال الوصاية على فلسطين، يمكن وضع الفلسطينيين على الطريق نحو إقامة الدولة. وكما هو واضح بموجب المادة 76 من ميثاق الأمم المتحدة، تهدف الوصايات إلى تعزيز “التطور التدريجي نحو الحكم الذاتي والاستقلال” بناءً على الرغبات التي أعربت عنها الشعوب المعنية، إلى جانب احترام حقوق الإنسان وتعزيز الحقوق الدولية والسلام والأمن. وينبغي للوصاية أن تضع إطاراً زمنياً لإقامة الدولة الفلسطينية الكاملة.

إن وصايات الأمم المتحدة هي نتاج ما يعرف بالاتفاقيات الإدارية، وهي المواثيق التي تفاوضت عليها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ووافقت عليها الجمعية العامة. يتم وضع هذه الاتفاقيات من دولة أو أكثر تتولى واجبًا بموجب ميثاق الأمم المتحدة لمساعدة منطقة الوصاية في تعزيز مؤسسات الحكم الخاصة بها أثناء تحركها نحو الاستقلال.

تعليق العضوية الحالية

يشمل ذلك توفير القوة، حسب الضرورة، للحفاظ على السلام والأمن. ويضمن إشراف مجلس الوصاية دعم المجتمع الدولي ورقابته. مع هذه الطبقات من الرقابة، تم تصميم الوصاية لصالح سكان المناطق غير المتمتعة بالحكم الذاتي. إنهم يعملون بموافقة المحكومين، ويرافقونهم أثناء تطوير مؤسساتهم وقدراتهم.

ورغم تعليق العضوية الحالية في مجلس الوصاية، فإنها تشمل الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ويمكن استئنافها بطلب من مجلس الأمن أو الجمعية العامة، أو بقرار من أعضاء مجلس الوصاية الحاليين. عند انعقاده، ينتخب أعضاء مجلس الوصاية رئيسًا ونائبًا للرئيس.

الوصاية على فلسطين

جرى النظر في الوصاية على فلسطين من قبل. في عام 2003، دعا سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، إلى الوصاية على فلسطين في الشؤون الخارجية بقيادة الولايات المتحدة وبمصادقة الأمم المتحدة.

وفي عام 2007، جدد اقتراحه بإنشاء قوة دولية بتفويض من الأمم المتحدة لتحل محل القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وعلى الرغم من أن الدعم الأمريكي القوي ضروري، إلا أن الوصاية يجب أن تكون تحت رعاية الأمم المتحدة وتقودها الجهات الفاعلة الإقليمية.

ربما يعجبك أيضا