وورلد بوليتكس ريفيو: النظام السياسي الفلسطيني يتجه نحو أزمة

مجلة أمريكية: العقوبات الإسرائيلية تفاقم التحديات الداخلية التي تواجهها السلطة الفلسطينية وتزيد من شعبية حماس

بسام عباس
فلسطيني يحرق إطارات ويلوح بالعلم خلال احتجاج ضد الحملات العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية

يتركز الاهتمام الدولي على الحرب في غزة، في حين لا تزال الضفة الغربية تعاني من العنف الإسرائيلي، في ظل وضع سياسي وأمني متدهور منذ عدة سنوات، وبلغ ذروته في يوليو بهجوم إسرائيلي كبير على الجماعات الفلسطينية المسلحة التي كانت متحصنة في مخيم جنين للاجئين.

ولكن الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر، وما تلاه من ردود إسرائيلية انتقامية ترددت أصداؤه بعمق في الضفة الغربية، فأدى إلى تعميق الغضب الشعبي تجاه إسرائيل، وتفاقم الدوافع القائمة لانعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي.

تدهور الضفة الغربية

أوضحت مجلة “وورلد بوليتكس ريفيو” أن إسرائيل، خلال الـ6 الأشهر الماضية، قتلت 434 فلسطينيا، من بينهم 106 أطفال على الأقل، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، واعتقلت آلاف آخرين، وألغت 200 ألف تصريح لتمكين سكان الضفة الغربية من العمل في إسرائيل، ما أدى إلى زيادة معدلات البطالة وتكبد الاقتصاد الفلسطيني ما يقدر بنحو 2.3 مليار دولار.

وأضافت في تقرير نشرته الجمعة 5 إبريل 2024، أن حركة الاستيطان الإسرائيلية استخدمت الصراع في غزة كغطاء سياسي لتسريع وتوسيع ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ما قوبل بزيادة حادة في عمليات إخلاء الفلسطينيين وعنف المستوطنين ضد المجتمعات الضعيفة، وردًّا على ذلك، فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على عدد صغير من المستوطنين المتطرفين.

وقالت إن الإجراءات الإسرائيلية تستمر في تأجيج الجماعات الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية التي تتحدى سيطرة السلطة الفلسطينية وتنخرط في هجمات منتظمة ضد القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وهذه الجماعات ترتبط بالجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، والتي تستفيد “الأخيرة” من علاقات وثيقة مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

أزمة شرعية

قال الموقع إن أزمة شرعية السلطة الفلسطينية من صنعها في جزء منها، فلم تعقد السلطة الفلسطينية انتخابات منذ عام 2006، ويعتبرها الفلسطينيون بعيدة عن الواقع وفاسدة وسلطوية. وفي غياب أي أفق سياسي قابل للتطبيق للاستقلال الفلسطيني، فإن غالبية الفلسطينيين يعتبرونها عبئًا على الحركة الوطنية الفلسطينية.

وأضاف أن 93% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يرغبون في استقالة الرئيس محمود عباس، فيما تؤدي أزمة الميزانية المتصاعدة الناجمة عن العقوبات الإسرائيلية والانخفاض الحاد في دعم المانحين إلى تفاقم التحديات الداخلية التي تواجهها السلطة الفلسطينية، ويأتي ذلك على خلفية احتدام المنافسة بين كبار شخصيات فتح لخلافة عباس البالغ من العمر 88 عامًا.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

وأشار إلى أن حركة حماس استفادت أكثر من غيرها من الخلل الوظيفي المتزايد في السلطة الفلسطينية، والنزاعات الداخلية في فتح، وتصاعد العنف الإسرائيلي الفلسطيني، لافتًا إلى أن أقدام حماس لا تزال راسخة في الضفة الغربية، حيث أيد 71% من الفلسطينيين على قرارها بشن هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر، وأصبحت الآن الفصيل الفلسطيني الأكثر شعبية.

أزمة عميقة

قال الموقع إن معظم الدول، باستثناء إسرائيل، تتطلع إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة باعتبارها المفتاح لتحقيق الاستقرار والتعافي في مرحلة ما بعد الصراع، وبوسع السلطة الفلسطينية أن تحشد 70 ألفًا من موظفي الخدمة المدنية وقوات الأمن التابعة لفتح الذين ظلوا على قوائم رواتبها منذ طردتها حماس من غزة في عام 2007.

وتابع: بما أن حماس تبدو قادرة على الصمود في وجه الهجوم العسكري الإسرائيلي، فإن السلطة الفلسطينية سوف تحتاج إلى قبولها للعودة إلى غزة، وفي غياب موافقة حماس، فإن محاولة استعادة أمن السلطة الفلسطينية وحكمها في غزة يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية فلسطينية في الضفة الغربية.

صفقة أوسع

وأضاف أن استعداد حركة حماس للتنازل عن سيطرتها على غزة للسلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح، قد يتطلب صفقة أوسع لإصلاح السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية التي أنشأتها، وتوسيع التمثيل السياسي، وإجراء انتخابات وطنية في نهاية المطاف.

وأوضح أنه في ظل احتمالات ضئيلة لظهور قيادة فلسطينية شاملة تحظى بدعم شعبي واسع النطاق، فإن النظام السياسي الفلسطيني يتجه نحو أزمة عميقة، تتسم بارتفاع مستويات العنف وتفاقم حالة الطوارئ الاقتصادية، ما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإحياء مسار سياسي إسرائيلي فلسطيني ذي معنى في يوم من الأيام.

ربما يعجبك أيضا