يوم القدس.. هكذا توظف طهران القضية الفلسطينية لحشد الدعم

كيف توظف طهران القضية الفلسطينية لحشد الدعم؟

محمد النحاس

استخدم النظام الإيراني تشييع ودفن هؤلاء الضباط في نفس يوم القدس بهدف زيادة المشاركة العامة في الحدث، في محاولة لتعويض حالة اللامبالاة التي سادت الاحتفالات في السنوات الأخيرة في ظل الاحتجاجات الواسعة ضد النظام


في آخر جمعة من شهر رمضان 23 يونيو  2024، احتفلت إيران بما يُسمى يوم القدس، وهو يوم يعتبره النظام الإيراني وحلفاؤه حول العالم فرصة لمهاجمة إسرائيل.

هذا التقليد بدأ منذ ثورة الإيرانية في 1979، ومنذ ذلك الحين أصبح يوم القدس منصة لإيران ووكلائها للتعبير عن معاداتهم لإسرائيل، وفق مقال نشرته مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية، وتجدر الإشارة إلى أنّ كاتب المقال هو مئير جافيدانفار، وهو أكاديمي إسرائيلي من أصول إيرانية.

حدثان متناقضان

هذا العام، اكتسب يوم القدس في إيران أهمية خاصة نتيجة لتطورين متناقضين، فمن ناحية، كانت القيادة الإيرانية تحتفل بهجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

ومن ناحية أخرى، كانت في حالة حداد على مقتل 7 ضباط من الحرس الثوري الإيراني، في ضربة جوية استهدفت ملحق القنصلية الإيرانية بدمشق في 1 أبريل2024.

حضور الفصائل الفلسطينية

قبل يومين من يوم القدس، عقدت إيران مؤتمرًا بعنوان “طوفان الأحرار” تيمنًا بـ”طوفان الأقصى”، وحضر المؤتمر الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، مع قادة ما يعرف بـ”محور المقاومة” التي تضم تنظيمات مثل أنصار الله (الحوثيين)، حركة حماس، حزب الله، والجهاد الإسلامي الفلسطيني.

المتحدثون في المؤتمر، الذين شملوا أفرادًا مدرجين على قوائم العقوبات الأمريكية، استغلوا الفرصة لإطلاق التهديدات ضد إسرائيل.

هجوم على إسرائيل

في كلمته خلال المؤتمر، قال رئيسي: “العمليات التاريخية التي نفذها الفلسطينيون جعلت الجيش الصهيوني عاجزًا”.

كما هدد بتفعيل وكلاء إيران ضد إسرائيل: “الكيان الصهيوني سيتلقى عقابه على يد رجال المقاومة الشجعان وسيندم على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم” في إشارة لحادثة قنصلية طهران في دمشق.

الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، ألقى كلمة أيضًا، أعرب فيها عن أمله في أن “ينمو هذا الطوفان، ويزداد قوة بمرور الوقت، مشيدًا بما أسماه “إبداع ومبادرة” حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.

هنية يشيد بالخميني

أما رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، فقد بدأ كلمته بتذكر الزعيم الروحي الإيراني آية الله الخميني، معبرًا عن شكره له لدعوة الأمة ليوم القدس لتوحيد صفوفها لتحرير القدس والأقصى من “الاحتلال الصهيوني”.

جاء يوم القدس هذا العام بعد 4 أيام فقط من الضربة الجوية التي قتلت 7 ضباط من الحرس الثوري الإيراني في دمشق، بما في ذلك الجنرال محمد رضا زاهدي.

حشد الإيرانيين

استخدم النظام الإيراني تشييع ودفن هؤلاء الضباط في نفس يوم القدس بهدف زيادة المشاركة العامة في الحدث، في محاولة لتعويض حالة اللامبالاة التي سادت الاحتفالات في السنوات الأخيرة في ظل الاحتجاجات الواسعة ضد النظام، وفق المقال.

أما آية الله حسيني خراساني، عضو مجلس صيانة الدستور، شدد على أهمية حضور الفاعلية قائلًا: “يوم القدس يستند إلى أوامر الإسلام، وإرادة الإمام علي، وذكرى الإمام الخميني، والأفكار البعيدة النظر لقائدنا العزيز خامنئي، ومطلب جميع الباحثين عن الحرية”.

ادعى المسؤولون الإيرانيون أن عدد المشاركين في مسيرة يوم القدس هذا العام زاد بنسبة 50%، رغم صعوبة التحقق من هذه الادعاءات، لكن صور وسائل الإعلام الحكومية أظهرت أن العدد كان مشابهًا للعام الماضي.

دعم غزة

في محاولة لتبرير سياسات النظام وكسب الدعم الشعبي، قال الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي خلال الاحتفالية: “نحن واثقون من أن هذه المشاعر الحقيقية ستقود إلى تدمير النظام الصهيوني وتعزيز كرامة الفلسطينيين والمسلمين في العالم”.

من جانبه، قال عضو مجلس صيانة الدستور، عباس علي خادخودايي: “بجهود جميع المسلمين سنرى اليوم الذي يتم فيه القضاء على الصهيونية العالمية”.

آية الله سيد أحمد خاتمي، الذي تحدث من قم، ذهب أبعد من ذلك قائلًا: “سنواصل دعم شعب غزة حتى تدمير النظام الصهيوني”.

ربما يعجبك أيضا