‎إيران تقرع طبول الحرب في ذكرى اغتيال سليماني الأولى

محمود رشدي

رؤية

طهران- يخيم التوتر على منطقة الشرق الأوسط مع تصاعد احتمال شن إيران ضربات ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية في المنطقة ممع حلول ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإرهابي قاسم سليماني بطائرة دون طيار في بغداد.

وهددت إيران مراراً في الآونة الأخيرة بالرد على اغتيال سليماني، وقال قائد فيلق القدس إسماعيل قآني، في تصريح له أمس الجمعة، إن “إيران لا تزال مستعدة للرد”، وأضاف “لعله يبرز أفراد يردون على جريمتكم من داخل بيوتكم”، ملمحاً إلى شن ضربات في داخل الولايات المتحدة.

وشكل انفجار مطار عدن الذي وقع يوم الأربعاء الماضي واستهدف أعضاء الحكومة اليمنية حين عودتهم من الرياض، علامة بارزة على استعداد إيران لتكليف ميليشياتها الإرهابية في اليمن والعراق وغيرها من المناطق لتنفيذ هجمات متنوعة لردع الولايات المتحدة وإسرائيل اللتان أعلنتا تأهبهما للرد على أي هجوم إيران. 

وقال الصحافي الإسرائيلي عاموس هاريل، في مقال له بصحيفة “هآرتس” اليوم السبت، إن الاحتمالات تشير إلى أن الرد الإيراني على مقتل سليماني قد يأتي من جهة اليمن، وبتنفيذ من ميليشيا الحوثي، ذراع إيران الإرهابي. 

وتؤكد التحقيقات أن هجوم مطار عدن نفذ بواسطة صواريخ باليستية وعبوات ناسفة وطائرات دون طيار المحتمل، وهي أسلحة إيرانية تمتلكها ميليشيا الحوثي، وتنفذ بها عمليات إرهابية من حين لآخر تحقيقاً لأجندات إيرانية الخبيثة.

وسبق للحوثيين شن هجمات بطائرات دون وصواريخ باليستية مماثلة، وفي سبتمبر (أيلول) تعرض موقعين نفطيين سعوديين لهجوم إرهابي، تبنته ميليشيا الحوثي، وكشفت التقارير أن الهجوم نفذ بأسلحة إيرانية دقيقة.

تأهب إسرائيلي-أمريكي
وقال عاموس، إن هجوم مطار عدن أدى لرفع حالة التأهب في إسرائيل، وسط مخاوف من تحركات جديدة تشنها إيران لاستهداف إسرائيل. ويزداد قلق إسرائيل مع تصاعد التهديد الإيراني بالرد على مقتل العالم النووي محسن فخري زاده في نوفمر (تشرين الأول) الماضي، وتقول التقارير أن الجيش الإسرائيلي يتوقع ضربة إيرانية ضد أهداف أمريكية أو إسرائيلية تُشن من قبل العراق وسوريا واليمن.

واعتبر نشر الولايات المتحدة لأسلحة ثقيلة في الشرق الأوسط مؤشراً على تأهب أمريكي ضد أي هجوم إيراني، وحلقت قاذفات من طراز “B-52” في أجواء الشرق الأوسط، وأبحرت غواصة نووية أمريكية في مضيق هرمز في ديمسبر (كانون الأول) الماضي، كما عبرت غواصة إسرائيلية قناة السويس متجهة شرقاً نحو مياه الخليج.

ضربة أخيرة
وتقول مجلة “The Atlantic”، إن لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبة كبيرة في اتخاذ خطوة مدوية أخيرة ضد إيران قبل مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري.

من جهته قال قائد القيادة الأمريكية الوسطى، الجنرال كينيث ماكينزي، إن الولايات المتحدة “تواصل نشر قدرات جاهزة للقتال في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية لردع أي خصم محتمل، ولتوضيح أننا مستعدون وقادرون على الرد على أي عدوان موجه ضد الأمريكيين أو مصالحنا”.

وفي وقت سابق، قال مسؤول عسكري أمريكي، إن الاستخبارات الأمريكية تلقت دلائل حديثة على “تهديدات جوهرية إلى حد ما من إيران”. وأضاف، أن الولايات المتحدة “التقطت أيضاً إشارات إلى أن إيران ربما تدرس أو تخطط لهجمات (أكثر تعقيداً) وأوسع نطاقاً ضد أهداف أو مصالح أمريكية في الشرق الأوسط”، مشيراً إلى “مؤشرات على تدفق أسلحة متطورة من إيران إلى العراق أخيراً، وأن قادة الميليشيات الشيعية في العراق ربما التقوا ضباطاً من (فيلق القدس) الإيراني”.

ونقلت وكالة “فارس” التابعة للحرس الثوري عن نائب إيراني إن “قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، قدم تقريراً إلى نواب البرلمان عن استعداد وانتشار الميليشيات الموالية لطهران”. ونُسب إلى خليفة سليماني قوله لنواب البرلمان، إن “زوال القوات الأمريكية بات وشيكاً، بسبب الإجراءات التي على أجندة قوات المقاومة”.

ربما يعجبك أيضا