2018.. الكوريتان تعزفان لحن السلام

محمد عبدالله

كتب – محمد عبدالله

“سلام في شبه الجزيرة الكورية”.. بادرة تاريخية لطالما انتظرها الكوريون طويلاً بعد عقودٍ من المماطلة، ومحاولة كسب الوقت.

العام 2018.. شهد تحولاً جديداً لواحدة من أكثر الأزمات الدولية تعقيدًا -الأزمة النووية لكوريا الشمالية- مع إعلان الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونج أون”، عن وقف التجارب النووية لبلاده، في خطوة قوبلت بحفاوة كبيرة من الجارة الجنوبية، وترحيب واسع النطاق من المجتمع الدولي.

توافق على أرضية رياضية

الخطوة الكورية الشمالية تم تأسيسها على أرضية رياضية، من خلال زيارة وفد كوري شمالي إلى العاصمة الكورية الجنوبية للمرة الأولى خلال عامين للتنسيق بشأن دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التي استضافتها الجارة الجنوبية العام الجاري، تكللت بمشاركة رياضيين من كوريا الشمالية في الأولمبياد ورفع العلم الكوري الشمالي في الجارة الجنوبية بعدما اقترحت الجارة الجنوبية أن يقدم رياضيو البلدين عرضاً مشتركاً في الافتتاح والختام بعد انقطاع دام 10 سنوات جراء تصاعد توتر العلاقات في شبه الجزيرة.

فبعد سلسلة من التصريحات العنترية من القيادة الكورية الشمالية “المارقة”، مطلع العام، بقدرتها على تدمير أمريكا بضغطة زر واحدة على مكتب زعيمها “المتهور” كيم جونج أون، قررت بيونج يانج العودة إلى حضن الأسرة الدولية من جديد، وإن ظلت الشكوك حول مصداقيتها في ضوء اتفاقيات سابقة نقضتها بيونج يانج “قائمة”.

بيونج يانج.. هل تراوغ؟!

لبيونج يانج سجل حافل من نقض المعاهدات والاتفاقيات حتى تلك الصادرة من مجلس الأمن الدولي. كما أن تاريخ العلاقات بين البلدين غير مبشّر، فكوريا الشمالية استطاعت أن تحصل على أموال طائلة من الجارة الجنوبية مقابل استئناف الحوار والتعهد، لكنها نقضت عهودها.

إلا أن الرئيس الكوري الجنوبي “مون جاي” والذي كان مستشارًا للرئيس السابق، يعرف جيدًا مراوغة الجارة الشمالية وقال إنه لن يخدع مرة أخرى في المفاوضات بمعنى أنه يريد تعهدات حقيقية أي خطوة مقابل خطوة.

الشعب الكوري الجنوبي هو الآخر بدأ يتفهم لأول مرة ضرورة وجود صواريخ نووية على أرضه لحمايته من الجارة الشمالية.

إلا أن بيونج يانج رفضت القول بأن موقفها الأخير ينبع من شدة الضغوط، أو الوقوع تحت جحيم العقوبات الدولية المتتالية، وإنما يأتي من موقع قوة، وتعبيرًا عن الثقة بالنفس، بعدما حازت ما كانت تصبو إليه.

الكوريتان.. محطات في تاريخ العلاقات

يونيو 1953
وقعت الجارتان اتفاقية لوقف إطلاق النار أنهت 3 سنوات من الحرب ورسمت منطقة منزوعة السلاح بين البلدين.

منذ انتهاء الحرب، شهدت العلاقات فترات من التوتر وأخرى من التقارب، وهددت كوريا الشمالية بالانسحاب من الهدنة.

أغسطس 1967
تم قطع الخط الساخن بين الكوريتين بسبب قتل كوريا الشمالية لضابطين أمريكيين

1980
أعيد الخط الساخن بعد اتفاق على إجراء محادثات بين رئيس وزراء الكوريتين

يونيو 2000
رئيس كوريا الجنوبية يزور بيونج يانج، وهو أول زعيم كوري جنوبي يزور كوريا الشمالية منذ الحرب بين البلدين. وقد حصل في العام نفسه على جائزة نوبل للسلام لمساعيه في عملية التقارب.

بيونج يانج 2007
الرئيس الكوري الجنوبي روه ميو هيون يلتقي نظيره الكوري الشمالي كيم كونج إيل في بيونج يانج، إلا أن القمة جاءت فاترة ورفض الزعيم الكوري الشمالي تمديد المحادثات.

فبراير 2016
قطع كوريا الشمالية قنوات الاتصال مع الجنوب بعد إغلاق سيول منطقة كايسونج الصناعية بين الكوريتين احتجاجاً على التجربة النووية الرابعة للشمال.

فبراير 2018
رئيس كوريا الجنوبية يستقبل شقيقة الزعيم الكوري الشمالي وهو أول عضو من العائلة الحاكمة يزور الجنوب وذلك للمشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية.

مارس 2018
وفد كوري جنوبي رفيع المستوى يزور كوريا الشمالية لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات من القطيعة، واتفق الوفد خلال لقائه بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون على عقد قمة بين رئيسي البلدين.

أبريل 2018
كوريا الشمالية تقول إنها ستعلق تجاربها الصاروخية والنووية بعد استكمال تسلحها النووي، توجت بلقاء تاريخي بين زعيمي الكوريتين عند خط الحدود العسكرية الفاصلة بينهما في الـ27 من الشهر نفسه.

https://www.youtube.com/watch?v=F00ye8rqhX8
https://www.youtube.com/watch?v=0Em9vR1FjH4
https://www.youtube.com/watch?v=nDu_6WbuLs8&t=5s
https://www.youtube.com/watch?v=dKjeWOg8waA

ربما يعجبك أيضا