استحوذت 4 بنوك أمريكية على ما يقرب نصف إجمالي الأرباح المصرفية بالبلاد خلال الربع الثالث من العام الجاري، مما يسلط الضوء على ميزتها المتزايدة وأنها ستكون الأكثر رواجًا مع استمرار أسعار الفائدة في اتجاه صاعد.
وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم السبت 11 نوفمبر 2023، فقد قفزت أرباح كل من مصارف، جي بي مورجان تشيس، وبنك أوف أمريكا، وويلز فارجو، وسيتي جروب بنسبة 23% وفقًا لـ”بنك ريج داتا”، الذي يجمع التقارير ربع السنوية عن البنوك ويقدمها إلى المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع.
عدد البنوك في أمريكا
لا تعد تلك النتائج دليلاً على قوة القطاع المصرفي بالولايات المتحدة الأمريكية، لأنه من بين قرابة 4400 بنك في البلاد، حققت البنوك الأربعة الكبرى حصة بلغت نحو 45 % من إجمالي أرباح المصارف في الربع الفائت من العام الجاري، وهذه النسبة أعلى من المعدل الذي تحقق سابقًا بنحو 35% قبل عام، وأعلى بكثير من متوسط العشر سنوات البالغ 39%.
وحسب الصحيفة البريطانية، فقد انخفضت الأرباح في جميع المؤسسات الأخرى بمتوسط 19% في هذا الربع، وهو أكبر انخفاضا لها منذ الأشهر الأولى إبان أزمة وباء فيروس كورونا – كوفيد 19.
أسعار الفائدة
قال ألكسندر يوكوم المحلل المصرفي لدى مؤسسة، سي أف آر آيه، للأبحاث في تصريحات للصحيفة، لم تتعرض البنوك الكبرى للضغط على الودائع أو سحبها لذلك نمت أرباحها، بينما تغير الحال في البنوك الصغرى، والتي تضررت بشدة من استمرار رفع الفائدة، ولم تستطع مجاراة الأمور.
وبشكل عام، انخفضت أرباح القطاع المصرفي بنسبة 5% خلال الربع الثالث، ويمكن اعتبار ذلك الهبوط بسبب تراجع الإقراض واستثمارات سوق السندات، فضلاً عن زيادة بنسبة 260% في تكاليف الفائدة بشكل رئيسي والتي تتمثل في ما يتعين على البنوك أن تدفعه للمودعين لمنعهم من البحث عن صفقة أفضل في مكان آخر، وفقًا لـ”بنك ريج داتا”.
سيليكون فالي
بلغت أرباح القطاع المصرفي الأمريكي أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 80 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، بزيادة قدرها 33% عن العام الماضي، رغم الاضطرابات التي شهدها القطاع أوائل العام.
وجاء نحو نصف هذه الزيادة في أرباح القطاع من مكاسب لمرة واحدة سجلها بنكا فيرست سيتزين وفلاجستار، بعد أن استحوذا على أصول مصرفي سيليكون فالي وسيجنتشر.
وجاءت صفقتا البيع، عقب سيطرة المنظمين الأمريكيين على بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر في مارس الماضي، بعد أسابيع من تراجع قيمتهما في ذلك الحين مع هروب المودعين خوفًا من الضغوط المالية عليهما.
ومع ذلك، عكست الزيادة الحادة في الأرباح استفادة البنوك الأمريكية الكبيرة من ارتفاع أسعار الفائدة، وانخفاض حالات التخلف عن سداد القروض، وتوسع سوق العمل خلال تلك المدة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1668817