«50 مليار يورو » تشعل غضب المجر ضد خطة الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا

هل فشل الاتحاد الأوروبي في دعم أوكرانيا بـ«50 مليار يورو »؟

شروق صبري
رئيس وزراء المجر

استخدم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان حق النقض ضد المساعدات المالية بعد السماح للكتلة ببدء محادثات عضوية كييف، فهل تحصل كييف على المساعدات بعد تراجع المجر؟


فشل الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على حزمة مساعدات مالية بالغة الأهمية بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا، بعد أن استخدم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان حق النقض ضد الاقتراح، مما يثير الشك في دعم أوروبا المستمر لكييف.

ويأتي انهيار المحادثات بشأن التمويل، الذي يعتبر حاسمًا للاستقرار المالي لأوكرانيا حتى عام 2024، في أعقاب الفشل المتكرر من قبل الكونجرس الأمريكي في الموافقة على حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار اقترحها البيت الأبيض، وقد أثار ذلك مخاوف من إضعاف عزم الغرب على دعم البلاد، بينما تواصل معركتها ضد روسيا.

فشل دعم أوكرانيا

وقالت صحيفة “فاينانشال تايمز”، اليوم الجمعة 15 ديسمبر 2023، سيعود زعماء الاتحاد الأوروبي، الذين انخرطوا في المفاوضات، إلى بروكسل في أوائل عام 2024 لإجراء محادثات حول التمويل، مع خيارات محتملة لتقديم الأموال إلى كييف دون مساهمة أوربان.

تم الإعلان عن هذه الجهود الفاشلة بعد ساعات من موافقة القادة على بدء محادثات انضمام أوكرانيا للاتحاد، وهو ما يمثل علامة فارقة على طريق كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بمجرد انتهاء الحرب مع روسيا، وتأييد بروكسل للمسار الغربي للبلاد.

الاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي

التمويل الأوكراني

وربطت المفوضية الأوروبية التمويل الأوكراني، الذي يهدف إلى دعم ميزانية كييف للفترة 2024-2027، بمبلغ 21 مليار يورو من الزيادة الأوسع للميزانية المشتركة للكتلة، بما في ذلك أموال الهجرة والدفاع.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الذي ترأس القمة، إن زعماء 26 دولة أيدوا هذه الزيادة، لكن أوربان رفض الموافقة، مما اضطرهم إلى الاجتماع مرة أخرى في يناير.

50 مليار يورو لأوكرانيا

نشر أوربان على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “جاء حق النقض رغم إطلاق بروكسل 10.2 مليار يورو من تمويل الاتحاد الأوروبي للمجر، والذي تم حظره سابقًا لأسباب تتعلق بسيادة القانون، وأنه استخدم حق النقض ضد مبلغ 50 مليار يورو لأوكرانيا لأنه يضر بمصالح المجر المالية الخاصة”، وقال”إنهم يريدون إعطاء أموال المجريين لمواصلة الحرب وهذا غير مقبول”.

وأوربان، هو زعيم الاتحاد الأوروبي الوحيد الذي التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا العام، وهو أقرب شريك للكرملين في أوروبا، وقد تحدث باستمرار ضد العقوبات الغربية التي تهدف إلى معاقبة موسكو على الحرب.

اقتراح بديل

ويجري النظر في اقتراح بديل لجمع الأموال لصالح أوكرانيا من خلال اتفاق بين دول الاتحاد الأوروبي الستة والعشرين الأخرى كخيار احتياطي، إذ قال رئيس المجلس الأوروبي: “لدينا أدوات مختلفة في أيدينا للتأكد من أننا نحقق أولوياتنا السياسية”، لكن المسؤولين قالوا إن مثل هذه الأداة لن تستمر إلا لمدة عام واحد.

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي إن الدول الأعضاء الـ26 يمكنها المضي قدمًا بدون المجر، لكن الأمر “أكثر تعقيدًا بكثير”، وأضاف أنه “متفائل بحذر بإمكانية تحقيق انفراجة أيضًا مع المجر مطلع العام المقبل”.

قرارات متعلقة بأوكرانيا

قبل القمة، هدد أوربان بعرقلة كلا القرارين المتعلقين بأوكرانيا، التمويل وبدء محادثات العضوية، مما يكشف الموقف الممزق تجاه كييف بعد ما يقرب من 22 شهرًا من الحرب.

وفي النهاية تراجع أوربان عن محادثات الانضمام، واختار مغادرة الغرفة أثناء المناقشة للسماح بالتوصل إلى اتفاق، وأوضح أنه فعل ذلك لأنها كانت خطوة رمزية وكان لديه خيار النقض في أي وقت خلال عملية التفاوض، وقد يستغرق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سنوات ويتطلب أكثر من 70 قرارًا يمكن لأي دولة عضو أن تمنع التقدم من خلالها.

مفاوضات الانضمام

قال ميشيل: “لقد قرر المجلس الأوروبي فتح مفاوضات انضمام  أوكرانيا ومولدوفا، وهي إشارة واضحة للأمل لشعبيهما ولقارتنا”، وأضاف: “كان من المهم ألا تعارض أي دولة عضو هذا القرار”.

واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي أيضًا على فتح مفاوضات الانضمام مع البوسنة والهرسك في انتظار مراجعة المفوضية في شهر مارس لمدى امتثالها لمعايير العضوية، كما مُنحت جورجيا وضع المرشح للاتحاد الأوروبي.

ربما يعجبك أيضا