65 شهيدًا وتهجير المواطنين.. إلى أين وصل الوضع في غزة بعد انتهاء الهدنة؟

عودة الوضع الكابوسي في الأراضي الفلسطينية.. ماذا يحدث في غزة؟

شروق صبري
غزة

قالت إسرائيل إنها استأنفت العمليات القتالية في غزة وأن حماس أطلقت النار باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مع انتهاء الهدنة، فهل سيشتعل الصراع مجددا؟


استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في فطاع غزة الفلسطيني، صباح اليوم الجمعة 1 ديسمبر 2023، منهية هدنة استمرت أسبوعًا، آمل الوسطاء الدوليون تمديدها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، بعد إطلاق صفارات الإنذار بالقرب من مسوطنات غلاف غزة استأنفنا القتال ضد حماس، في حين قالت وسائل إعلام فلسطينية إن حصيلة القتلى ارتفعت، منذ بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية لـ 54 شهيدا.

انهيار الهدنة

كسرت الأعمال القتالية هدنة هشة بين الطرفين، سمحت بالإفراج عن نحو 100 امرأة وطفل إسرائيلي وأجانب محتجزين لدى حماس وفصائل فلسطينية أخرى، مقابل إطلاق سراح نحو 240 امرأة وطفلًا فلسطينيًّا من غزة من السجون الإسرائيلية، وفق ما أوردته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية

واتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حركة حماس بالفشل في الوفاء بالتزامها بالإفراج عن جميع النساء المختطفات، وقال الجيش إنه يقصف حاليًّا أهدافًا تابعة لحماس داخل القطاع. في حين قالت حماس إنها أطلقت صواريخ على بلدات عسقلان وسديروت وبئر السبع، وقالت حركة الجهاد إنها قصفت بلدات إسرائيلية أيضًا.

غزة

غزة

ردود الفعل الدولية

أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى تصريح وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، على هامش محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ (COP28) في دبي، حين أعربت عن أسفها لانتهاء الهدنة، ودعت إلى استعادتها، مشيرة إلى أن انهيار الهدنة خبر سيء للغاية، ومؤسف، لأنه لا يقدم أي حل، ويعقد حل جميع المسائل المطروحة”.

قالت وزارة الخارجية الألمانية إنه يجب مضاعفة الجهود الدبلوماسية لمحاولة استعادة الهدوء في غزة. وأضافت في بيان نُشر على منصة إكس: “يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان استمرار وقف إطلاق النار الإنساني”.

من جانبه، حث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي يزور المنطقة للمرة الثالثة منذ هجوم حماس يوم 7 أكتوبر، إسرائيل على تمديد الهدنة، وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين إذا استؤنف القتال.

عودة الوضع الكابوسي

قال رئيس الصليب الأحمر، روبرت مارديني، لوكالة فرانس برس، على هامش محادثات COP28 ، “إن تجدد القتال في غزة أعاد الوضع الكابوسي للأراضي الفلسطينية، المواطنون والمستشفيات أصبحوا عند حافة الانهيار، وقطاع غزة بأكمله في حالة محفوفة بالمخاطر، واستئناف القتال يعيد السكان للوضع الكابوسي الذي كانوا فيه قبل سريان الهدنة”.

وأشار إلى أن معاناتهم ودمارهم وخوفهم وقلقهم وظروفهم المعيشية غير مستقرة، ولا يوجد مكان آمن يذهب إليه، مشدداً على التحديات التي تواجهها المستشفيات والمنظمات الإنسانية. قائلًا ” رأينا في المستشفيات التي تعمل فيها فرقنا، أنه خلال الأيام الماضية، وصل مئات المصابين بجروح خطيرة، وتجاوز تدفق الجرحى القدرة الحقيقية للمستشفيات، وأمامنا تحدٍ هائل”.

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

أكدت قطر أن المحادثات مستمرة بهدف استئناف وقف إطلاق النار. ونشرت وزارة الخارجية بيانًا عبر موقع إكس جاء فيه: “تعرب قطر عن أسفها العميق لتلخيص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب انتهاء التهدئة الإنسانية، دون التوصل إلى اتفاق لتمديدها”، وأدانت استهداف المدنيين والعقاب الجماعي ومحاولات التهجير القسري.

وتشير بعض التقديرات إلى تدمير 50% من المباني في شمال غزة، بسبب الغارات الجوية. في حين تصر إسرائيل على أنها خففت من الأضرار باستخدام ذخائر أكثر دقة، وتحاول إجراء انفجارات تحت الأرض لحرق ما يسمى بـ«مترو حماس»، وهي شبكة الأنفاق المترامية الأطراف التابعة للحركة.

كما زعمت أنه تعمل على تحذير سكان غزة من الضربات عبر الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية والمنشورات وطرق الأبواب، والطرق على الأسطح، باستخدام طلقات غير متفجرة على أسطح المباني لتحذير السكان من اقتراب الضربة.

غزة

غزة

تدمير البنية التحتية للأنفاق

قالت مجلة فورين بولسي الأمريكية، يوم الخميس 30 نوفمبر، إن بعض التحقيقات تشير إلى أن الضربات الإسرائيلية، التي جرى تحليلها جزئيًا بواسطة الذكاء الاصطناعي، استهدفت بقوة حتى أهدافًا غير عسكرية. وأن التكتيكات التي استخدمتها إسرائيل، حتى الآن، بما جهود تفكيك البنية التحتية تحت الأرض التابعة لحماس، قد تخلق المزيد من المشاكل حتى بعد انتهاء الحرب.

وقال جوناثان لورد، وهو زميل بارز ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، وهو مركز أبحاث في واشنطن: “تدمير البنية التحتية للأنفاق، سيتسبب في أضرار على السطح، فلا تزال مئات الآلاف من أنظمة الأنفاق موجودة، ومن غير المرجح أن يغادر الإسرائيليون غزة قبل أن يدمروا نظام الأنفاق.”

تفكيك البنية التحتية

ولم تمنع صعوبة القتال المحاولات الغربية لحث إسرائيل على أن تكون أكثر حذرًا في ضرب القطاع المكتظ بالسكان. وصرح مسؤول بالإدارة الأمريكية للصحفيين، يوم الثلاثاء، بأن الحملة التي تشنها إسرائيل في جنوب غزة يجب أن تتجنب المزيد من النزوح الكبير للمدنيين والإصابات.

ورغم تحديد أجزاء من جنوب غزة كمناطق آمنة من الضربات العسكرية، لكن الطائرات الإسرائيلية تطلق أسلحة بعيدة المدى، تصل أحيانًا إلى عدة أميال من أهدافها المقصودة، وتقول إسرائيل إن ضرباتها تهدف إلى تفكيك البنية التحتية لحماس تحت الأرض، التي غالبا ما تكون مدمجة بين المباني المدنية. وزعم المسؤولون أنهم عثروا على 400 فتحة أنفاق، وكان الكثير منها مفخخًا.

ربما يعجبك أيضا