تصريحات نصرالله.. مغامرة غير محسوبة

محمد عبدالله
حسن نصرالله

رؤية – محمد عبدالله

لم تكد العاصفة السياسية التي أثارتها تصريحات جورج قرداحي، الوزير السابق بالحكومة اللبنانية، تهدأ حتى جاءت تصريحات زعيم ميليشيا حزب الله، حسن نصرالله، لتصب مزيدا من الزيت على النار في علاقة لبنان بمحيطها العربي والخليجي.

خطاب نصرالله الأخير والذي دأب فيه على مهاجمة السعودية، أمر اعتدنا عليه على مدى السنوات الماضية. إذ يبدو أن الرجل صار كل همه قطع أوصال لبنان مع محيطه العربي وخصوصاً الخليج والسعودية.

لا يمثل لبنان

نجيب ميقاتي
نجيب ميقاتي

من جهته، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، إن حديث نصر الله عن السعودية لا يُمثل موقفَ الحكومة، ومعظمَ اللبنانيين، داعيا إلى أن يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه.

مضيفا: «فيما نحن ننادي بأن يكون حزب الله جزءا من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبناني الانتماء، تخالف قيادته هذا التوجه بمواقف تسيء إلى اللبنانيين أولا وإلى علاقات لبنان مع أشقائه ثانيا»، داعيا الجميع إلى «الرأفة بهذا الوطن وإبعاده عن المهاترات التي لا طائل منها» على حد قوله.

أما الرئيس اللبناني ميشال عون، فجاءت كلماته «المكررة» بحرص بلاده على علاقاتها العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. فعون الحليف الأبرز لحزب الله دأب في كل مرة على التنصل من مسؤولياته كرئيس للدولة اللبنانية، مرة بالتبرأ من تصريحات قرداحي، وهذه المرة من تصريحات نصرالله، وهو ما أثار استياء اللبنانيين.

مغامرة غير محسوبة

بدوره، أبدى رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، استياءه من تصريحات نصرالله غير المسؤولة والتي تعد ضربًا متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح أبنائه. فـ«السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين أهلها منذ عشرات السنين» على حد قوله.

الحريري أثنى على السعودية خصوصا ومعها كل دول الخليج العربي والتي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم، مشيرا إلى أن من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة إيران وامتداداتها  في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

فاللبنانيّون الّذين يعملون في السعودية وسائر دول الخليج ليسوا أسرى ولا رهائن لدى هذه الدول. هم أحرارٌ، وتتعاطى هذه الدول معهم  باحترام ومحبة وتوفّر لهم العمل، وهم يساعدون عائلاتهم في لبنان لتستطيع أن تجتاز المحنة التي أوقع حزب إيران لبنان فيها.

الحريري حذر نصرالله وحزبه من أن التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح أهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة.

لبنانيون يتساءلون: أين إنجازاتكم؟!

بعد سخافة قرداحي كوزير إعلام يمثل دولة لبنان، وتلقيمه حجر الأدب الذي أخرسه، تأتي تصريحات نصرالله التي تباكى فيها على سيده الإرهابي، قاسم سليماني، في ذكرى قطع يده. يتساءل اللبنانيون: لماذا لا يطل علينا نصرالله يوما ليحدثنا عن إنجازاته وإنجازات حزبه وحكومته في مجال الصحة والتنمية والكهرباء والبيئة والبنية التحتية والتعليم وكل ما يسر خاطر المواطن اللبناني ؟! أم إنه يجيد فقط لغة الجعجعة والشعارات الزائفة ليبيع لهم الوهم !

ففي الوقت الذي تستجدي إيران الحوار مع السعودية، ها هي تطلق العنان لبوقها حسن نصرالله، ليسوق الأكاذيب ويبث الأضاليل عن المملكة، ظنا من أسياده أنهم يحسنون موقعهم التفاوضي، بحسب ما يقول المراقبون.

ختاما، عرفت لبنان بدجاليها الذين يظهرون في رأس كل سنة، ناشرين توقعاتهم عن العالم والخليج، والاقتصادات والحروب، المواليد والوفيات، الخافي والمعلوم، الغائب والمجهول، ورغم ذلك، لم يستطع أي منهم أن يتنبأ بكوارث بلاده رغم كثرتها، ولا حتى بتوقيت انقطاعات الكهرباء عن منزله رغم تكرارها، فهل يدرك أذناب إيران في لبنان إلى أي قاع يأخذون بلادهم إليه !

ربما يعجبك أيضا