بيتر ثيل.. الملياردير يترك “فيس بوك” من أجل دعم حملة ترامب

أحمد ليثي

فيسبوك تخلص من شريكه بسبب اهتمامه بالسياسة، وهو أمر تخوف منه مؤسسو موقع التواصل الاجتماعي، حتى لا يفقد شركتهم مصداقيتها


في ضربة جديدة لعملاق مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، كشف أحد أنجح رجال الأعمال في وادي السيليكون خلال العقدين الماضيين بيتر ثيل، عن تنحيه عن عمله في المؤسسة بعد 17 عامًا.

بحسب صحيفة “نيويورك تايمز“، يخطط ثيل، المانح الرئيسي للحزب الجمهوري، للتركيز على دعم حلفاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في انتخابات التجديد النصفي لشهر نوفمبر، ليكمل دعمه للمرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية الماقبة، فقد تبرع بملايين الدولارات لحملة ترامب وخدم في الفريق الانتقالي للرئيس السابق.

ووفقًا لصحيفة “فاينانشال تايمز“، تسبب دعم ثيل لترامب عام 2016 في إصابة وادي السليكون ذي الميول الليبرالية بالذعر، الأمر الذي أدى إلى زيادة التوقعات أنه على وشك الظهور كقوة جديدة في السياسة اليمينية، بسبب ثروته التي تقدر بـ2.6 مليار دولار، لكن حلفاؤه يقولون إن “فيس بوك” يطلق عليه هذه الإشاعات للتخلص منه.

مشاريع ثيل التجارية والسياسية

وبحسب فاينانشيال تايمز، تضمنت مشاريع ثيل التجارية تأسيس باي بال، وهو موقع ويب تجاري يسمح للمستخدم بتحويل المال عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني لعناوين مختلفة، وشركة بالانتير للتكنولوجيا، لتحليل البيانات والتي طالما أثار عملها لصالح مؤسسة الأمن القومي عداء نشطاء الحريات المدنية، نظرًا لأن ثيل بات داعية قوية لسلسلة من السياسات الليبرالية.

من جهة أخرى، يدعم ثيل الذي عمل في مجلس إدارة “فيس بوك” منذ عام 2005، صديقه والمؤلف المشارك لكتبه بليك ماسترز بـ 10 ملايين دولار للمنافسة في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ الجمهوري في أريزونا، بعد دعمه صديقه جاي جي فانس من قبل بالمبلغ نفسه في سباق مقاعد مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو، الأمر الذي جعله ثالث أكبر داعم للمرشحين الفيدراليين في انتخابات هذا العام.

معتقدات ثيل الفكرية

وفقًا للأشخاص الذين عملوا معه، لدى ثيل اهتمام عميق بتحدي التفكير التقليدي، لدرجة أنه يمكن أن يقضي 3 ساعات على العشاء في مناقشة أغرب القضايا مع ابنته، وفقًا للصحيفة، ويعتبر ثيل مسيحي ملتزم تشكلت نظرته للعالم على يد الفيلسوف الفرنسي رينيه جيرارد، الذي وضع نظرية المحاكاة، وهي تقضي بأن رغبات الأشخاص غالبًا ما تكون منسوخة من الآخرين، ولهذا فهي غير أصيلة، بل تكمن الأصالة الحقيقية من وجهة نظر ثيل في الابتكارات التكنولوجية التي يمكن أن تحمل البشرية إلى آفاق أوسع، لكن ثيل انتقد أيضَا شركات التكنولوجيا التي تخلت عن الابتكار وفضلت تقليد بعضها البعض.

من جهته، يقول عضو الحزب الجمهوري والرئيس التنفيذي لشركة كناري للتنقيب، دان إيبرهارت: “إننا لا نعرف إن كانت أموال ثيل الوفيرة يمكن أن تفيده في السياسة أم لا، في نهاية المطاف سيتوقف تأثيره على قدرته على تحديد المواهب التي يمكنها الفوز في الانتخابات، فيما يشير العضو الجمهوري ديفيد تاماسي، أننا لا يمكن أن نحكم على فطنته السياسية بتعرضه لخسارتين فقط”.

التأثير الفكري والأموال

يمكن أن يكون تأثير ثيل الفكري أهم بكثير من أمواله، فقد أكسبته اتهامه لشركة جوجل بالسلوك المناهض للمنافسة والتقرب من الصين دعمًا غير متوقع من دوائر يسارية، وينسب خبير مكافحة الاحتكار، مات ستولر، إلى ثيل الفضل في المساعدة على زرع الشك في سلطة هذه الشركات.

وكشف ستولر التناقضات في تفكير ثيل، والتي تشمل دعم لدور حكومي موسع في مجالات مثل مكافحة الاحتكار والوقوف في وجه الصين، وهي أفكار غير مريحة إلى جانب رغبته في تقليص سلطة الاحتياطي الفيدرالي.

ربما يعجبك أيضا