قادة العالم يبحثون حذف روسيا منها.. ما أهمية منظومة سويفت؟

رنا أسامة

يبحث العالم إقصاء روسيا من منظومة سويفت للتعاملات المصرفية، ماذا يعني ذلك بالنسبة لموسكو؟


يدرس قادة الاتحاد الأوروبي ما يُطلقون عليه “خيارًا نوويًا” بحذف روسيا من منظومة سويفت للتعاملات المِصرفية، في أعقاب غزو أوكرانيا.

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس (الخميس)، إن حذف روسيا من سويفت ليس موقفًا مشتركًا حاليًا بين الأوروبيين، لكنه ذكر أنه “لا يزال خيارًا مطروحًا”.

انقسام أوروبي

في إشارة إلى جولة العقوبات الأخيرة التي أعلنها، أمس الخميس، ذكر بايدن أن “العقوبات المالية الأخرى التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على بنوك روسيا سيكون لها التأثير نفسه، بل تأثير أقوى من إقصاء موسكو من سويفت”.

وحثّ وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا الغرب على إقصاء روسيا من سويفت، وفي وقت سابق الخميس، ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ قرارًا بشأن ما إذا كان سيعزل روسيا عن النظام أو لا.

ما منظومة سويفت؟

 شبكة أمنية تربط آلاف المؤسسات المالية حول العالم، تأسست في بروكسل عام 1973 لتحل محل التلكس، بدأ نشاط المنظمة التعاونية غير الهادفة للربح في عام 1977. يديرها مجلس إدارة من 25 شخصًا، تأسست بموجب القانون البلجيكي وتمتثل للوائح الاتحاد الأوروبي.

يشترك بها أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية و200 دولة، من أجل تبادل التحويلات المالية بطريقة موثوقة، وتسهيل التدفقات المالية العالمية والمحلية، ودعم التجارة في جميع أنحاء العالم، ومع عدم وجود بديل مقبول عالميًا، فإنها تعد “مضخة أساسية” للتمويل العالمي، وفق سي إن إن.

ماذا تعني “سويفت” بالنسبة لروسيا؟

حذف روسيا من منظومة سويفت سيجعل من شبه المستحيل على المؤسسات المالية إرسال الأموال داخل أو خارج البلاد، مما يؤدي إلى صدمة مفاجئة للشركات الروسية وعملائها الأجانب، خاصة مشتري صادرات النفط والغاز بالدولار الأمريكي.

كتبت الزميلة الزائرة في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية ماريا شاجينا، في ورقة بحثية العام الماضي لمركز كارنيجي في موسكو: “سيؤدي حذف روسيا من سويفت إلى إنهاء جميع المعاملات الدولية، وإحداث تقلبات في العملة، والتسبب في تدفقات رأسمالية هائلة إلى الخارج”، وفي عام 2014، قدّر وزير المالية الروسي السابق أليكسي كودرين أن إقصاء موسكو سيؤدي إلى انكماش اقتصادها بنسبة 5٪.

ماذا لو أُقصيت روسيا؟

توجد سابقة إقصاء من سويفت، ففي عام 2012، عزلت أوروبا بنوكًا إيرانية بعد فرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي، خسرت حينها إيران قرابة نصف عائدات تصدير النفط و30% من عوائد التجارة الخارجية، وفق شاجينا.

وقالت المنظمة في بيان في يناير 2022: “سويفت جمعية تعاونية عالمية محايدة، أي قرار بفرض عقوبات على دول أو كيانات فردية يعود فقط إلى الهيئات الحكومية المختصة والمُشرّعين المعنيين”.

في حين لم يتضح حجم دعم حلفاء الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات مماثلة ضد روسيا، توقعت شاجينا أن تخسر موسكو وبرلين أكثر من غيرهما إذا جرى إقصاء موسكو من سويفت، لأن البنوك الأمريكية والألمانية أكثر استخدامًا لنظام التعاملات المصرفية من أجل مع بنوك روسية.

ربما يعجبك أيضا