فرنسا تتهم بريطانيا بإساءة معاملة لاجئي أوكرانيا.. ماذا يحدث؟

آية سيد

تواجه بريطانيا اتهامات فرنسية بإساءة معاملة اللاجئين الأوكرانيين وعدم تقديم الدعم اللازم لهم.. أول خلاف دبلوماسي في هذا الشأن منذ بدء الحرب الروسية.


مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، تزداد أعداد النازحين الذين يحاولون اللجوء إلى الدول المجاورة، مع إعلان الدول الأوروبية استعدادها لاستقبالهم.

ووسط تقارير عن وصول عدد الفارين من الحرب إلى 1.5 مليون، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اتهمت فرنسا الحكومة البريطانية بالافتقار إلى الإنسانية في التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين، في أول خلاف دبلوماسي في هذا الشأن منذ بدء الحرب.

معاملة غير إنسانية

في بريطانيا، صرّح رئيس الوزراء، بوريس جونسون، الأسبوع الماضي بأن المملكة يمكنها استقبال 200 ألف لاجئ أوكراني. لكن بحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، في 6 مارس 2022، تواجه بريطانيا اتهامات بإساءة معاملة اللاجئين الأوكرانيين.

ووفقًا لوزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان وصل 400 لاجئ أوكراني إلى معبر كاليه الحدودي في الأيام الأخيرة، وتلقى 150 منهم إخطارًا بالعودة والحصول على تأشيرات من القنصليات البريطانية في باريس أو بروكسل. وفي خطاب إلى وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، طالب دارمانان بإقامة خدمة قنصلية ملائمة، معتبرًا أن استجابة بريطانيا “غير مناسبة تمامًا وتفتقر إلى الإنسانية تجاه اللاجئين”.

ومن جانبها أصرّت باتيل على أن حكومتها لا تعيد الأشخاص، وأوضحت أن بريطانيا “تفعل كل ما في وسعها” لتسريع جهود منح التأشيرات للاجئين الأوكرانيين. وتابعت: “لديّ طاقم عمل في كاليه لتقديم الدعم للعائلات الأوكرانية ليأتوا إلى بريطانيا. من الخطأ وغير الدقيق القول إننا لا نقدم الدعم على الأرض”.

خلافات دبلوماسية

ذكر تقرير لوكالة رويترز، في 6 مارس 2022، أن الخلاف بين فرنسا وبريطانيا بشأن اللاجئين ليس أول خلاف دبلوماسي بين البلدين، بعد مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى جدال حول كيفية التعامل مع المهاجرين الذين يعبرون قناة المانش من فرنسا إلى إنجلترا، وكذلك حقوق الصيد في القناة الواصلة بين البلدين.

ولفت التقرير إلى أن الهجرة قضية حساسة في بريطانيا، لأن مناصري البريكست، أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، أخبروا المصوّتين أن مغادرة الاتحاد تعني استعادة السيطرة على الحدود، منوهًا بأن لندن هددت في الماضي بقطع الدعم المالي لشرطة الحدود الفرنسية إذا فشلت في وقف تدفق المهاجرين. وقد لقي 27 مهاجرًا حتفهم في نوفمبر 2021 عندما حاولوا عبور المانش في مركب صغير.

كيف ردت بريطانيا على الاتهامات؟

قال نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، أن “الحكومة ليست مستعدة لفتح الباب ببساطة، لأن هذا يعني تقويض الدعم الشعبي لمساعدة الأوكرانيين، وبالتالي يضر باللاجئين الحقيقيين”.

وفي تصريحات نقلتها “بي بي سي” أضاف راب: “نحتاج إلى التثبت من أننا نساعد من يحتاجون إلى دعمنا”، وأوضح أن ما يصل إلى 200 ألف أوكراني ممن لهم صلات عائلية ببريطانيا يمكنهم التقدم بطلب للحصول على تأشيرة، وأن المسار الثاني، الذي لم ينطلق بعد، سيسمح للشركات والجمعيات الخيرية والأفراد باستضافة لاجئين أوكرانيين، وسيكون غير محدود، وفق ما جاء في تقرير الجارديان.

انتقادات لبرنامج التأشيرات

وفقًا لتقرير صحيفة الجارديان، بتاريخ 5 مارس 2022، اضطرت وزيرة الداخلية البريطانية على تغيير قواعد التأشيرات الخاصة بالأوكرانيين الذين لديهم أقارب في بريطانيا مرة أخرى يوم الجمعة الماضي، لتشمل المزيد من أفراد الأسرة، ومد الإقامة من سنة إلى 3 سنوات.

وأوضح التقرير تفاصيل تتعلق بتعامل وزارة الداخلية مع اللاجئين، فقد كشف مدير شركة إنشاءات بريطانية من إيسكس، روستام إيساييف، عن تلقيه مكالمةً من وزارة الداخلية لسؤاله عن مدة بقاء قريبته وطفليها، وأجاب أن السؤال غير مناسب لطرحه الآن على أشخاص يهربون من الحرب. وبيّن أنهم بدوا لا يعرفون كيف يتعاملون بطريقة مناسبة، وأنه على الحكومة البريطانية تقديم المزيد لمساعدتهم.

تدخل من الأمم المتحدة

ذكر التقرير أن هذا دفع الأمم المتحدة إلى التدخل وتحديد عدد من الأساليب التي يتعين على الحكومة البريطانية أن تعمل بها لتساعد اللاجئين الأوكرانيين، فمفوضية الأمم المتحدة للاجئين حثت بريطانيا على تمديد التأشيرات لجميع الأوكرانيين الذين يعيشون بنحو قانوني في المملكة، وطالبتها أيضًا بالسماح لهم باستضافة أفراد الأسرة.

وفي هذا السياق تعهد بوريس جونسون بـ”خطة رعاية إنسانية” للأوكرانيين الذين ليس لديهم ما يربطهم ببريطانيا، لكنه لم يعلن عن التفاصيل، وقالت مفوضية اللاجئين إن خطة جونسون قد تحتاج إلى “توسيع نطاقها” بسرعة كي تواكب حجم الأزمة.

ربما يعجبك أيضا