«البلوكتشاين» يرسم ملامح عالم الأعمال الجديد.. كيف سيبدو؟

علاء بريك

على أساس تقنية البلوكتشاين، عالم جديد باقتصادٍ جديد في طريقه للظهور سوف يغير معنى العالم الرقمي والعالم الواقعي.


بإعلان الملياردير الأمريكي مارك زوكربرج، مشروع “ميتافيرس” للواقع الافتراضي، ومع تنامي سوق العملات المشفرة وظهور الرموز غير القابلة للاستبدال “NFT”، بدأ العالم الرقمي يذوب في العالم الحقيقي.

التجربة أثبتت أن المعاملات الرقمية أسهل وأسرع وأوثق وأكثر دقة من غيرها من أنواع المعاملات، لأن خلفها تقنيات تعمل على تصفية الطرف الثالث بين أي متعامل وآخر، فما ماهية تقنيات مثل البلوكتشاين والـ“NFT” التي أحدثت ثورة في التجارة عبر الإنترنت؟ وما مستقبل سوق الأعمال معها؟

تجارة جديدة تتجاوز الاقتصاد التقليدي

يربط مؤلفا كتاب «تجارة البلوكتشاين الحقيقية»، ديفيد فورلونجر وكريستوف أوزورو، الإجابة في مقالهما بموقع شركة جارتنر للاستشارات والأبحاث، بين قدرة البلوكتشاين على عقد صفقات نظير لنظير دون الحاجة إلى وسيط ثالث، وإلى جانب الأمان العالي للبلوكتشاين والشفافية وعدم المركزية وبين قدرة البلوكتشاين على تطوير الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء وعالم الميتافيرس، ما يخلق فرصًا استثمارية تتجاوز الاقتصاد التقليدي.

يتابع الكاتبان، يتمثل المحك الأساسي في التجارة التقليدية في التأكد من أنَّ كل من طرفي الصفقة مخول لإتمامها ويملك الأصول محل الصفقة، وفي التجارة التقليدية يضطلع الوسطاء في تأمين هذا التأكيد لطرفي الصفقة. لكن مع العالم الرقمي، فالأمر مختلف تمامًا، فإلى جانب سهولة التأكد وسرعة إتمام الصفقة، يتخفف الأطراف من خطر إفشاء البيانات الخاصة بهم لجهات مجهولة والمتاجرة بها كما يجري اليوم.

عالم جديد للعمل واللعب والمتاجرة

يتحدث الصحفي المختص بالتقنية تنفير ظفر في مقال بموقع إنتربرنور عن ثورة الميتافيرس، ويصف العالم الجديد بثورة الإنترنت. بحسب محللي مؤسسة “PWC” فعالم الميتافيرس سيساهم في الاقتصاد العالمي مساهمة كبيرة، وتطال تأثيراته مجالات التعليم عبر الإنترنت والصحة والألعاب وغيرها من المجالات. وقد تصل قيمة ميتافيرس إلى حدود 1.5 ترليون دولار بحلول 2030.

يمثل الميتافيرس، بحسب ظفر، عالمًا افتراضيًّا يماثل العالم الواقعي، فيمكن للناس التفاعل والعمل واللعب والمتاجرة بالأصول المشفرة، في بيئةٍ ثلاثية الأبعاد، ويفتح العالم الجديد الباب على فضاء جديد للتواصل بين الشركات والمستهلكين وصناعة الإعلان والترويج واستثمارٍ مهول في الاقتصاد الرقمي. وبحسب تقريرٍ من مؤسسة جراي سكيل، قد تبلغ عائدات ميتافيرس حوالي ترليون دولار سنويًّا.

الرموز غير القابلة للاستبدال

شاعت في الفترة الأخيرة الرموز غير القابلة للاستبدال Non-fungible token واختصارها “NFT”، ولاقت شهرة بين الفنانين وصناع المحتوى، باعتبارها آخر صيحة في عالم البلوكتشاين، بحسب موقع المتداول العربي. وتقوم هذه الرموز على فكرة عدم الاستبدال، فمالك الرمز يملك النسخة الأصلية ولا يمكن أبدًا أن يتعرض للسرقة، لكن الرمز على عكس العملة المشفرة لا يمكن تبادله.

هذه التقنية أحدثت ثورة في علاقة الفنان بجمهوره، فشأنها شأن العملات المشفرة، ألغت الوسيط بينهما. وقد اشتهرت “NFT” بعد بيع بعضها بمبالغ مالية ضخمة، ما جعل العديد من المستخدمين يبحثون عن ماهيتها، بمن فيهم المستخدمون بمنطقتنا العربية.

في عالم الميتافيرس، ستتفاعل التقنيات الثلاث، الميتافيرس نفسه، والرموز غير القابلة للاستبدال، والبلوكتشاين بعملاته ورموزه، بعضها مع بعض، ما يجعل المرء قادرًا على إنجاز الصفقات وامتلاك الأصول الرقمية وتصميمها وتطويرها، والدخول في تجارب جديدة كانت مستحيلة في الماضي. وسيكون دور العملات المشفرة هو التوسط بين العالم الافتراضي والعالم الملموس، بحسب موقع إيكونوميك تايمز.

ربما يعجبك أيضا