أنثى وذكر و«إكس».. ماذا نعرف عن جوازات السفر المحايدة جنسيًّا؟

أتاحت الولايات المتحدة جوازات سفر مُحايدة جنسيًّا اعتبارًا من 11 أبريل 2022، تتيح للأمريكيين تحديد “جنس ثالث” في جوازات سفرهم، دون الحاجة لوثائق طبيّة داعمة.

وجاء ذلك الإعلان عشيّة يوم المتحولين جنسيًّا الذي تحتفل به الولايات المتحدة في 31 مارس من كل عام، في إطار قرارات اتخذتها إدارة الرئيس جو بايدن مؤخرًا لدعم الأمريكيين المتحولين جنسيًّا، لتحذو بذلك حذو دول مثل ألمانيا وكندا والهند.

جوازات سفر محايدة جنسية.. كيف تبدو؟

جوازات السفر الأمريكية الجديدة باتت تتضمن مربعًا صغيرًا ثالثًا في خانة تحديد الجنس: أنثى أو أو ذكر أو “إكس” في إشارة لـ”هوية جنسية غير مُحددة أو هوية أخرى”، في خطوة وصفتها مبعوثة واشنطن الخاصة بتعزيز حقوق مجتمع الميم، جيسيكا ستيرن، بأنها “بالغة الأهمية”، حسب ما أوردت شبكة إن بي سي الأمريكية.

الأمريكي ثنائي الجنس، دي أوجيدا، من أوائل الأمريكيين الذين تقدّموا بطلب للحصول على جوازات سفر مُحايد جنسيًّا، فإن الخطوة تمثّل “تقدّمًا كبيرًا”. وقال صاحب الـ34 عامًا: “حتى عائلتي ما زالت لا تفهم. لذلك على الأقل لديّ حكومة تقول من أنا كشخص”، وفق فرانس 24.

في منزله بواشنطن، بدأ أوجيدا في ملء استمارة طلب الحصول على جواز سفر محايد جنسيًّا عبر الإنترنت، وضع الاسم الأول والأخير، ثم حدد جنسه بين 3 خيارات: “إم” للذكور و”إف” للإناث و “إكس” لجنس ثالث، بوضع علامة على الأخير. كذلك وضع علامة على خانة أخرى باسم “تغيير الجنس”، لتبرز اختلاف جواز السفر المحايد جنسيًّا عن سابقه الذي حددّه على أنه أنثى. ولم يتطلب تقديم أي وثائق طبية لتغيير جنسه في وثيقة السفر.

طيف إنساني أوسع من “ذكر أم أنثى؟”

قالت المبعوثة الأمريكية في مؤتمر صحفي يوم 30 مارس الماضي: “تعكس الحقائق المعيشية للمتحولين جنسيًّا وثنائيي الجنس وغير المطابقين للجنس أن ثمة طيفًا إنسانيًا أوسع من الجنسين المُدرجين على جوازات السفر”. ويتزامن ذلك مع إصدار مُشرّعين جمهوريين تشريعات يقول منتقدوها إنها تقيّد حقوق مجتمع الميم، وسط ترجيحات بأن تزيد توترات بشأن قضايا النوع الاجتماعي في الولايات المتحدة المنقسمة بشدة.

وتشير تقديرات إلى أن الأمريكيين غير ثنائيي الجنس وثنائيي الجنس، ممن لا يُصنّفون ذكورًا ولا إناثًا حصرًا، يشكلون 1.2 مليون و4 ملايين على التوالي، وفق معهد ويليامز بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. ويواجه أمريكيون ببعض الولايات صعوبة في استخراج هويّة رسمية بـ “الجنس إكس”. على سبيل المثال، تطلب 14 ولاية إثباتًا لإجراء جراحة للأعضاء التناسلية لجنس المُتقدم لتحديد جنسه.

الجنس الثالث في أمريكا.. معركة قانونية طويلة

إتاحة خيار “محايد جنسانيًّا” على جوازات السفر الأمريكية سبقته معركة قانونية طويلة. ورفع دانا زيزيم صاح الـ66 عامًا، والمُقيم في كولورادو ثنائي الجنس يستخدم ضمائر محايدة جنسيًّا، دعوى قضائية ضد الخارجية الأمريكية في العام 2015 لرفضها وثائق السفر خاصّته، لأنه لم يحدد جنسه بين الذكر والأنثى، وكتب بدلًا من ذلك بخط يده “ثنائي الجنس”.

وفي أكتوبر الماضي، أصدرت الولايات المتحدة أول جواز سفر مُحايد جنسيًا، وذلك بعد 4 أشهر من إعلان الخارجية الأمريكية أنها بصدد إضافة “جنس ثالث” في جوازات السفر، لكنها قالت حينها إن الأمر سيستغرق وقتًا لأنه يتطلب تحديثات مكثفة لأنظمة الكمبيوتر الخاصة بها، وفق إن بي سي.

حياد جنسي في 16 دولة

تُظهر بيانات جمعتها صحيفة ذي إيكونوميست البريطانية أن الحياد الجنسي مُطبق في 16 دولة. وفي العام 2013، أصبحت ألمانيا أول دولة أوروبية تطرح جواز سفر محايد جنسيًّا بخيار الجنس “إكس”. وأتاحت كندا الخيار نفسه في العام 2017، ثم هولندا في 2018. أما بريطانيا فرفضت فكرة جوازات السفر المحايدة جنسانيًّا، بدعوى أن الجنس “إكس” سيقوّض نظامها القانوني القائم على تقسيم واضح بين الذكر والأنثى.

وفي حين طرحت دول عديدة في أوروبا جوازات سفر محايدة جنسانيًّا، حذت دول في قارات أخرى حذوها. وفي أمريكا الجنوبية، تتيح الأرجنتين وكولومبيا جوازات سفر بالجنس “إكس”، كما هو الحال في الهند ونيبال وباكستان في آسيا. لكن لم تُقدم أي دولة إفريقية على الخطوة حتى الآن.

ماذا عن الجنس “إكس” في الولايات المتحدة؟

منذ يونيو 2021، بات بمقدور الأمريكيين تحديد جنس مختلف عن جنس ولادتهم دون تقديم دليل طبي. لكن بلدان أخرى، مثل النمسا وألمانيا وهولندا وكولومبيا والهند وأيرلندا، تطلب دليلًا، إما تقييم من معالج نفسي أو فحوصات طبية.

ولا تزال البيانات بشأن عدد المتحولين جنسيًّا أو غير ثنائيي الجنس أو ثنائيي الجنس في الولايات المتحدة غير مُجمّعة على الصعيد الوطني. لكن معهد ويليامز يُقدّر بأن نحو 16 ألفًا و700 أمريكي يمكنهم التقدم بطلب للحصول على جوازات سفر بالجنس “إكس” كل عام، بحسب ذي إيكونوميست.