استقالة نبيل شعث تطوي صفحة أحد أقرب رفاق ياسر عرفات

ضياء غنيم

ورافق شعث الرئيس عرفات في رحتله إلى الأمم المتحدة عام 1974، وأشرف  على صياغة وكتابة خطابه الشهير أمام الجمعية العامة


استقال وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ومستشار الرئيس، نبيل شعث، من رئاسة مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، بناء على طلب من الرئيس محمود عباس أبو مازن.

وقال شعث في تصريحات صحفية مساء الثلاثاء 12 أبريل 2022، إن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، أبلغه بطلب الرئيس أبو مازن منه أن يستقيل على نحو مفاجئ، فمن هو نبيل شعث وما دوره في الساحة الفلسطينية منذ خدمته ياسر عرفات وصولًا لعهد أبومازن؟

النشأة ومسيرة النضال الوطني

ولد نبيل شعث بمدينة صفد عام 1938 ميلادية، انتقل مع عائلته إلى الإسكندرية في سن مبكرة  وحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعتها، وأكمل دراسته في جامعة بنسلفانيا الأمريكية التي حصل منها على درجة الماجستير في التمويل والبنوك، ودرجة الدكتوراه في الاقتصاد والعلوم الإدارية، والدكتوراه الفخرية في القانون بحسب موقع مؤسسة ياسر عرفات.

شغل شعث مناصب مهمة منذ تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، فكان أول وزير تخطيط وتعاون دولي، ووزير الخارجية في الفترة من 2003 إلى 2005، وفي 15 ديسمبر 2005 شغل منصب رئيس الوزراء بالإنابة لعدة أيام في الفترة بين استقالة وعودة أحمد قريع، وانتهى به المطاف مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والدولية، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات غير الربحية، قبل أن يستقيل منها ويعلن عزمه الاستقالة من منصبه الاستشاري.

حياته الدبلوماسية

بدأ شعت أولى رحلاته الدبلوماسية كمدير مركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى منظمة الأمم المتحدة، ويروي شعث في كتابه “حياتي .. من النكبة إلى الثورة” أن الزعيم الفلسطيني، ياسر عرفات، كلّفه بالذهاب إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك لتأمين دعوته إلى المنظمة الدولية كممثل وحيد وشرعي لقضية فلسطين، وحاز القرار على موافقة 105 دول بحسب حوار تلفزيوني مع قناة بي بي سي عربي 2016.

ورافق شعث الرئيس عرفات في رحتله إلى الأمم المتحدة عام 1974، وأشرف  على صياغة وكتابة خطابه الشهير أمام الجمعية العامة الذي جاء فيه “جئتكم بغصن الزيتون في يدي، وببندقية الثائر في يدي، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي” للشاعر محمود درويش.

نجاحات دبلوماسية

استمر شعث بعمله كمفوض العلاقات الخارجية عن حركة فتح، وساهم في خلق زخم برلماني للقضية الفلسطينية ومما يعزز فهم القضية في أوروبا، فاختار الانحياز إلى المعسكر الحزبي الاشتراكي بوصفه الطرف الأقرب إلى القضية، وانضمت “فتح” إلى مؤتمر حزب الأوروبيين الاشتراكيين في 2012، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، ما دفع الشركاء الاشتراكيين للاعتراف بدولة فلسطين لدى وصولهم إلى السلطة كما حدث في السويد وأيسلندا.

وفي 12 أبريل 2022، عاد شعث إلى الساحة معلنًا استقالته من رئاسة مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، ومنصبه كمستشار للرئيس أبو مازن بناء على طلب من الأخير، ليسدل الستار على مسيرة أحد أقرب رفاق الزعيم الفلسطيني ومساهم رئيس في مسيرة النضال الوطني.

ربما يعجبك أيضا