نفوذ إيران في أفغانستان والأسلحة الروسية «سيئة السمعة».. جولة في المراكز البحثية

هالة عبدالرحمن

تبحث إيران عن دور في أفغانستان في ظل الغياب الأمريكي والروسي، كيف أصبحت الأسلحة الروسية علامة تجارية متعثرة بعد الحرب في أوكرانيا؟،  تحالف الصين وطالبان يعقد استراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان، هذه العناوين ضمن جولة في أهم مراكز الأبحاث العالمية.


تسعى إيران لاستغلال الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة وروسيا في أفغانستان، خصوصًا بعد انشغال موسكو  بمعركتها في أوكرانيا، وتخليها عن تحالفها مع معظم دول آسيا الوسطى.

وفي جولة في المراكز البحثية، تأثير الاحتجاجات ضد إيران في أفغانستان على محاولات طهران بسط هيمنتها على كابول، وسوء حالة الأسلحة الروسية، وتأثير تحالف الصين وطالبان على استراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان.

الاحتجاجات المناهضة لإيران في أفغانستان

تهدد الاحتجاجات المناهضة لإيران في أفغانستان وطعن 3 رجال دين في إيران جهود طهران للاستفادة من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية في آسيا الوسطى، واستغلال الفرصة الجيوسياسية التي ظهرت مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس 2021 وتعززت بسبب الحرب الروسية الأخيرة، بحسب ريسبونسبل ستيت كرافت، يوم الثلاثاء 19 إبريل 2022.

وكانت اندلعت احتجاجات ضد التمثيل الدبلوماسي الإيراني في العاصمة الأفغانية كابول، بعد انتشار مقاطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى اعتداء الشرطة الإيرانية  على اللاجئين الأفغان.

فرصة إيران في آسيا الوسطى بعد الفراغ الروسي

أفاد تقرير “ريسبونسبل ستيت كرافت” بأن الصراع في أوكرانيا جعل روسيا أقل تركيزًا على آسيا الوسطى، وألقى بظلاله على الضمانات الأمنية الروسية لدول آسيا الوسطى ، بما في ذلك كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وتعتقد إيران أن فرصتها تعززت لأنها تقدم أحد البدائل القليلة لاحتضان كامل من قبل الصين في غياب موسكو وواشنطن.

“الأسلحة الروسية” علامة تجارية متعثرة

مركز هدسون الأمريكي للأبحاث، قال في مقال تحليلي بشأن الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على سمعة الأسلحة الروسية في 15 إبريل 2022، إن “الأسلحة الروسية أصبحت علامة تجارية متعثرة”.

وأضاف المقال: “أثبتت المدرعات الثقيلة خصوصًا أنها معرضة للخطر، لكن الأسلحة الأخرى لم تعمل أيضًا وفقًا للمعايير المعلن عنها، علاوة على ذلك، فإن القاعدة التكنولوجية والصناعية الدفاعية لروسيا، التي ابتليت بالديون بالفعل بسبب العقوبات الغربية، ستصبح في أسوأ حال”.

أسباب فشل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

واعتبر المقال أن مناورة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوكرانيا خطأ في التقدير الاستراتيجي من الدرجة الأولى، بعدما فشل الجيش الروسي في الاستيلاء على كييف، واضطر للانسحاب من القطاع الشمالي لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن الانسحاب اعتبر فشلًا في تحقيق الهدف السياسي الرئيس للحرب.

وعرض المقال عوامل فشل الجيش الروسي في عمليته العسكرية بأوكرانيا، وأبرزها “سوء الخدمات اللوجستية، وسوء اختيار مفاهيم العمليات، والاستخبارات منخفضة الجودة، التي قللت من تقدير إرادة الجيش الأوكراني القتالية وقدرته، والأداء الضعيف للأسلحة الروسية، وخصوصًا المدرعات الثقيلة والطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي”.

المنافسة  العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي

أشار تقرير لدورية “ناشيونال انترست”، الأمريكية نشر في 14 إبريل 2022، إلى أنه مع تحول اهتمام مجتمع الأمن القومي الأمريكي إلى منافسة طويلة الأمد مع الصين، احتل السباق للحفاظ على موقع الريادة العالمية للولايات المتحدة في العلوم والتكنولوجيا مركز الصدارة، بعدما أصبح الذكاء الاصطناعي أحد أكثر الجوانب التي تشهد منافسة قوية بين بكين وواشنطن.

في العام الماضي، وجدت لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي أن الصين مصممة على تجاوز الولايات المتحدة في قيادة الذكاء الاصطناعي، لا سيما في التطبيقات العسكرية. ويتفق كبار الأكاديميين والمفكرين في الصناعة على أن الصين تحقق تقدمًا كبيرًا نحو هذا الهدف وهي تلاحق بسرعة التقدم البحثي للولايات المتحدة.

هل تتفوق بكين على واشنطن في الذكاء الاصطناعي؟

أبرز تقرير “ناشيونال انترست” تصريحات مسؤول سابق في البنتاجون، والتي بين فيها أن الولايات المتحدة تخسر بالفعل سباق تفوق الذكاء الاصطناعي. ويدعم التحليل الادعاءات القائلة بأن الصين أنشأت بالفعل مجالات ميزة، لا سيما في تكنولوجيا جمع البيانات للمراقبة والتعرف على الوجه.

ويمتد القلق إلى الجيش الأمريكي، فتسعى وزارة الدفاع الأمريكية لفرض الامتثال للمعايير العالمية الجديدة، بما في ذلك بناء “نظام تشغيل مشترك” من شأنه أن يفرض مركزية من أعلى إلى أسفل لتخزين البيانات العسكرية وإمكانية الوصول إليها في أي وقت.

تحالف الصين وطالبان

نوهت “ذا يبلومات” في تقريرها في 13 إبريل 2022، إلى أن الصين على استعداد للشراكة مع طالبان، مما يقوض الجهود الأمريكية للتأثير على سلوك الجماعة المتطرفة من خلال حملات الضغط والعقوبات، موضحة أنه لا ينبغي أن تكون علاقة الصين القوية مع طالبان مفاجأة لواشنطن، لأن تحسين العلاقات كان هدفًا عامًا لبكين حتى قبل انسحاب الولايات المتحدة.

وأضافت “ذا ديبلومات”، أنه بعد سقوط كابول في أغسطس 2021، أصدرت الصين بيانًا قالت فيه إنها “تحترم حق الشعب الأفغاني في تقرير مصيره”، وأنها ستطور “علاقات ودية وتعاونية مع أفغانستان”، رغم أن الصين لم تعترف رسميًا بعد بطالبان، إلا أن خطاب الصين ومشاركتها المستمرة تشير إلى أن الاعتراف الرسمي قد لا يكون بعيدًا.

وتسعى بكين إلى تحقيق هدفين رئيسين من خلال التواصل مع طالبان، “تخفيف طالبان من التهديدات التي تشكلها الجماعات المتطرفة التي تعمل بالقرب من حدود الصين، ووقف حركة تركستان الشرقية الإسلامية، التي تدعم انفصالية الأويجور، بالإضافة إلى إحباط تنفيذ أي هجوم يستهدف المصالح الصينية في المنطقة”.

ربما يعجبك أيضا