العيدية في الدول العربية.. عادة بسيطة لوصل المحبة أم تفاخر ومغالاة؟  

رنا الجميعي
العيدية في الدول العربية عادة لوصل المحبة أم المغالاة؟

تعتبر العيدية طقسًا يتعلق بالأعياد الدينية ولم يتخل عنها العرب حتى الآن رغم اختلاف الزمن والوضع الاقتصادي 


تعتبر العيدية طقسًا يتعلق بالمناسبات الدينية، ولم يتخلّ عنها العرب حتى الآن، رغم اختلاف الزمن والوضع الاقتصادي، لكن العيدية صارت رمزًا للتفاخرًا بدلًا من كونها باعث للبهجة ولوصل المحبة في الأساس.

وأثرت وسائل التواصل الاجتماعي في رمزية العيدية في الدول العربية، وتحول الأمر للتفاخر بين الناس وبعضهم، وبرز الأمر لدى حسابات ما يعرف بـ “المؤثرين” على موقع الانستجرام الذين يصورون العيدية وشكلها الأنيق المبالغ فيه، وظهرت أشكال عديدة من العيدية تبرز ذلك التفاخر.

“بوكس العيدية”

قديمًا كانت العيدية تقدم باليد، وهي عبارة عن مبلغ مالي بسيط يعطى للأطفال، لكن الآن تعددت أشكال تقديم العيدية، وأحيانًا تستبدل أشياء أخرى بالنقود، منها الشيكولاتة.

بوكس العيدية

من بين الأشكال الحديثة في تقديم العيدية، صندوق خشبي منقوش عليه عبارة “عيد مبارك”، وأحيانًا يكتب عليه “كل عام وأنتي عيدي”، وتقدم إلى المحبوبة، وداخل الصندوق يوضع المبلغ المالي، وأحيانًا يصاحبه الشيكولاتة.

ويوجد  أيضَا تصميم آخر يتكون من صندوق زجاجي داخله عروس صغيرة تحمل النقود، وأعلى الصندوق تكتب عبارة مصنوعة من الخشب مثل “عيد سعيد”، وبالأسفل صندوق آخر يحوي الشيكولاتة والزهور. ومن التصميمات الأخرى بطاقة التهنئة المصممة بالخشب، ومنقوش عليها عبارة “عيد مبارك”، ويوضع داخلها المبلغ النقدي.

العيدية في الدول العربية عادة لوصل المحبة أم المغالاة؟

تفسير الظاهرة.. “الإنسان كائن مقلد”

ويبدع الناس في تقديم العيدية بأشكال عديدة، وتصف ذلك أستاذة علم الاجتماع، سامية خضر، بأنها عملية تفاخر في حين الأصل في تقديم العيدية هو البساطة والشعور بالمحبة، وتفسر تلك الظاهرة بقولها “الإنسان كائن مقلد، والناس تقلد بعضها البعض دون تفكير”.

وتشرح خضر الظروف الاجتماعية التي أدت إلى ذلك مشيرة إلى افتقار المجتمعات العربية إلى وجود مثل أعلى، لذا يقلد متابعو التواصل الاجتماعي بعضهم البعض، خصوصًا مجتمع المؤثرين، محذرة من أن المجتمعات العربية وصلت لمرحلة سيئة “اختفت أخلاق والمبادئ التي تحكم تصرفاتنا”، وغفلت المجتمعات العربية عن واحد من السلوكيات المتعلقة بالدين وهي “القناعة كنز لا يفنى”. بحسب تعبيرها.

تشوهات اجتماعية أثرت على المجتمعات العربية

تسلط خضر الضوء على وسائل الإعلام المختلفة التي صارت تتناول القضايا المجتمعية بطريقة سطحية، ولم تعد تتيح فرصة لظهور شخصيات تمتلك الحكمة يستطيع المشاهد من خلالها تبنّي آراءً وسلوكياتٍ عاقلة، وترى ضرورة العودة إلى شخصيات إعلامية ومشاهير يعتنقون المسؤولية المجتمعية.

وتعتقد أستاذة علم الاجتماع أن بعض الأشخاص في المجتمعات العربية لديها الكثير من التشوهات النفسية والأخلاقية، من بينها مبدأ التفاخر والمغالاة التي تحتاج إلى الإعلام، وفي حاجة أيضًا إلى شيوخ دين يمتلكون لغة مناسبة للتحدث مع فئات المجتمع المختلفة.

ربما يعجبك أيضا