الموارد الطبيعية في أوكرانيا.. هل تكون هي الجائزة الكبرى لروسيا بعد الحرب؟

آية سيد
حصاد القمح في خاركيف الأوكرانية في 25 يوليو 2017

ربما يكون الهدف الحقيقي لروسيا من حربها في أوكرانيا هو السيطرة على مواردها الطبيعية الاستثنائية، التي تضم بعض أضخم أصول الطاقة والمعادن والزراعة.


دخلت الحرب الروسية الأوكرانية يومها الـ67، ولا يزال يوجد اختلاف حول الدوافع الحقيقية لروسيا وراء هذه الحرب.

وتتباين تلك الدوافع من المخاوف الأمنية إلى المزاعم التاريخية، بعدم وجود هوية قومية أوكرانية، وأمن الطاقة. لكن، بحسب تقرير أوردته مجلة فورين بوليسي، في 28 إبريل 2022، قد تكون ثروات أوكرانيا الاستثنائية، تضم بعض أضخم أصول الطاقة والمعادن والزراعة، هي الوازع الحقيقي لروسيا في الحرب.

استهداف الموارد

بحسب التقرير، فإنه باستثناء الزراعة والفحم، كان الكثير من موارد أوكرانيا يفتقر إلى التطوير، ومؤخرًا سعت أوكرانيا إلى زيادة أمنها الاقتصادي وأمن الطاقة عبر تطوير هذه الموارد وتنويع صادراتها بعيدًا عن روسيا. لهذا، أطلقت جهدًا كبيرًا لخصخصة النفط والغاز في 2013. لكن هذا الجهد تعطل بسبب الحرب الروسية ضدها في 2014، وضم القرم والتدخل العسكري في دونباس.

وبعد إطلاق استراتيجية طاقة جديدة في 2017 وتسريع ترخيص استخراج المعادن العام الماضي، أحبطت الحرب الروسية مجددًا تحركات أوكرانيا لتطوير مواردها، لأن الكثير من موارد أوكرانيا يقع في المناطق الشرقية وتحت البحر الأسود، التي تقع تحت سيطرة روسيا. وأضاف التقرير أن الإنتاج الزراعي الهائل لأوكرانيا تراجع أيضًا لاستهداف روسيا المتعمد للمستودعات والمعدات الزراعية والأصول الزراعية الأخرى.

لماذا شرق أوكرانيا؟

لفت التقرير إلى أن المناطق الشرقية والشواطئ الجنوبية لأوكرانيا، الخاضعة الآن لسيطرة روسيا، تمثل نصف النفط التقليدي لأوكرانيا، و72% من غازها الطبيعي، فضلًا عن الجزء الأكبر من المعادن والعناصر الأرضية النادرة، موجودة في مناطق أخرى تحتلها روسيا. وتجري زراعة محاصيل زراعية أساسية تغذي الأسواق العالمية، مثل القمح والذرة والشعير وزيت عباد الشمس، في شرق وجنوب شرق أوكرانيا.

وتحتل روسيا كثيرًا من موانئ أوكرانيا، وتحاصر الطرق البحرية، وأغرقت عدة سفن لنقل الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية. وبعدما استولت روسيا على القرم في 2014، أصبحت موسكو تسيطر على نحو 80% من مخزون الهيدروكربون البحري الضخم، الذي يشمل أكثر من 37 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. ويبدو أن روسيا تخطط لدمج هذه الموارد في سلسلة إمداد الطاقة الروسية.

حرب للسطو على الطاقة

أفاد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في 5 إبريل 2022، أنه توجد 4 أسباب للاعتقاد بأن حرب روسيا هي عملية سطو على الطاقة، الأول هو مصلحة روسيا، فالاستيلاء على طاقة أوكرانيا سيمنح بوتين ثاني أضخم احتياطي غاز طبيعي في أوروبا، أكثر من تريليون دولار بأسعار اليوم. وسيمنحه نفط بقيمة 400 مليار دولار. وسوف يعزز ميزة جيوسياسية استراتيجية استثنائية بسيطرته على موانئ البحر الأسود وبحر آزوف.

والسبب الثاني هو تركيز بوتين التكتيكي. فبحسب التقرير، تتركز القوات الروسية الآن في المناطق الأوكرانية التي تحتوي على 90% من موارد الطاقة. والثالث هو طريقة التعامل مع ماريوبول. تُعد هذه المدينة جسرًا بريًّا أساسيًّا إلى أصوله في القرم. والرابع هو أنه فعل ذلك من قبل. وأشار التقرير إلى أن ضم بوتين للقرم في 2014 منحه سيفاستوبول وأصول البحر الأسود الثرية، والتي تساوي أرباحها مليارات الدولارات.

عواقب الاستيلاء الروسي على الموارد الطبيعية

ذكر تقرير فورين بوليسي، أن الحرب الروسية الأوكرانية تشل قطاعات كبيرة من الاقتصاد الأوكراني، ولها عواقب عالمية بعيدة المدى. ولفت التقرير إلى أن مناطق استخراج الهيدروكربونات الرئيسة وتسخير المعادن والإنتاج الزراعي لم تتأثر بالسلب من القتال وحسب، بل أصبحت آفاقها المستقبلية غير مؤكدة بسبب الدمار والأضرار واسعة الانتشار، ونقص الاستثمارات.

وبحسب وول استريت جورنال، فقد نقل بوتين أصول البحر الأسود الثرية، إلى شركة غازبروم، وأعلن عن منطقة اقتصادية خالصة في البحر الأسود، تحميها البحرية الروسية. وعن طريق زعزعة استقرار مناطق الإنتاج الرئيسة في أوكرانيا أو احتلالها، يصبح لموسكو النفوذ والسيطرة على حصة كبيرة من السلع العالمية، مثل الغذاء والطاقة والمعادن الاستراتيجية التي يعتمد عليها التحول إلى الطاقة الخضراء.

ربما يعجبك أيضا