هل يمكن أن تفرض أمريكا عقوبات على الأصول الصينية؟

أحمد ليثي

استوردت الولايات المتحدة 4.6 مليار دولار من السلع الزراعية من الصين في عام 2017، وهي مسؤولة أيضًا عن الكثير من الإمداد العالمي ببروتينات الصويا والبازلاء


عقد السياسيون الصينيون اجتماعًا طارئًا مع البنوك المحلية والأجنبية، لمناقشة إمكانية حماية الأصول الخارجية للبلاد من العقوبات التي تقودها أمريكا على غرار المفروضة على روسيا.

وفق تقرير سون يو في فاينانشال تايمز، المنشور 30 إبريل 2022، يشعر المسؤولون بالقلق من إمكانية اتخاذ نفس الإجراءات ضد بكين، في حالة نشوب صراع عسكري إقليمي أو أزمة أخرى، رغم أن البنوك والشركات الصينية لا تزال حذرة من التعامل مع أي كيانات روسية، قد تؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية.

اجتماعات ساخنة لمناقشة مصير الأصول الصينية

قالت المصادر إن المؤتمر الداخلي للحزب الشيوعي الصيني، الذي عقد في 22 إبريل الماضي، ضم مسؤولين من البنك المركزي الصيني ووزارة المالية، بالإضافة إلى مديرين تنفيذيين من عشرات البنوك المحلية والدولية مثل “إتش إس بي سي”، في حين قالت وزارة المالية في الاجتماع، إن جميع البنوك الأجنبية والمحلية الكبيرة العاملة في الصين كانت ممثلة.

وأضافوا أن الاجتماع بدأ بتصريحات من مسؤول كبير بوزارة المالية، قال فيها إن إدارة الرئيس الصيني شي جين بينج، في حالة تأهب بسبب قدرة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على تجميد الأصول الدولارية للبنك المركزي الروسي، إثر اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

1584180867 667 137898 106369932158075994899020200203t082229z 1034833219 rc2wse9igvoa rtrmadp 3 chinamarkets

لماذا تلقي أمريكا بالعقوبات على الأصول الصينية؟

بحسب التقرير، يُعتقد أن أحد الأسباب المحتملة لمثل هذه العقوبات هو الغزو الصيني لتايوان، بحجة أنها جزء من أراضي الصين، وهددت بغزوها إذا رفضت عاصمتها الخضوع إلى سيطرتها، في حين قال أحد الأشخاص الذين جرى إطلاعهم على الاجتماع: “إذا هاجمت الصين تايوان، فسوف يكون وقع العقوبات على الأصول الصينية أشد بكثير من العقوبات على روسيا”.

ومن جهته، قال العضو المنتدب لشركة أورينت كابيتال ريسيرش في هونج كونج، أندرو كوليير، إن حكومة الدولة الصينية كانت محقة ولها مبررها في أن تشعر بالقلق، ذلك أنه توجد لديها بدائل قليلة جدًّا، بالإضافة إلى أن عواقب العقوبات المالية من الولايات المتحدة الأمريكية وخيمة وكارثية.

ما حجم الأصول الصينية في أمريكا؟

أصول الصين بالدولار أكثر من تريليون دولار من سندات الخزانة الأمريكية إلى مباني المكاتب في نيويورك، فتمتلك مجموعة داجيا للتأمين المملوكة للدولة، فندي والدورف أستوريا نيويورك، ولكن رغم ذلك، فإن النظام المصرفي الصيني غير مستعد لتجميد أصوله الدولارية أو استبعادها من نظام سويفت.

ومن جهتهم، اقترح بعض المصرفيين أن البنك المركزي قد يطلب من المصدرين تبادل جميع عائداتهم من النقد الأجنبي مقابل الرنمينبي لزيادة حيازاته المحلية من الدولار. ويجري السماح للمصدرين حاليًّا بالاحتفاظ بجزء من أرباحهم من العملات الأجنبية، لاستخدامها في المستقبل.

هل يمكن تحول الصين إلى اليورو؟

بحسب التقرير، يرى الخبراء المصرفيون الصينيون أن التحول إلى الأصول المدعومة باليورو فكرة غير عملية، غير أن بعض المصرفيين شككوا في ما إذا كانت واشنطن قادرة على تحمل قطع العلاقات الاقتصادية مع الصين، بالنظر إلى وضعها كثاني أكبر اقتصاد في العالم، وممتلكاتها الضخمة من الأصول الدولارية والعلاقة التجارية الوثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد شدد سون يو، في تقريره، على أن قطع العلاقات التجارية مع الصين كالدمار الذي تمثله الحرب النووية للولايات المتحدة، ويرى يو أن أمريكا لن تستطيع قطع العلاقات التجارية مع الصين، نظرًا لما تمثله الصين من استثمارات في الولايات المتحدة، وبسبب أن الكثير من المنتجات التي تحتاج إليها الولايات المتحدة تأتي من الصين.

ما استثمارات الصين في الولايات المتحدة؟

بحسب تقرير فوكس نيوز المنشور في 30 يونيو 2020، تنتج الصين 97% من المضادات الحيوية الأمريكية ونحو 80% من المكونات الصيدلانية النشطة المستخدمة في الأدوية الأمريكية، ما يمنح الحزب الشيوعي الصيني السيطرة المطلقة على الأدوية التي قد تنقذ الأرواح الأمريكية.

ونوه التقرير بأن الولايات المتحدة استوردت 4.6 مليار دولار من السلع الزراعية من الصين في عام 2017، وهي مسؤولة أيضًا عن الكثير من الإمداد العالمي ببروتينات الصويا والبازلاء الموجودة في المكملات الغذائية واللحوم الاصطناعية، واشترت شركة صينية سميثفيلد الأمريكية، أكبر منتج في العالم لإنتاج لحوم الخنازير.

شركات الهواتف المحمولة صينية على أراض أمريكية

يعتمد تصنيع الهواتف الذكية والأدوات المنزلية الأخرى كثيرًا على الصين، التي تتحكم في معظم المعادن الأرضية النادرة التي تشغل هذه الأجهزة، وتسعى الصين إلى بناء شبكات الجيل الخامس في الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى، والتي يمكن أن تقدم معلومات شخصية وبيانات حساسة إلى الحزب الشيوعي الصيني.

وقد اشترت الشركات الصينية دور إيه إم سي للعرض السينمائي وليجنداري إنترتينمنت، وشركات إعلامية أخرى، وباتت تتحكم في أكثر من 8 آلاف شاشة سينما أمريكية ومنصات إعلامية أخرى، تسمح للصين بإبراز قوتها الناعمة ومنع عرض الصور البغيضة إلى الحكومة الصينية، سواء من حيث الإنتاج الإبداعي أو التوزيع الشامل.

ربما يعجبك أيضا