بعد تراجعها.. روسيا تحرز تقدمًا كبيرًا في شرق أوكرانيا

أحمد ليثي

واستهدفت روسيا السيطرة على أوديسا وقطعت وصول أوكرانيا إلى البحر الأسود، لكن قواتها تعثرت بسبب دفاع القوات الأوكرانية في ميكولايف وأجبرت على العودة نحو خيرسون بسبب هجوم مضاد أوكراني في مارس


تشهد القوات الروسية أفضل فتراتها منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل أربعة أشهر، واستعادت الأجزاء المتبقية من منطقة لوهانسك التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.

بحسب تقرير سي إن إن المنشور 28 يونيو، قضت روسيا على معظم الدفاعات الأوكرانية في منطقة لوهانسك، وعززت سيطرتها على المنطقة الجنوبية، وحسّنت هيكلها اللوجستي والقيادي، ومن المتوقع أن تستكمل القوات الروسية مهمتها لتطويق منطقة ليسيتشانسك في غضون يومين أو ثلاثة.

أوكرانيا 1

القوات الأوكرانية غير قادرة على الدفاع عن أراضيها

وفقًأ للتقرير، صعّدت القوات الروسية هجماتها في منطقة دونيتسك، واقتربت قليلاً من حزام المدن الصناعية في المنطقة التي تمتد جنوباً من سلافيانسك عبر كراماتورسك إلى كوستيانتينيفكا، لكن قد يواجه الأوكرانيون تكرارًا لما حدث في سفرودونتسك، حيث أ، ولم يبق شيء يمكن الدفاع عنه.

لكن الروس لا يحرزون حاليًا تقدمًا كبيرًا من إزيوم في الشمال نحو سلافيانسك، على الرغم من المحاولات المتكررة لاختراق الخطوط الأوكرانية، لكن المسؤولون الأوكرانيون حذّروا من أن القوات الروسية تتكدس شمال سلوفيانسك، ويمكن للجيش الروسي حشد حفنة من الكتائب التكتيكية بسرعة عبر الحدود.

القوات الروسية تنجح في وقف الهجمات الأوكرانية

وفقًا لتقرير بي بي سي، المنشور 27 يونيو، فإن الأولوية الحالية لروسيا في الجنوب هي وقف الهجمات المضادة الأوكرانية، التي نجحت في استعادة بعض الأراضي في الأسابيع الأخيرة، في حين واصلت القوات الروسية قصف المواقع الأوكرانية عبر المناطق الجنوبية من زابوريزهيا وخيرسون وميكولايف ودنيبروبتروفسك.

واستهدفت روسيا السيطرة على أوديسا وقطعت وصول أوكرانيا إلى البحر الأسود، لكن قواتها تعثرت بسبب دفاع القوات الأوكرانية في ميكولايف وأجبرت على العودة نحو خيرسون بسبب هجوم مضاد أوكراني في مارس، فيما قال محللون إن روسيا واصلت تعزيز جزيرة الأفعى في البحر الأسود بالدفاعات الجوية من أجل حماية سفنها البحرية التي تحاصر الساحل الأوكراني وتعيق استئناف التجارة.

خرائب

الأسلحة الغربية في المعركة

ووفق تقرير سي إن إن، أرسلت الولايات المتحدة نظام الصواريخ إم إل 142 هيمارس، الذي يبلغ مداه 70 كيلومترا في الأسلحة المقدمة لأوكرانيا، لكن التدريب عليه يتطلب عدة أسابيع، وهو ما يبدو فترة طويلة بالنظر إلى الضغط الحالي على القوات الأوكرانية. ويزداد هذا الضغط لأن العديد من الوحدات المنتشرة في المنطقة هي من بين أكثر الوحدات خبرة في أوكرانيا.

وخسر الجيش الأوكراني بالفعل الكثير من الأسلحة التي وصلت إلى الجبهة، وزعمت وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي أن الضربات الروسية قضت بالفعل على بعض مدافع الهاوتزر إم 777 التي زودتها بها الولايات المتحدة، كما تعلم الجيش الروسي من العديد من الأخطاء التي ارتكبتها قواته ونشر دفاعاته إس – 300، لتوفير تغيطة واسعة النطاق.

الجيش الروسي يعيّن قادة جدد

بحسب تقرير سي إن إن، أعاد الجيش الروسي تنظيم التسلسل الهرمي لقواته، وعيّن قادة جدد للقوات الجنوبية والوسطى تحت القيادة الشاملة لنائب وزير الدفاع جينادي جيدكو، وقال معهد دراسة الحرب إن “القيادة العليا الروسية تعيد تشكيل القيادة العسكرية وإعادة هيكلتها من أجل تنظيم العمليات بشكل أفضل في أوكرانيا”.

وأشار روب لي، المحلل العسكري في كلية كينجز لندن، إلى أن جيدكو كان يجلس بجوار سيرجي شويجو في الاجتماعات خلال زيارته، وأوضح لي إلى أن روسيا على ما يبدو “لم يكن لديها قائد عام في المرحلة الأولية من الحرب، منتهكة بذلك مبدأ وحدة القيادة”.

سيرجي شويجو

سيرجي شويجو

هل تتقدم القوات الروسية؟

قال تيم ليستر في تقريره في سي إن إن، إن تشديد الدفاعات الأوكرانية في دونيتسك قد يشجع القوات الروسية على مزيد من التوسع في أهدافها الحربية بما يتجاوز العملية العسكرية الخاصة، ويغريها بالتقدم حتى نهر دنيبر، الذي يقسم أوكرانيا إلى قسمين، وهذا هو السيناريو الأوسوأ لأوكرانيا، لكنه يظل احتمال بعيد المنال.

بحسبي التقرير، لا تزال القوات الأوكرانية تدافع عن حوالي 12000 كيلومتر مربع من دونيتسك وحدها، لكن على الرغم من الانتكاسات الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، لا يزال هناك الكثير من الأدلة على أن الدفاعات الروسية تعاني أيضًا من معدل استنزاف مرتفع، ويعتقد المسؤولون الغربيون أن بعض المجموعات التكتيكية في الكتائب قد أعيد تشكيلها.

ربما يعجبك أيضا