مؤسس «إيجيبتون» يروي لـ«رؤية» كواليس أشهر قناة رسوم متحركة مصرية

رنا الجميعي

مؤسس قناة "إيجيبتون" يتحدث عن مشواره في مجال الرسوم المتحركة، ورأيه في دعم شركة ديزني للمثلية.


على مدار 9 سنوات نجح أشرف حمدي، مؤسس قناة “إيجيبتون” في ترسيخ مفهوم مختلف للرسوم المتحركة، والتي تعتبر أول قناة كارتون مصرية على موقع اليوتيوب.

مؤخرًا أحدث إعلان ديزني دعم المثلية الجنسية جدلًا كبيرًا، وتصدى محبو مجال الرسوم المتحركة عبر دعوات لصناعة أفلام كارتون عربية، “شبكة رؤية الإخبارية” حاورت أشرف حمدي حول كواليس قناة إيجيبتون، ومشواره في مجال الرسوم المتحركة، ورؤيته لمستقبل الرسوم المتحركة في مصر.

ما الذي تمثله قناة إيجيبتون في مشوار أشرف حمدي؟ 

يقول أشرف حمدي: “جاءت قناة إيجيبتون كخطوة دفاعية، قبلها كنت أعمل مدير المكتب الإقليمي في إحدى الشركات العربية المختصة بالرسوم المتحركة، واستقلت أنا والفريق المصري كله بسبب غضبي من طريقة الإدارة، وصممت حينها على تأسيس قناة رسوم متحركة مصرية، من هنا جاء المزج بين كلمة إيجيبت أي مصر بالإنجليزية، وكلمة كارتون، فأصبحت إيجيبتون”.

ويضيف: “ظهرت القناة عام 2013، وأعتبرها مشروعي الأهم في مشواري بمجال الرسوم المتحركة، أتذكر أنها حققت انتشارًا منذ الفيديو الأول، وعرض حينها على قنوات فضائية عديدة لتنفيذ الفكرة عبر شاشاتهم”.

كيف استفدت من عملك كرسام كاريكاتير؟

استفاد حمدي من تراكم خبراته السابقة، ففي بداياته عمل رسام كاريكاتير في مجلات عديدة، بعدها دخل مجال التحريك، ويقول عن ذلك: “كنت رسام ستوري بورد في البداية، ثم أصبحت رئيسًا للقسم، وبعدها تعلمت المونتاج”.

وتابع: “كل ذلك أفادني مع إنشاء قناة إيجيبتون التي أعكف فيها على صناعة جميع مراحل الفيديو، بدءًا من كتابة الفكرة والسكريبت والتركيب والمونتاج وعمل صوت للشخصيات، باستثناء تحريك الشخصيات التي تحتاج لجهد كبير، ينفذه أميرة مصطفى ومصطفى عشري فريق العمل بالقناة”.

من أين يستلهم أفكار إيجيبتون؟

تعرض إيجيبتون رؤية ساخرة للحياة اليومية في مصر، منها مواقف دالة جدًا على المجتمع المصري، وتعبر تلك الأفكار التي يستلمها حمدي من الواقع عن نظرة ثاقبة لأحوال المصريين، وصناعة الفكرة.

ويوضح حمدي: “قبل أزمة فيروس كورونا اعتدت على مراقبة الشارع المصري أثناء جلوسي في المقهى الشعبي، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر مقهى كبير، ويشغل الناس عديد القضايا المعروفة باسم تريند، لكن بعد انتشار فيروس كورونا اقتصرت متابعتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط”.

لماذا يرفض دعم ديزني للمثلية؟

عن رأيه حول دعم ديزني للمثلية، يقول: “أرفض ذلك تمامًا، لأن ديزني توجه أفلامها للأطفال أو العائلة، وليس ذلك هو السن الذي يمكن مناقشته في قضية المثلية من قريب أو بعيد، حتى الهوية الجنسية للشخص لا تحدد إلا بعد البلوغ، بالتالي فإن ظهور المثلية يجب أن يكون في أعمال الكبار”.

ويعتقد حمدي أن رفض دعم ديزني للمثلية ليس مقتصرًا على العالم العربي، مضيفًا: “تنتشر في أمريكا بعض الأصوات الرافضة أيضًا، لذلك أرى أن مقاطعة ديزني هي الحل، بالإضافة إلى صناعة بديل عربي”، ويرحب رسام الكاريكاتير بكامل المبادرات التي صدرت من فنانين وكتاب أدب طفل لصناعة مبادرات في مواجهة ديزني.

كيف يرى مجال الرسوم المتحركة في مصر؟

ينتقد مؤسس قناة إيجيبتون مجال الرسوم المتحركة في مصر، قائلًا: “مؤخرًا ظهرت مسلسلات كارتون للأطفال، لكن لاحظت أنه على مدار سنوات قل عدد العاملين بالمجال، فتكلفة إنتاج مسلسلات كارتون ضخمة جدًا، ومع ذلك يستعين صناع الأعمال بنجوم كبار يحصلون على أجور كبيرة، مما يؤثر على ميزانية العمل، وما يتبقى لبقية فريق العمل الضخم أجور ضعيفة”.

هل الكارتون للأطفال فقط؟

يوجد اعتقاد شبه راسخ في مصر أن الكارتون للأطفال فقط، ويفسر رسام الكاريكاتير ذلك بقوله: “تربينا على هذا المفهوم، نشأنا على كارتون بكار وسندباد وعلاء الدين، كلهم موجهين للأطفال، لكن الرسوم المتحركة حقل عمل أكبر من ذلك، ولا تقتصر على الصغار فقط، وكنت حريص أن تكون إيجيبتون موجهة لفئتي الشباب والكبار”.

في جميع أعماله الكرتونية توجه حمدي إلى فئتي الشباب والكبار، متجنبًا تمامًا العمل للأطفال، ويفسر ذلك: “أتحسس كثيرًا من المسؤولية تجاه الأطفال، لأن الأفلام الموجهة للطفل يلزمها إشراف تربوي، أنا أب لولدين، لذا أعلم تمامًا أن الأمر صعب، بالتالي لا أريد تحمل عبء مسؤولية مئات الآلاف من الأطفال”.

تجربة سابقة تحمل اسم “كلايتون”

يمتلك حمدي تجربة واحدة خاصة بالأطفال، لكنها لم تكتمل، ويقول عنها: “عانيت مع تأسيس قناة للأطفال تسمى كلايتون، لتعليم الصلصال للأطفال، صنعت عددًا من الفيديوهات، غير أن مسألة الربح ضئيلة للغاية، لأن موقع يوتيوب لا يعطي عائدًا كبيرًا للمحتوى الخاص بالأطفال، لأنه قلل الإعلانات الخاصة بها”.

ويكمل: “خلفيتي العمل في الصحافة، لذا كملت العمل وصنعت فيديوهات للكبار، وأخشى إذا شاهد أحد الأطفال محتوى إيجيبتون، حدث ذلك بالفعل ذات مرة، أخبرني أحد الآباء أن طفله يشاهد فيديوهات إيجيبتون، حذرته من ذلك، لأنها بالأساس تتناول موضوعات بعيدة تمامًا عن اهتمامات الأطفال”.

تاريخ مصر في مجال الرسوم المتحركة

يعتقد رسام الكاريكاتير أن مصر تمتلك تاريخًا طويلًا في مجال الرسوم المتحركة، مردفًا: “لدينا اهتمام بالرسم والسخرية منذ زمن طويل، الفراعنة رسموا على جدران معابدهم لوحات ساخرة، منها لوحة تعبر عن ذئب يقوم برعاية الغنم، تلك اللوحة دالة على المثل الشعبي الشهير حاميها حراميها، ومصر أيضًا كانت أول دولة عربية تصنع فيلم رسوم متحركة صامت”.

وفي رأي حمدي الاهتمام الأكبر في بقية الدول العربية على الألعاب، موضحًا أنه توجد بعض التجارب الفردية في مجال الألعاب، تعطي الأمل في تطور مجال الرسوم المتحركة المخصصة لصناعة الألعاب، وبالفعل أرغب في دخول مجال الألعاب.

كيف تنافس إيجيبتون في ظل تطور اليوتيوب؟

في ظل التطور في عالم اليوتيوب تصارع إيجيبتون في حربها للبقاء، يقول حمدي: “اخترت عالم الإنترنت لأنه مكان حر نسبيًا، لا تقيده سوى معايير مجتمعية، أما الشركات فلها معايير وقيود كثيرة، وتوجد عدة صعوبات في المنافسة عبر اليوتيوب كذلك، وأراها منافسة غير عادلة، لأن تقييم الموقع يكون عبر عدد المشاهدات، وليس الجودة أو التكلفة”.

ويكمل: “حظيت إيجيبتون بـ655 مليون مشاهدة من 2013 إلى 2022، وهو رقم قليل نسبيًا مقارنة مع القنوات الأخرى، لكن لا أرى حل سوى الصبر والاستمرارية، لأن هدفي ليس الربح فقط، ولكن لحبي لمجال الرسوم المتحركة، وما يزيد إصراري على الاستمرار هو عدم وجود قنوات أخرى منافسة سوى قناة سعودية للفنان مالك نجر، نحن نلعب في منطقة صعبة”.

ويذكر حمدي أنه حاول التواصل قبل ذلك مع شبكة نتفليكس، من خلال مسؤول الأعمال الحصرية في الشرق الأوسط، لكنهم غير مهتمين بعمل رسوم متحركة عربية في الوقت الحالي، أحبطني ذلك قليلًا، لكن عمومًا أحب العمل عبر اليوتيوب بسبب الحرية المتاحة للقناة.

ربما يعجبك أيضا