السلطات تحقق.. هل تتجسس «هواوي» على قواعد الصواريخ النووية الأمريكية؟

آية سيد
هواوي

تقلق السلطات الأمريكية من إمكانية حصول هواوي على معلومات حساسة حول التدريبات العسكرية وجاهزية القواعد والقوات الأمريكية عبر معداتها.


فتحت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تحقيقًا مع شركة معدات الاتصالات الصينية “هواوي”، بسبب مخاوف متعلقة بالتجسس.

ونقلت وكالة رويترز الإخبارية، في 21 يوليو 2022، عن مصدرين مطلعين، وجود مخاوف أمريكية من أن أبراج الاتصالات الأمريكية المزودة بمعدات هواوي قد تلتقط معلومات حساسة من القواعد العسكرية وصوامع الصواريخ، التي قد تنقلها الشركة في ما بعد إلى الصين.

لماذا بدأ التحقيق مع هواوي؟

ذكر أحد المصدرين، الذي تحدث بشرط إخفاء هويته بسبب سرية التحقيقات وعلاقتها بالأمن القومي، أن السلطات قلقة من إمكانية حصول هواوي على معلومات حساسة حول التدريبات العسكرية وجاهزية القواعد والقوات الأمريكية عبر معداتها. وأفاد المصدران أن وزارة التجارة الأمريكية فتحت التحقيق بعد فترة وجيزة من تولي بايدن المنصب مطلع العام الماضي.

واستدعت الوزارة ممثلي هواوي في إبريل 2021 لمعرفة سياسة الشركة تجاه مشاركة البيانات التي قد تلتقطها معداتها من الهواتف الخلوية، بما فيها الرسائل والبيانات الجغرافية، مع أطراف أجنبية، بحسب وثيقة من 10 صفحات اطلعت عليها رويترز. وتعقيبًا على هذا، قالت وزارة التجارة الأمريكية إنها لا تستطيع “تأكيد التحقيقات الحالية أو نفيها”.

تصعيد التجسس الصيني على أمريكا

في سياق متصل، أفاد تقرير لشبكة سي إن إن الأمريكية، أمس السبت 23 يوليو 2022، أن العقد الأخير شهد تصعيدًا للتجسس الصيني على أمريكا. وقد كشف “إف بي آي” عن معدات هواوي الصينية، تعتلي أبراج الاتصالات قرب القواعد العسكرية الأمريكية في المناطق الريفية بالغرب الأوسط. وقد أفاد الـ”إف بي آي” أن المعدات تلتقط اتصالات وزارة الدفاع الخاضعة لقيود مشددة وتعطيلها.

وبالإضافة إلى ما سبق، تستطيع تلك المعدات التقاط اتصالات القيادة الاستراتيجية الأمريكية التي تشرف على الأسلحة النووية للبلاد. وأفاد “سي إن إن” أيضًا أن معدات هواوي تمتلك القدرة على اعتراض الموجات الخاضعة لقيود مشددة وتعطيل اتصالات القيادة الاستراتيجية الأمريكية. وقال مسؤول سابق في الـ”إف بي آي” إن “هذا سيؤثر في قدرتنا على قيادة الثالوث النووي والتحكم به”.

كيف ردت هواوي؟

في بيان من الشركة لسي إن إن، قالت هواوي: “إن جميع منتجاتنا الموردة إلى الولايات المتحدة خضعت لاختبار هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية وحصلت على موافقتها قبل نشرها هناك. إن معداتنا تعمل فقط في النطاق الذي خصصته هيئة الاتصالات الفيدرالية للاستخدام التجاري. هذا يعني أنها لا تستطيع الوصول إلى النطاق المخصص لوزارة الدفاع”.

ومن جانبها، لم ترد السفارة الصينية في واشنطن على الاتهامات المحددة. وقالت، في بيان لرويترز: “الحكومة الأمريكية تسيء استخدام مفهوم الأمن القومي وسلطة الدولة لتبذل كل ما في وسعها لقمع هواوي وشركات الاتصالات الصينية الأخرى دون تقديم أي دليل دامغ على أنها تشكل تهديدًا أمنيًّا للولايات المتحدة والدول الأخرى”.

رد الفعل الصيني

في المقابل وصف مراقبو الصناعة الصينيون تحقيق أمريكا مع “هواوي” بأنه “بداية حملة جديدة للقمع والتشهير، لا أساس لها من الصحة، فأمريكا تمارس حيل قديمة لكبح تطور الصين”، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة جلوبال تايمز الصينية، في 22 يوليو 2022. وقال المدير العام لتحالف استهلاك المعلومات الصيني، شيانج ليجانج: “على أمريكا تقديم الدليل لإثبات مخاوفها، وكيف يمكن نقل البيانات إلى الصين”.

وقال أحد اللاعبين في صناعة الاتصالات، رفض ذكر اسمه: “إن نشر هذه المعدات قرب موقع عسكري يجب أن يكون قد مر بفحص صارم. ويبدو أن الأمن القومي حجة سهلة لأمريكا لتبدأ جولة جديدة من التحقيقات مع الشركة”. وقال شيانج إن “تشويه سمعة الشركات الصينية، مثل هواوي، هو الهدف الحقيقي وراء التحقيق، ومن المتوقع أن يأتي بنتيجة عكسية”.

ربما يعجبك أيضا