رغم التعهدات.. تآكل غابات الأمازون مستمر

فاروق محمد
التغيرات المناخية

قطع الأشجار وحرائق الغابات في منطقة الأمازون بالبرازيل يسجلان معدلات قياسية رغم التحذيرات من تأجيج ذلك لتأثيرات التغير المناخي الذي يضرب العالم.


تعهدت البرازيل بوقف إزالة الغابات بحلول 2030، لكن قبل 8 أعوام من هذا الموعد تظل معدلات الحرائق والإزالة في نمو مقلق.

وتصاعد قطع أشجار الغابات في منطقة الأمازون بالبرازيل ليسجل معدلًا قياسيًّا في يوليو الماضي، بحسب وكالة الفضاء الوطنية في البرازيل، كذلك ارتفع عدد الحرائق في الغابات لأعلى مستوى في 15 عامًا، لتقترب من 13 ألف حريق منذ بداية 2022.

أرقام قياسية لتدمير غابات الأمازون

أرقام قياسية لتدمير غابات الأمازون

المعدلات القياسية تسبق الموسم السنوي

تشير المعدلات التي ظهرت في العام الحالي، التي تخطت أعلى المعدلات المسجلة خلال 15 عامًا، إلى نتائج مخيبة للآمال مع نهاية مرحلة الذروة السنوية للحرائق التي عادة ما تكون في أغسطس وسبتمبر، عندما يصل موسم الجفاف إلى ذروته.

وتبدأ الحرائق بسبب الفلاحين الذين يقطعون الغابات ويحرقون الأشجار، ما يتطور في الغالب إلى حريق كبير، ومن الواضح أن من يقطع الأشجار يأمل في الحصول على أخشابها الثمينة، ثم يشعل النار في المنطقة التي قطع الأشجار منها تمهيدًا لزراعتها بالمحاصيل التقليدية.

ويحدث ذلك رغم محاولات الرئيس البرازيلي، جاير بولسونارو، فرض حظر طوال هذه الفترة من كل عام على إشعال النار دون تصريح مسبق في منطقة غابات الأمازون.

أكبر غابة مطيرة في العالم تواجه خطر داهم

تحتوى الأمازون، وهي أكبر غابة مطيرة في العالم، على كميات كبيرة من الكربون، وتعتبر حصنًا من الاحتباس الحراري بفضل الكميات الهائلة التي تمتصها من ثاني أكسيد الكربون، لكن حرق الغابات المطيرة يمثل 9% تقريبًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يسببها الإنسان، وفقًا لشبكة “رويترز”.

وبحسب بيانات حكومية، نقلها موقع صحيفة “الخليج”، بدأت إزالة الأشجار تزحف إلى عمق الغابة، وسجلت ولاية أمازوناس الواقعة في قلب الغابات المطيرة دمارًا أكبر من أي ولاية أخرى للمرة الأوى، في الأشهر الست الأولى من العام الحالي.

تقاعس حكومي في مواجهة الأزمة

ذكرت وكالة أبحاث الفضاء البرازيلية أنه من يناير إلى يونيو الماضيين، أزيل 3 آلاف و988 كيلومترًا مربعة في منطقة غابات الأمازون، ويمثل ذلك زيادة 10.6% عن نفس الأشهر من العام الماضي، وهو أعلى مستوى خلال تلك الفترة، منذ أن بدأت الوكالة تجميع السلسلة الحالية من بيانات إزالة الغابات منتصف عام 2015، وارتفع الدمار 5.5% في يونيو الماضي، إلى 1120 كيلومترًا مربعة، وهو أيضًا رقم قياسي.

وظهر واضحًا من الانتقادات الدولية للحكومة البرازيلية عدم اهتمام الأخيرة بكارثة تهدد المناخ العالمي، خصوصًا بعد أن شكك الرئيس جايير بولسونارو في المخاوف البيئية، وصرح بأن موارد “الأمازون” تخص بلاده فقط وينبغي تنميتها اقتصاديًا بالطريقة التي تراها.

ردود فعل غاضبة دوليًّا

تصريحات بولسونارو دفعت عددًا من مناهضي تغيّر المناخ إلى الهجوم على السفارة البرازيلية في العاصمة البريطانية لندن، عام 2019، وقذفها بالطلاء الأحمر، تعبيرًا عن غضبهم من الضرر الذي يلحق بغابات الأمازون المطيرة، وما وصفوه بالعنف ضد قبائل السكان الأصليين التي تعيش فيها.

وأجبرت هذه الضغوط الرئيس البرازيلي على نشر الجيش أحيانًا لوقف قطع الأشجار، ولكن لم تؤد أي من هذه السياسات إلى الحد من قطع الأشجار أو حرائق الغابات إلى الآن كما يظهر في البيانات الرسمية.

ربما يعجبك أيضا