اتهامات بالإرهاب لرئيس وزراء باكستان السابق.. هل يدخل السجن؟

رنا أسامة
عمران خان

منذ إطاحة رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، في تصويت بحجب الثقة، في 10 إبريل الماضي، تصاعدت التوترات بينه وبين حكومة شهباز شريف.


تحقق السلطات الباكستانية في احتمالية انتهاك رئيس الوزراء السابق، عمران خان، لقوانين مكافحة الإرهاب، ما ينذر بتوترات بين خان الذي يحظى بدعم شعبي كبير، وبين الحكومة الائتلافية.

وطبقًا لوثائق قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إنها اطلعت عليها، فتحت الشرطة الباكستانية التحقيق بعد أن هدد خان قائد شرطة إسلام آباد، والقاضية المسؤولة عن احتجاز مساعده المقرب، رئيس الأركان السابق، شهباز جيل، الذي يواجه تهمًا بالتحريض على الفتنة داخل الجيش الباكستاني.

تهديد خان للشرطة والقضاء الباكستانيين

في خطاب عام، يوم السبت الماضي 20 أغسطس 2022، اتهم خان الشرطة والقضاء الباكستانيين بإساءة معاملة مساعده المقرب المحتجز منذ وقت سابق في الشهر الجاري. لكن الشرطة الباكستانية نفت تعرض جيل لتعذيب في أثناء احتجازه.

وقال خان الذي خسر السلطة في تصويت برلماني بحجب الثقة إبريل الماضي: “يجب أن تكونا مستعدين لأننا سنتخذ إجراءات ضدكما”، في خطاب مباشر لقائد شرطة إسلام آباد والقاضية.

عمران خان يهدد بالتحرك ضد الشرطة والقضاء الباكستانيين

مزاعم تافهة.. ومعركة قانونية

بدورها، ردت شرطة إسلام آباد على تهديدات خان، بتغريدة عبر “تويتر” تضمنت مقطع فيديو لخطابه، قائلة إن أي شخص يوجه تهديدات أو اتهامات سيجري التعامل معه وفقًا للقانون. ولم تلق السلطات الباكستانية القبض على خان الذي لا يزال ملتزمًا الصمت إزاء التحقيق معه، في حين أن حزب “تحريك الإنصاف” الباكستاني، الذي يتزعمه، قال إن التحقيق استند إلى “مزاعم تافهة ليس لها سند قانوني”.

وقال المنسق الإعلامي في حزب خان، رؤوف حسن، لـ”سي إن إن”، إن الفريق القانوني لرئيس الوزراء الباكستاني السابق قدم، اليوم الاثنين، طلب للإفراج عنه بكفالة قبل الاعتقال في المحكمة العليا بإسلام آباد، واصفًا الأمر بأنه معركة قانونية.

اتهامات منحازة وخط أحمر

وصف القيادي البارز في حزب خان، افتخار دوران، اتهامات الإرهاب الموجهة إلى لاعب الكريكيت السابق الذي أضحى سياسيًّا فيما بعد، بأنها منحازة تمامًا، مشيرًا إلى أن الحزب سيطعن في المحكمة على تلك الاتهامت، حسب ما أوردت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.

وتجمع مئات من أنصار خان خارج منزله مساء السبت الماضي، متعهدين بالاستيلاء على العاصمة، إسلام آباد، إذا اعتقلته السلطات. وقال وزير الخارجية الباكستاني السابق، شاه محمود قريشي: “عمران خان هو خطنا الأحمر. كل طفل وبالغ باكستاني سيستجيب لندائه، وسيتحمل رئيس الوزراء شهباز شريف عواقب ذلك”، وفق “سي إن إن”.

جانب من اعتصام أنصار خان

حظر بث خطب خان

مع تصاعد التوترات، أصدرت هيئة التنظيم الإلكتروني الباكستانية “بيرا”، أمرًا يوم السبت بحظر بث خطب خان على الهواء مباشرة، بدعوى أنها تدعو للكراهية.

وجاء في بيان صادر عن هيئة تنظيم الدولة، إن خان كان يوجه مزاعم لا أساس لها وينشر خطاب الكراهية بتصريحاته الاستفزازية ضد مؤسسات الدولة، ومن المرجح أن تزعزع السلم والهدوء العامين.

حجب يوتيوب

بينما تعهد حزب خان، بعد فترة وجيزة من الحظر، بالبث المباشر على أكثر من 500 قناة على “فيسبوك” و”يوتيوب”، أبلغ نشطاء باكستانيون بمشكلات في الوصول إلى يوتيوب أمس الأحد، في وقت كان يستعد فيه لإلقاء كلمة أمام تجمع في روالبندي.

وفي تغريدة عبر تويتر، اليوم الاثنين، اتهم خان الحكومة الباكستانية بحجب يوتيوب مؤقتًا، قائلًا إن هذا ليس انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير فقط، لكنه يؤثر سلبًا أيضًا في صناعة الإعلام الرقمي وسبل عيش كثيرين.

توترات متصاعدة

حسب “سي إن إن”، تصاعدت التوترات بين خان وحكومة شريف منذ إطاحة رئيس الوزراء الباكستاني السابق في تصويت بحجب الثقة، في 10 أبريل الماضي.

وزعم خان وجود مؤامرة تحيكها الولايات المتحدة ضده، متهمًا خلفه والجيش الباكستاني بالعمل مع واشنطن لإطاحة حكومته، الأمر الذي نفته واشنطن والجيش الباكستاني. لكن مزاعم خان صدمت وترًا حساسًا لدى الشباب في بلد تنتشر فيه مشاعر معادية لأمريكا.

عمران خان وشهباز شريف

سجن خان.. مصير محتمل

بموجب النظام القانوني الباكستاني، تقدم الشرطة ما يعرف بتقرير المعلومات الأول عن التهم الموجهة إلى المتهم إلى قاضي الصلح، الذي يسمح بالتحقيق في المضي قدمًا. وتلقي الشرطة عادة بعد ذلك القبض على المتهم لاستجوابه.

وفي حين أن خان قد يواجه أعوامًا في السجن بسبب التهم بتهديد ضباط الشرطة والقاضية، لم تعتقله السلطات بتهم أخرى أقل خطورة اتهمته بها في حملته الأخيرة ضد الحكومة، حسب شبكة “إن بي آر” الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا