عبر لانشات غير مأهولة.. أمريكا تسعى لتقويض نفوذ إيران في مياه الخليج

رنا أسامة

بحلول الصيف المقبل، تتوقع البحرية الأمريكية أن يكون لديها 100 طائرة استطلاع صغيرة بدون طيار، تساهم بها دول مختلفة، تعمل من قناة السويس في مصر وصولًا إلى المياه قبالة السواحل الإيرانية، لتغذي بالمعلومات مركز القيادة الأمريكية في البحرين.


كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، أن البحرية الأمريكية تشترك مع إسرائيل والسعودية ودول أخرى بالشرق الأوسط، في بناء شبكة لانشات غير مأهولة.

وأتي هذا التعاون سعيًا لتقويض قدرات إيران العسكرية في المنطقة. وذلك في إطار برنامج تأمل وزارة الدفاع الأمريكية، (البنتاجون)، في أن يكون نموذجًا للعمليات كافة بجميع أنحاء العالم، حسب الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، 31 أغسطس الماضي 2022.

محاولة إيرانية للاستيلاء على «درون» أمريكية

قال مسؤولون أمريكيون إن سفينة تابعة للحرس الثوري الإيراني حاولت الاستيلاء على لانش غير مأهول تابع للبحرية الأمريكية في مياه الخليج، مزود بكاميرات ورادار وأجهزة استشعار، لكنها سمحت له بالمغادرة لاحقًا يوم 30 أغسطس، عندما اقتربت منها سفينة حربية ومروحية تابعتان للبحرية الأمريكية.

ولسرية المعلومات، رفض الضباط الأمريكيون الإفصاح عن عدد اللانشات غير المأهولة التي نشرتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، أو الإدلاء بتفاصيل حول مكان وكيفية استخدامها، مكتفين بالقول إن السفن والمسيرات البحرية ستمنحهم مراقبة بحرية أفضل لمياه المنطقة، وفق الصحيفة.

سيلدرونثورة تكنولوجية

بحلول الصيف المقبل، تتوقع البحرية الأمريكية أن يكون لديها 100 لانش غير مأهول، تسهم بها دول مختلفة، تعمل من قناة السويس في مصر وصولًا إلى المياه قبالة السواحل الإيرانية، لتغذي بالمعلومات مركز القيادة الأمريكية في البحرين، حيث مقر الأسطول الخامس الأمريكي.

وفي هذا السياق، قال قائد الفرقة البحرية الأمريكية المعنية ببناء أسطول اللانشات غير المأهولة بالشرق الأوسط، الكابتن مايكل براسور: “أظن أننا على أعتاب ثورة تكنولوجية تستفيد منها الجيوش العسكرية والدول بصفة عامة” في عالم المسيرات البحرية.

مبادرة المسيرات

حسب الصحيفة، فإن ما يعرف بمبادرة المسيرات، التي دخلت شهرها السادس، جزء من علاقة تعاونية مزدهرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودول عربية أخرى انضمت إليهما في إطار تحقيق تعاون إقليمي عسكري، وتعكس جهودًا أمريكية لإنشاء شبكة دفاع إقليمية.

وفي إطار برنامج تلك المبادرة، يراقب أفراد تابعون للبحرية الأمريكية، من مركز العمليات الروبوتية بالمنامة، تقدم المسيرات البحرية، حيث تعرض شاشات فيديو تنبيهات بالأحمر عندما يحدد اللانش غير المأهول أهدافًا مظلمة أو تهديدات محتملة.

الجيش الإيراني في يوليو

بيانات مفصلة

بإمكان المسيرات، التي تصل قدرة بعضها على أن تطفو فوق البحر لمدة 6 أشهر، إرسال صور مفصلة وبيانات أخرى، ليراجعها محللون في محاولة لتحديد ما تظهره. وفي هذا السياق، قال قائد القوات البحرية التابعة للقيادة الوسطى الأمريكية نائب الأدميرال براد كوبر، “إن أسطول المسيرات البحرية أثبت قيمته بكشفه عن أنشطة لم تكن معروفة من قبل”.

وأضاف الأدميرال براد كوبر “من جملة ما كشفت عنه المسيرت البحرية، تحرك سفينة بحرية صينية عبر المنطقة، بالإضافة إلى عمليات نقل مشبوهة من سفينة إلى أخرى تثير الريبة، فضلًا عن استخدام سفن أجهزة تتبع إلكترونية لإخفاء هوياتها، ما ينذر بأنها تثير القلق”.

قصف إيراني لشاحنة إسرائيلية

تسليح اللانشات غير المأهولة

بينما هذه المسيرات التي لا تزال قيد التجربة غير مسلحة، يتوقع محللو دفاع أن تتحرك البحرية الأمريكية نحو تزويد بعضها بأسلحة مستقبلًا، وهو أمر من المرجح أن يثير جدلًا حادًّا بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى مثل إيران.

وحسب الصحيفة، فقد أثار مشرعون أمريكيون مخاوف بشأن خطط بناء سفن غير مأهولة، في برنامج قد يكلف مليارات الدولارات. ولا يزال يتعين على الجيش الأمريكي تحديد كيفية استخدام مسيرات بحرية أصغر حجمًا، وحمايتها من أي هجوم، والتصرف بناءً على المعلومات التي تنقلها.

تحذيرات إيرانية وتهديدات مباشرة

تتزامن تلك العمليات مع تنامي القلق حول نفوذ إيران المتزايد بأحد أهم الطرق الاقتصادية في العالم، في وقت نشرت فيه طهران سفنًا وغواصات مجهزة بمسيرات، وخلال زيارة أجراها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مؤخرًا للمنطقة، قال قائد الجيش الإيراني، عبدالرحيم موسوي: “إذا ارتكب من سمّاهم الأعداء أي خطأ، سترد عليهم هذه المسيرات بقسوة”.

البحرية الأمريكية تتعاون مع دول شرق أوسطية لبناء شبكة طائرات بدون طيار

اتهمت أمريكا إيران، باستخدام لانشات غير مأهولة في استهداف ناقلة تجارية إسرائيلية قبالة السواحل الإيرانية العام الماضي، ما أسفر عن مقتل 2 من طاقمها، لكن طهران نفت تنفيذها الضربة. وفي يوليو الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، إن القوات الإيرانية تهدد التجارة الدولية وإمدادات الطاقة والاقتصاد العالمي.

مركبات غير مأهولة

أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أنشأت في وقت سابق من هذا العام، فرقة عمل عسكرية جديدة تركز على البحر الأحمر، في حين بات لدى إسرائيل، التي أسست علاقات دبلوماسية مع البحرين عام 2020، لأول مرة، مستشار عسكري يعمل من مقر الأسطول الخامس الأمريكي في المنامة.

وفي الوقت ذاته، تختبر البحرية الأمريكية مركبات غير مأهولة، منها مركبة تشبه قاربًا سريعًا، ويمكن أن تصل سرعتها إلى 144 كيلومترًا في الساعة، وتعمل مع طائرات بدون طيار أيضًا من طراز بريداتور وسيلدرون، التي يمكنها البقاء في البحر لمدة 6 أشهر.

طائرة بدون طيار

الاختبار الحقيقي

وفق ما نقلته وول ستريت جورنال عن أشخاص قالت إنهم مطلعون على العمليات، قصفت إسرائيل العام الماضي سفينة شحن إيرانية يشتبه في إجرائها عملية تجسس بالبحر الأحمر، وبذلك يتمثل الاختبار الحقيقي للانشات غير المأهولة، وفق الصحيفة، فيما إذا كانت توفر معلومات استخباراتية تؤدي إلى اتخاذ إجراء معين، مثل مصادرة بضائع مهربة أو ما شابه.

وقالت مديرة برنامج الدفاع في مركز الأمن الأمريكي الجديد، ستايسي بيتيجون، لوول ستريت جورنال، إن المراقبة وحدها قد تحد من سلوك إيران في المنطقة، لكنها إذا أدركت أن الأمر سيتوقف عند حد المشاهدة، فقد لا يكون ذلك رادعًا كبيرًا لها.

ربما يعجبك أيضا