معركة خاركيف.. كيف تستعيد أوكرانيا مدنها المحتلة؟

أحمد ليثي

القوات الأوكرانية طردت الجيش الروسي في عدد من المدن التي سيطر عليها في الأيام الأولى للحرب، وبدت قوات كييف تواصل تقدمها السريع.


أرسلت روسيا أرتالًا من التعزيزات العسكرية إلى منطقة خاركيف الأوكرانية، بعد أن حقق هجوم أوكراني مضاد مكاسب مناطقية كبيرة هذا الأسبوع.

وذكرت جريدة “الجارديان” البريطانية في تقرير لها، يوم الجمعة 9 سبتمبر 2022، أن القوات الأوكرانية طردت الجيش الروسي في عدد من المدن التي سيطر عليها في الأيام الأولى للحرب، وبدت قوات كييف تواصل تقدمها السريع.

هزيمة القوات الروسية

اعترف رئيس الإدارة العسكرية الروسية في منطقة خاركيف، فيتالي جانتشيف، أن قوات موسكو كانت في موقف ضعيف، وأشار للتلفزيون الحكومي إلى أن الدفاعات اخترقت ما سبب انتصارًا كبيرًا للقوات الأوكرانية، مضيفًا أن تقدم الأوكران كان حادًا وسريعًا للغاية.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في خطاب عبر الفيديو بثه في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، إن القوات حررت أكثر من 30 منطقة في خاركيف، التي تعدّ ثاني أكبر مدينة في البلاد، وتبعد 50 كيلومترًا فقط عن الحدود مع روسيا.

انتكاسة أخرى

قال محللون لـ”الجارديان” إن هزيمة القوات الروسية في خاركيف انتكاسة أخرى لأهداف بوتين الحربية، خصوصًا أن القوات الروسية لم تحاول الصمود في وجه الجيش الأوكراني، بل ومنعها من تطويق خاركيف، أو الاستيلاء عليها، ثم طردها من جميع أنحاء المدينة، على حد وصفهم.

وأشار معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة في أحدث تقييم له للصراع، إلى أن الروس يتراجعون ويهدفون إلى استبدال قواتهم بقوات بالوكالة أو مرتزقة، في حين تشير تقارير واردة من مسؤولين غربيين إلى أن موسكو تركز على إجراء انسحاب منظم، وإعطاء الأولوية لإعادة الجنود الروس إلى ديارهم.

أمريكا ترسل العشرات من الدبابات

أشار موقع “ديفنس بلوج” الأمريكي، في تقريره بتاريخ 24 يوليو 2022، إلى أن الجيش الأمريكي أفاد بأن العشرات من دبابات القتال الرئيسية “إم1 أبرامز” بدأت في الوصول إلى ميناء أنتويرب البلجيكي، وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا، وتضم معدات القتال ما يقرب من 4 آلاف و200 جندي و ألفين و700 عنصر من المعدات.

وفقًا لبيان صحفي صادر عن قيادة الدعم الميداني 21 الأمريكية، بدأت المدرعات والمركبات التكتيكية الخفيفة المشتركة والمعدات من فريق اللواء القتالي المدرع الثالث الوصول إلى ميناء أنتويرب في 21 يوليو، وبدأت انتشارها في أوروبا، ما يعكس التزام الجيش الأمريكي بأمن أوكرانيا.

خدعة أوكرانيا

بحسب تقرير الجارديان، أرسل المسؤولون الأوكرانيون خططًا عبر التليجراف تفيد بشن هجوم مضاد مخطط في منطقة خيرسون الجنوبية، ولكن هجومها تحول، هذا الأسبوع، إلى هجوم مضاد على مدينة خاركيف في الشمال الشرقي، ما أدى إلى مفاجأة الجميع، بما في ذلك الروس.

وردت موسكو، يوم الجمعة، بإطلاق صواريخ على وسط المدينة، وفقًا لمسؤولين محليين، قالوا إن ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم 3 أطفال، أصيبوا في هجوم ندد به رئيس الأركان الأوكراني باعتباره انتقامًا للنجاح في ساحة المعركة.

أوكرانيا تستعيد خاركيف

قال معهد دراسات الحرب إن القوات الأوكرانية قد تستعيد خاركيف خلال الأيام الثلاث المقبلة، وأشار إلى أن السيطرة على المدينة سيتسبب في قطع الاتصالات بين المناطق المحتلة ويعيق الجهود الروسية لدعم العمليات الهجومية، في حين قال زيلينسكي في خطابه يوم الخميس إن قواته استعادت أكثر من ألف كيلومتر مربع من المناطق المحتلة.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن قواته ستواصل استعادة السيطرة على الأراضي، منتظرًا العديد من النتائج الجيدة في الأشهر المقبلة، في حين قال مستشاره، ميخايلو بودولياك، إن الهجوم المضاد الناجح أظهر أن أوكرانيا لديها قدرة على استعادة أراضيها، مشيرًا إلى قدرة بلاده على استخدام الأسلحة التي زودتها بها الدول الغربية.

ترحيب أمريكي

ذكرت الجارديان أن كبار المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن ترحيبهم بالتقدم الأوكراني، وقال وزير الخارجية، أنتوني بلنكن، متحدثًا في مقر الناتو في بروكسل، يوم الجمعة، بعد يوم من إجراء زيارة مفاجئة إلى كييف: “نرى أوكرانيا تحقق تقدمًا حقيقيًّا يمكن إثباته”.

ومع ذلك، حذر بلنكن من الإفراط في التفاؤل، مشيرًا إلى احتمالية استمرار القتال لبعض الوقت، وقال: “يوجد عدد هائل من القوات الروسية في أوكرانيا، وللأسف، أظهر الرئيس بوتين أنه سيلقي بالكثير من جنوده في هذه الحرب، مضحيًا بهم، ليتكبد خسائر كبيرة”.

بوتين لا يتعلم

قال مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، إن  بوتين استهان بالتصميم الأوكراني وعزم المجتمع الدولي، وأشار إلى أن رهان بوتين الآن هو أنه سيكون أكثر صرامة من الأوكرانيين والأوروبيين والأمريكيين، موضحًا أن تقارير وكالته ترى أن بوتين مخطئ بشأن هذا الرهان كما أخطأ من قبل.

وأضاف: “لم نكتشف ضعف الجيش الروسي فحسب، ولكن سيكون ضررًا طويل الأمد للاقتصاد الروسي وللأجيال القادمة من الروس، وذلك ردًا على بوتين الذي ادعي أن روسيا لم تخسر شيئًا خلال الأشهر الستة من الحرب في أوكرانيا.”

ربما يعجبك أيضا