نتيجة مباشرة لتورط موسكو في أوكرانيا… وسط آسيا على فوهة برميل بارود

أحمد ليثي
الصراع بين أذربيجان وأرمينيا

تظهر الأبحاث التي أجراها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن إسرائيل شكلت 27% من واردات أذربيجان الرئيسة من الأسلحة في الفترة من 2011 إلى 2020، فيما وصت هذه النسبة في الفترة من 2016 إلى 2020 إلى 69%


منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، حرصت إسرائيل على عدم استخدام أسلحتها المنتجة محليًّا ضد القوات الروسية.

وذكر موقع بريكنج ديفنس الأمريكي المهتم بالسياسات وتكنولوجيا الدفاع، في تقريره يوم السبت 15 سبتمبر 2022، أن إسرائيل تريد الحفاظ على عملية الموازنة المستمرة مع موسكو فوق المجال الجوي في سوريا، لذلك هي حريصة على عدم استخدام أسلحتها ضد موسكو في أي مكان.

ماذا حدث؟

أثارت مقاطع فيديو لأسلحة إسرائيلية تضرب معدات روسية الصنع في الصراع الدائر حول ناجورنو كاراباخ، مخاوف في إسرائيل من رد روسيا، وقال مصدر من وزارة الدفاع الإسرائيلية إن من المحتمل أن يصدر عن موسكو رد فعل غاضب بعد رؤية معداتها الدفاعية مكشوفة.

وعلى الرغم من حرص إسرائيل على عدم الدخول في صراع مع موسكو، فإن القتال المتجدد بين أذربيجان وأرمينيا على منطقة ناجورنو كاراباخ يثير حيرتها، فأذربيجان عميل عسكري موثوق لإسرائيل، في حين أن الداعم العسكري الأساسي لأرمينيا هو موسكو.

نزاع طويل الأمد

بحسب تقرير شبكة رؤية الإخبارية، كانت منطقة ناجورنو كاراباخ، ذات العرق الأرميني، مسرحًا لحربين بين أذربيجان وأرمينيا في العقود الأخيرة، وسيطر الانفصاليون الأرمن على المنطقة لما يقرب من 30 عامًا، حتى استعادت أذربيجان السيطرة على معظم أراضيها، بعد حرب استمرت 6 أسابيع في عام 2020، واتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية.

ووجهت أرمينيا إلى أذربيجان اتهامًا عند تجدد الصراع الأسبوع الماضي، بقتل أحد جنودها في تبادل لإطلاق النار على الحدود، وفي المقابل وجهت أذربيجان اتهامًا إلى أرمينيا بإطلاق النار على قواتها في الأشهر الأخيرة.

إسرائيل حريصة على علاقتها مع موسكو

حرصت إسرائيل على إدارة علاقتها مع روسيا بسبب حاجتها إلى القدرة على ضرب القوات المدعومة من إيران داخل سوريا بأمان، ما يعني وجود تفاهم ضمني بين إسرائيل وروسيا بأن القوات الروسية لن تطلق النار على الطائرات الإسرائيلية والعكس صحيح، على الرغم من أن موسكو وجهت تهديدات لإسرائيل بعدم التدخل في أوكرانيا.

من جهتها، رفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق على أي قضية تتعلق بتجدد الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، والذي أودى بحياة 155 جنديًّا من الجانبين، ما أثار مخاوف من احتمال اشتداد حدة القتال، الذي يمثل أكبر قتال بين الجانبين منذ عام 2020.

أنظمة الصواريخ

تتضمن الجولة الحالية من القتال اشتباكات بين أنظمة صواريخ روسية الصنع يستخدمها الأرمن وأنظمة صاروخية إسرائيلية الصنع يستخدمها الأذريون، فيما ظهرت قبل يومين لقطات فيديو لنظام هاروب للأسلحة الثقيلة ذاتية التوجيه من إنتاج شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وهو يدمر رادارًا روسيًا من طراز إس إن – 635 التابع لنظام الدفاع الجوي من طراز إس – 300.

من جهتها، تعترف المصادر الإسرائيلية بأن الطريقة التي قد يرد بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير واضحة، فمن المحتمل أن يهدد عمل الطائرات الإسرائيلية فوق الأراضي السورية، لكنه قد يلجأ أيضًا إلى إجبار القوات الإسرائيلية على المواجهة من منطقة مرتفعات الجولان بدلًا من الطلعات الجوية، وهو ما لا تريده إسرائيل.

أذربيجان تستأنف الصراع

بحسب تقرير بريكنج ديفنس يعد مصدر القلق الإسرائيلي الآن هو ما إذا كانت ستتحرك روسيا لإرسال قوات ومعدات إلى أرمينيا، وهو ما سيرفع الصراع إلى مستوى أعلى في هذه الحالة، حيث تواجه القوات الروسية الأسلحة الإسرائيلية مباشرة.

لكن يبدو من غير المرجح أن تنقل روسيا قواتها إلى ناجورنو كاراباخ، نظرًا لمدى انتشار القوات الروسية في أوكرانيا، ومن غير الواضح ما إذا كان بإمكان روسيا إرسال مزيد من المعدات لتعزيز أرمينيا، نظرًا لمشكلات سلسلة التوريد التي تواجهها موسكو؛ وربما أدت هذه الحسابات دورًا في قرار أذربيجان بإعادة استئناف الصراع.

روسيا لا تريد صراعًا جديدًا

قال جيورا إيلاند، اللواء المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن موسكو أرادت منع حدوث تصعيد جديد في ناجورنو كاراباخ مرة أخرى، لكنها فشلت لأن روسيا الآن ضعيفة بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا.

وتابع في تصريحاته لموقع بريكنس ديفنس: “هذا هو سبب تجدد الأعمال العدائية، وسبب للقلق في إسرائيل حيث تُضرب روسيا في أوكرانيا والآن تهزم أنظمة الأسلحة الإسرائيلية الأنظمة الروسية في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا التي تعد حليفًا لروسيا”.

أسلحة إسرائيلية لأذربيجان

وفقًا لتقرير بريكنج ديفنس، تظهر الأبحاث التي أجراها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن إسرائيل شكلت 27% من واردات أذربيجان الرئيسة من الأسلحة في الفترة من 2011 إلى 2020، فيما وصلت هذه النسبة في الفترة من 2016 إلى 2020 إلى 69%، حيث زادت بمقدار 42%.

ومن بين الأسلحة التي استخدمها الأذريون منظومة هاروب المذكورة آنفًا؛ ونظام سكاي سترايكر ذاتي التوجيه الذي تنتجه شركة إلبيط الإسرائيلية؛ وصاروخ لورا الأرض-أرض الذي تنتجه شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وهو صاروخ طويل المدى، وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية من طراز إلبيط هرمز 900.

معارك أخرى في آسيا الوسطى

ذكرت رويترز، في تقريرها المنشور الجمعة 16 سبتمبر، أن قرغيزستان أفادت عن وقوع معارك ضارية مع طاجيكستان المجاورة في آسيا الوسطى يوم الجمعة 16 سبتمبر 2022، وقالت إن 24 شخصًا قتلوا في أحدث اندلاع لأعمال العنف في المنطقة، واتهمت كلتا الدولتين الصغيرتين بعضهما بعضًا باستئناف القتال في المنطقة المتنازع عليها.

من جهتها، قالت إدارة الحدود القرغيزية في بيان، إن قواتها تواصل صد الهجمات الطاجيكية، وأضافت: “من الجانب الطاجيكي يستمر قصف مواقع الجانب القرغيزي وفي بعض المناطق تجري معارك ضارية”.

الصراع بين طاجيكستان وقرخيزستان

وضع صعب

نقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن رئيس لجنة الأمن القومي في قرغيزستان، كامشيبيك تاشييف، قوله إن الخسائر العسكرية كانت كبيرة، وأشار إلى أن الوضع صعب وليس لدينا أي ضمانات بما يمكن، حيث أجلينا أكثر من 136 ألف مدني من منطقة الصراع.

وقال مكتب الرئيس القرغيزي صادر جابروف، إنه اتفق مع نظيره الطاجيكي إمام علي رحمان في وقت سابق اليوم على وقف إطلاق النار وسحب القوات خلال قمة إقليمية في أوزبكستان.

إرث سوفييتي

ترجع المشكلات على حدود دول آسيا الوسطى إلى الحقبة السوفيتية، عندما حاولت موسكو تقسيم المنطقة بين مجموعات كانت المناطق الروسية تنتمي تنتمي إلى أعراق أخرى، ويستضيف البلدان قواعد عسكرية روسية، وهو ما جعل روسيا تدعو في وقت سابق من يوم الجمعة إلى وقف الأعمال العدائية.

وقالت قيرغيزستان، إن القوات الطاجيكية التي استخدمت الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وقذائف الهاون دخلت قرية قرغيزية واحدة على الأقل وقصفت مطار بلدة باتكين القرغيزية والمناطق المجاورة، فيما اتهمت طاجيكستان القوات القرغيزية بقصف موقع وسبع قرى بأسلحة ثقيلة.

ربما يعجبك أيضا