اليمين في المقدمة.. من هي جورجيا ميلوني أول رئيسة وزراء لإيطاليا؟

أحمد ليثي

من المنتظر أن يسيطر تحالف ميلوني اليميني، الذي يضم أيضًا حزب ماتيو سالفيني اليميني المتطرف، وحزب رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني "فورزا إيطاليا" على الحكومة الإيطالية المزمع تشكيلها.


أعلنت زعيمة اليمين المتطرف، جيورجيا ميلوني، فوزها في الانتخابات الإيطالية، وهي في طريقها لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير، اليوم الاثنين 26 سبتمبر 2022، أنه من المتوقع أن تشكل ميلوني أكثر الحكومات يمينية في إيطاليا، منذ سقوط الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني خلال الحرب العالمية الثانية، بعدما حكم البلاد بين عامي 1922 و1943.

ميلوني يمينية متطرفة… معجبة بموسوليني

وفقًا لتقرير نشرته الكاتبة الصحفية، باربي لاتزا نادو، في شبكة “سي إن إن” الإخبارية، في 25 سبتمبر 2022، حددت جورجيا ميلوني مصيرها كسياسية يمينية متطرفة من البداية، عندما ظهرت على الساحة السياسية للمرة الأولى في عام 2006، كأصغر نائبة لرئيس حزب التحالف الوطني، الذي كان يعرف باسم الحركة الاجتماعية الإيطالية.

ويعتبر التحالف الوطني حزبًا فاشيًّا شكله أنصار بينيتو موسوليني، مؤسس الحركة الفاشية، وقد أبدت ميلوني إعجابها علنًا بالديكتاتور عندما كانت شابة، لكنها نأت بنفسها لاحقًا عن إلصاق اسمها بالفاشية، على الرغم من استمرار شعار حزبها كالشعار الذي اتخذه موسوليني لحزبه.

زيادة شعبية ميلوني

بحسب تقرير لاتزا نادو، ارتفعت شعبية ميلوني إلى حد كبير لأنها أبقت نفسها في دائرة الضوء، بوجودها النشط على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم الخدمات الاجتماعية من خلال حزبها، ولم تتراجع عن أجندة محافظة تطرح تساؤلات حول حقوق المثليين، وحقوق الإجهاض، وسياسات الهجرة.

ونأت ميلوني بحزبها، ولم تنضم إلى حكومة الوحدة التي شكلها رئيس الوزراء السابق، ماريو دراجي، بعد سقوط إدارة سلفه، جوزيبي كونتي، في عام 2021، وبدلًا من ذلك طالبت ميلوني بإجراء انتخابات جديدة بدلًا من إصلاح تكنوقراطي آخر، فانهارت حكومة دراجي بدورها في يوليو، لتنعقد انتخابات مبكرة لاختيار حكومة جديدة.

إيطاليا والاتحاد الأوروبي

بحسب تقرير “بي بي سي”، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى قلق الكثير من دول أوروبا، على اعتبار أن إيطاليا ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، لكن ميلوني أشارت في حديثها بعد انتهاء التصويت إلى أن حزبها “إخوة إيطاليا” سيكون للجميع، ولن يخون ثقة أحد، وقالت إن “الإيطاليين أرسلوا إشارة واضحة لصالح حكومة يمينية”.

ومن المتوقع أن يفوز حزب ميلوني بـ26% من الأصوات، بناءً على النتائج المؤقتة، على أن ترتفع كتلة التحالف التابعة له إلى 44%، علمًا بأن أقرب منافس لميلوني هو إنريكو ليتا، المنتمي إلى يسار الوسط. وقال ليتا للصحفيين، يوم الاثنين، إن “فوز اليمين المتطرف يمثل يومًا حزينًا لإيطاليا وأوروبا”، وأعلن أن حزبه “سيعارض بقوة الحكومة المتوقع تشكيلها”.

شعبية ميلوني

قال المحلل السياسي في مركز الإصلاح الأوروبي، لويجي سكاتيري، لموقع قناة “فوكس نيوز” إن ارتفاع شعبية ميلوني يتعلق جزئيًّا ببرنامجها السياسي، وآرائها المحافظة اجتماعيًّا، وآرائها الاقتصادية، إضافة إلى أنها تأخذ في الحسبان المصالح الاجتماعية، مثل زيادة المعاشات، وتقديم مزايا أكثر للناخبين.

وأضاف سكاتيري مستدركًا: “لكن هذا يرجع أيضًا في جزء كبير منه إلى جاذبيتها الشخصية… وأود أن أخص بالذكر هنا طريقتها في الحديث، وهي طريقة متواضعة للغاية، وكذلك هي جيدة في التواصل مع الناخبين العاديين، واستفادت بعدم وجودها في الحكومة على مدار السنوات الـ10 الماضية، ما يجعل الناس تصدق أن لديها شيئًا جديدًا”.

كتلة يمينية

بحسب تقرير “بي بي سي”، من المنتظر أن يسيطر تحالف ميلوني اليميني، الذي يضم أيضًا حزب اليميني المتطرف ماتيو سالفيني، ورئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني، “فورزا إيطاليا”، على الحكومة الإيطالية المزمع تشكيلها، بعدما هيمن على البرلمان بغرفتيه المكونة من مجلس النواب ومجلش الشيوخ، بـ44% من الأصوات.

ووفقًا للكاتب الصحفي بهيئة الإذاعة البريطانية، بول كيربي، أدى النجاح الدراماتيكي لحزب ميلوني في التصويت إلى إخفاء حقيقة أن أداء حلفائها كان سيئًا، فقد انخفضت أصوات حزب سالفيني إلى أقل من 9%، و”فورزا إيطاليا” إلى أقل من ذلك. ورغم أن حزب ميلوني نفسه حصد أقل من 4% في الانتخابات السابقة، استفاد من بقائه خارج الحكومة.

ربما يعجبك أيضا