«المستكشف راشد».. طموح إماراتي يعانق الفضاء

شيماء مصطفى
مهمة «المستكشف راشد» الفضائية

المستكشف راشد أول مشروع عربي للقمر تصل مدة رحلته إلى 140 يومًا تقريبًا في رحلة مدارية للمركبة وصولًا إلى القمر خلال إبريل 2023.


انطلق “المستكشف راشد”، اليوم الأحد 11 ديسمبر 2022، في أحدث مهمة فضائية لدولة الإمارات، ضمن مشروعها لاستكشاف القمر.

ويمثل “المستكشف راشد” مشروعًا وطنيًّا رائدًا في قطاع الفضاء، ومحطة تاريخية تمثل أول مهمة إماراتية وعربية تهبط على سطح القمر، حال نجاحها، وسيجمع المستكشف بيانات متعلقة بمسائل علمية، مثل أصل النظام الشمسي وكوكبنا والحياة.

طموحات إماراتية مسترة

شدد نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على أن طموحات بلاده في مجال الفضاء مستمرة لتحقيق أهدافها، وتمكين كوادرها لتطوير أفضل قطاع وطني للفضاء، وترسيخ مكانة الدولة المتقدمة على صعيد القطاع الفضائي وصناعته عالميًّا.

محمد بن راشد: محطة جديدة لدولتنا

حسب ما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام)، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذه المناسبة: “محطة جديدة لدولتنا.. محطة جديدة لكوادرنا وشبابنا.. محطة جديدة في مسيرة البشر لاستكشاف القمر”.

وأضاف، خلال عملية الإطلاق من محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، أن “المستكشف راشد جزء من برنامج فضائي طموح لدولة الإمارات، بدأ بالمريخ مرورًا بالقمر ووصولًا إلى الزهرة. وهدفنا نقل المعرفة وتطوير قدراتنا، وإضافة بصمة علمية في تاريخ البشر”.

 

استكشاف القمر مشروع إماراتي

مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء يتضمن تطوير وإطلاق أول مستكشف إلى سطح القمر، الذي أُطلق عليه اسم “راشد”، تيمنًا بالشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، باني نهضة دبي الحديثة.

وجاء تطوير المستكشف راشد عبر سواعد مهندسين ومهندسات إماراتيين من فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، ويجري المستكشف الإماراتي، خلال مهمته، اختبارات علمية عديدة على سطح القمر، مثل الخصائص الحرارية للسطح وتكوين التربة.

أهداف المستكشف راشد

يعمل المستكشف راشد على دراسة خصائص تربة سطح القمر، وعمليات التَحَوّل، ونظام الأرض والقمر، ودراسة بيئة البلازما، وتفاعل التربة والغلاف الكهروضوئي، والشحنات على السطح، وانتقال جزيئات الغبار.

ويدعم المشروع عددًا من الأهداف العلمية في العلوم الهندسية ومواد الأجهزة التكنولوجية، منها اختبار المواد في الموقع تحضيرًا للمهمات المستقبلية، إلى جانب دعم الجوانب العلمية بمجال التنقل على سطح القمر، وعمليات المهمة والتخطيط.

عملية الإطلاق

على متن مركبة الهبوط “هاكوتو-آر”، التي طورتها شركة “آي سبيس” اليابانية، أطلق المستكشف من ولاية فلوريدا، ومن المتوقع وصوله إلى سطح القمر خلال 140 يومًا تقريبًا.

وتمر المهمة خلال 7 مراحل أساسية، تشمل مرحلة الإطلاق والمدار المنخفض، ومرحلة الملاحة، ومرحلة وصول المستكشف، ومرحلة إنزال المستكشف وتشغيله، والتنقل على سطح القمر، ومرحلة بدء العمليات على السطح، ومرحلة السبات، وأخيرًا مرحلة إيقاف العمليات.

ومن المتوقع هبوط المستكشف راشد على الجانب القريب من القمر، في موقع يُعرف باسم فوهة أطلس في ماري فريجوريس، وسيترقب العالم هذه اللحظة، التي تحاول فيها الإمارات إنجاز مهمة فضائية جريئة أخرى، بعد وصول مسبار الأمل إلى المريخ.

تصميم وخصائص المستكشف

يعتمد المستكشف راشد على ألواح الطاقة الشمسية، ويحمل 4 كاميرات، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا مجهرية، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر.

ويعدّ المستكشف راشد، متقدماً في الواقع عن جدول إطلاقه الأصلي بعامين. وسيختبر أجهزة ومعدات تقنية للمرة الأولى، بغية تحديد مدى كفاءة عملها في بيئة القمر القاسية، واختبار قدرات الإمارات قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ.

ربما يعجبك أيضا