عبدالسلام المجالي.. أول طبيب بالجيش الأردني و«مهندس السلام» مع إسرائيل 

علاء الدين فايق

تعرّض عبدالسلام المجالي لعمليتي اختطاف، خلال عام 1970، ما دفعه إلى الهجرة للمملكة المتحدة، لكن إقامته هناك لم تطل.


رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – ودّع الأردنيون، أمس الأربعاء 4 يناير 2023، رئيس الوزراء الأسبق، عبدالسلام المجالي، مهندس اتفاق السلام مع إسرائيل عام 1994، والمعروف بـ”اتفاق وادي عربة”.

ووُري جثمان المجالي الثرى بمسقط رأسه في مدينة الكرك، عن عمر ناهز 98 عامًا، وسار الآلاف في جنازته، ويعد أحد أبرز رجالات الدولة الأردنية.

حياة حافلة

نعى رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، سلفه، الذي وصفه بأنه أحد رجالات الأردن البارزين وقامة وطنية وسياسيَّة، بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة الوطن وقيادته الهاشميَّة، في مختلف مواقع المسؤولية.

وشدد الخصاونة على أنَّ الأردن فقد برحيل المجالي، أحد رجالاته الأوفياء، الذين خدموا بإخلاص منقطع النَّظير، وذادوا ببسالة عن مواقف الوطن وثوابته على مختلف الصُّعُد المحليَّة والخارجيَّة. وأنَّ مناقب الفقيد وإرثه الكبير والخدمات الجليلة، التي قدمها على مدار عقود، ستبقى ماثلة في ذاكرة الوطن، ونبراسًا للأجيال القادمة.

أول طبيب في الجيش

عند وقوع حرب عام 1948، ومشاركة الجيش الأردني في مواجهة “العصابات الإسرائيلية”، آنذاك، التحق عبدالسلام المجالي بالجيش، فكان أول طبيب في القوات المسلحة الأردنية.

وفي عام 1950، تعرف المجالي إلى الملك الحسين بن طلال عن قرب، عندما التقاه في العاصمة البريطانية لندن، بعدما حصل على بعثة دراسية، وهناك أيضًا تعرف إلى زوجته الإنجليزية الأولى، الممرضة جون ماري، التي شاركته، بعد الزواج، إنشاء أول كلية للتمريض بالأردن، في مستشفى الخدمات الطبية العسكري.

تعرضه للاختطاف

تعرّض عبدالسلام المجالي لعمليتي اختطاف، هو وعائلته، في عمان وبيروت، خلال عام 1970، ما دفعه إلى الهجرة للمملكة المتحدة والإقامة الدائمة هناك.

لكن إقامته لم تطل، بعدما دعاه رئيس الوزراء الأسبق، وصفي التل، للعودة إلى الوطن، ليشارك في حكومة التل بين عامي 1970 و1971 وزيرًا للصحة، ثم وزيرًا لشؤون رئاسة الوزراء، وكانت هذه بداية عمله السياسي.

مناصبه 

شغل الراحل عبدالسَّلام المجالي منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجيَّة والدِّفاع بين الأعوام 1993 و1995، ورئيسًا للوزراء ووزيرًا للدفاع عامي 1997 – 1998. وقدمت حكومته الأولى استقالتها للملك الحسين بن طلال في يناير 1995.

وكذلك تولى حقائب الصحَّة وشؤون رئاسة الوزراء، والتربية والتَّعليم، وشغل منصب مستشار الملك الحسين بن طلال، وعضو في مجلس الأعيان لأكثر من مرة، ورئيسًا للجامعة الاردنية، ومديرًا عامًا للمؤسسة الطبية العلاجيَّة.

مهندس عملية السلام  

طوال السنوات الماضية، ظل عبدالسلام المجالي يلقب بـ”مهندس اتفاق السلام” بين عمّان وتل أبيب، الذي وقع في منطقة “وادي عربة”، في 26 أكتوبر 1994، وكان المجالي حينها رئيسًا للوزراء، وظل مدافعًا عن هذا الاتفاق، رغم ما لقيه من معارضة في الداخل الأردني.

Merav Michaeli מרב מיכאלי on Twitter: “أِقدّم التعزية للشعب الأردني بوفاة رئيس الحكومة الأسبق (عبد السلام المجالي). الذي تدين له دولة إسرائيل بالكثير لمساهمته الهائلة في الحِفاظ على أمنها. هو رجل السلام الذي وضع السلام موضع التنفيذ عندما وقّع مع (إسحاق رابين ) الاتفاقية المهمة التي تحافظ على حدود وأمن إسرائيل.”

أِقدّم التعزية للشعب الأردني بوفاة رئيس الحكومة الأسبق (عبد السلام المجالي). الذي تدين له دولة إسرائيل بالكثير لمساهمته الهائلة في الحِفاظ على أمنها.

twitter.com

وقال المجالي، في إحدى الندوات السياسية، إن “السلام أعاد للأردن كامل حقوقه، وأنهى مخاوف الوطن البديل، وأعاد الأراضي الأردنية، والمياه، ورسم الحدود مع فلسطين وإسرائيل، وأنعش الاقتصاد الأردني”.

واعتبر، في أكثر من مناسبة، أن الأردن وإسرائيل استفادا من السلام، موضحاً أن “السلام ليس الحرب، في الحرب يوجد رابح وخاسر، في السلام يجب أن يربح الطرفان، والأرباح التي حققها الأردن كانت مادية، تتمثل باستعادة الأرض والمياه، وإنعاش الاقتصاد، أمّا أرباح إسرائيل فكانت معنوية، انفتاحاً وتجارة”.

ربما يعجبك أيضا