تدشين بيت العائلة الإبراهيمية في الإمارات.. منارة جديدة للحوار والمعرفة

شيماء مصطفى
تدشين بيت العائلة الإبراهيمية في الإمارات

يجسد البيت الإبراهيمي رسالة الإمارات للإنسانية بأهمية التعايش والأخوة بين الجميع بغض النظر عن الأديان والمعتقدات واللغات والجنسيات.


شهدت الإمارات العربية المتحدة أمس الخميس 16 فراير 2023، تدشين “بيت العائلة الإبراهيمية” ضمن منطقة السعديات الثقافية.

ودشن البيت نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير الداخلية، الشيخ سيف بن زايد آل نهیان، ووزير التسامح والتعايش، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وهو يضم 3 دور عبادة (مسجدًا وكنيسة وكنيسًا) وسيبدأ استقبال زواره 1 مارس 2023.

‎تعزيز التعايش السلمي للأجيال القادمة

يعكس بيت العائلة الإبراهيمية رؤية دولة الإمارات وقيمها لتلاقي الإنسانية وحوار الثقافات، والتنوع الذي تتسم به، مكرسًا جهوده لتعزيز التعايش السلمي للأجيال القادمة، ومستلهمًا مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها بابا الفاتيكان قداسة البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في أبوظبي عام 2019، وفق وكالة أنباء الإمارات (وام).

‎وقال رئيس بيت العائلة الإبراهيمية، محمد خليفة المبارك: “يأتي تأسيس بيت العائلة الإبراهيمية امتدادًا لإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد، والقيم التي بنى عليها دولتنا، ورؤيته للسلام وقيم التفاهم والاحترام المتبادل في دولة تحتضن اليوم أكثر من 200 جنسية، ونأمل أن يكون هذا الصرح مصدر أملٍ لأجيال المستقبل، ومنارة تجمعهم على الخير، لأجل عالم متفاهم ومتعايش بسلام”.

منارة جديدة للحوار والمعرفة

يضم بيت العائلة الإبراهيمية دور عبادة ثلاثة، هي مسجد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وكنيسة قداسة البابا فرانسيس، وكنيس موسى بن ميمون.

وتتيح هذه المرافق للزوار فرصة الاستفادة من الخدمات الدينية التي توفرها، وممارسة شعائرهم وعباداتهم، ويمكنهم حجز الجولات الإرشادية، والمشاركة في الاحتفالات الدينية، والاطلاع على المعتقدات الإيمانية والدينية المختلفة.

الأزهر: ترجمة حقيقية لبنود وثيقة الأخوة الإنسانية

من جهته، قال رئيس جامعة الأزهر السابق الدكتور محمد حسين المحرصاوي، إن “بيت العائلة الإبراهيمية يأتي ترجمة حقيقية لبنود وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تدعو إلى ضمان التسامح والتعايش المشترك، وكفالة حرية العقيدة وحماية دور العبادة، وهذا البيت هو نموذج للتعايش والتقارب والاحترام المتبادل من أجل الإنسان”.

وأضاف المحرصاوي: “أحتفل معكم اليوم بافتتاح بيت العائلة الإبراهيمية، الشاهد على نهج دولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها نحو تعزيز حوار الأديان والتسامح والتعايش بين الجميع، وتطبيق قيم الأخوة الإنسانية، وحرصهم على خلق أرضية ممهدة لتلاقي المؤمنين من مختلف الديانات، والانطلاق بالقيم المشتركة في الأديان لمواجهة التطرف الفكري والإنساني، ونشر الحب”.

بيت العائلة الإبراهيمية

بيت العائلة الإبراهيمية

قيم الإنسانية المشتركة

‎بدوره قال رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الكرسي الرسولي، الكاردينال ميجيل أنخيل أيوسو جيكسوت: “يجسد بيت العائلة الإبراهيمية نموذجًا مثاليًّا لجميع أفراد المجتمع من مختلف الأديان والثقافات والتقاليد والمعتقدات، للعودة إلى الجوهر المتمثل في المحبة، محبة الجار، إنه يرسخ جهوده لتعزيز الحوار والاحترام المتبادل، ويعمل في خدمة الأخوة الإنسانية، ونحن نسير معًا على دروب السلام”.

‎وقال الحاخام الأكبر للتجمعات العبرية المتحدة في بريطانيا والكومنولث، السير إفرايم ميرفيس: “في هذا اليوم التاريخي، اجتمعنا معًا للاحتفال بهذا الصرح التاريخي الذي يجمعنا على محبة الله، بيت العائلة الإبراهيمية… من اليوم فصاعدًا، دعونا نستخدم هذا الموقع المقدس الاستثنائي لبناء عالم جديد نعزز فيه الوئام والسلام… إن قيمنا الإنسانية المشتركة تجمعنا دومًا أكثر مما تفرقنا”.

بيت العائلة الإبراهيمية

بيت العائلة الإبراهيمية

بيت العائلة الإبراهيمية

‎يضم بيت العائلة الإبراهيمية ملتقى ومعرضًا وحديقة، ويوفر الملتقى منصة للحوار المفتوح وتبادل المعارف والخبرات والتجارب، ويدعو المعرض العام إلى التأمل في عبادات ومعتقدات الديانات الإبراهيمية، وتوفر الحديقة والملتقى منصة للقاءات الحوارية والندوات العامة ومبادرات الشباب. وسيسهم برنامج الفعاليات الحافل في تعزيز تبادل المعرفة والتفاهم المشترك بين الأديان.

‎ودور العبادة الثلاث، متساوية الأحجام والمكانة، في رمزية تعكس الديانات الثلاث على اختلافها. وصممها المهندس المعماري العالمي، ديفيد أدجايي، لتجسد القواسم المشتركة بين الديانات الإبراهيمية الثلاث من خلال أبعادها الخارجية العامة، مع استخدام الرموز المعمارية والفردية التي تميز كل نمط معماري لكل ديانة على حدة.

ويأخذ كل من الدور الـ3 شكل مكعب يبلغ عمقه 30 مترًا وعرضه 30 مترًا وارتفاعه 30 مترًا. ويتجه المسجد باتجاه مكة، وتتجه الكنيسة نحو الشرق، أما الكنيس فيتجه نحو القدس. وتعكس الحديقة التي تربط المباني الثلاثة رمزية الحدائق ودلالاتها الإيمانية، التي تحفل بها الديانات الثلاث.

بيت العائلة الإبراهيمية

بيت العائلة الإبراهيمية

ربما يعجبك أيضا