كيف أثر انهيار بنك سيليكون فالي في تكنولوجيا المناخ؟

بسام عباس

تحتاج شركات تكنولوجيا المناخ إلى التركيز على الابتكار وبناء أعمالها، وألا تقلق بشأن استثماراتها وانهيار بنك سيليكون فالي.


أدى انهيار بنك سيليكون فالي إلى وضع آلاف الشركات الناشئة، ومن بينها شركات تكنولوجيا المناخ، في مأزق ما يسميه المصرفيون “مخاطر أمد الاستحقاق”.

وفي تقرير بشأن تداعيات انهيار البنك الأمريكي على شركات تكنولوجيا المناخ، قالت وكالة بلومبرج إن من المفيد الاستثمار في الأصول المتعلقة بالمناخ، وأن يكون العمل على زيادة رأس المال واستثماره في تكنولوجيا البيئة.

تمويل شركات المناخ

أوضحت الوكالة، في تقرير نشرته اليوم الخميس 16 مارس 2023، أن المستثمرين في المراكز المالية يوفرون رأس المال لأصحاب المشاريع، الذين يتركزون أيضًا في المراكز المالية أو الابتكارية بأنحاء العالم، ومع تمويل المناخ في المرحلة المبكرة، يوجد أكثر من 80% من شركات تكنولوجيا المناخ في الولايات المتحدة أو أوروبا، وأكثر من 20% من شركاتها في كاليفورنيا.

وأضافت الوكالة أنه من أجل استمرار هذه الديناميكية، تشتد الحاجة إلى تنظيم مالي أكثر قوة، للحفاظ على البنوك آمنة قدر الإمكان، بما يمكن شركات المناخ من التركيز على أعمالها، بدلاً من التركيز على بنوكها، ومحاولة فهم الدور الذي يلعبه البنك، والاستثمارات الداعمة للابتكارات المتعلقة بالمناخ والبيئة،

الاستثمار البعيد

أفادت الوكالة بأنه بالنسبة للأصول المتعلقة بالمناخ، فهذه الأموال تستثمر في كل مكان، ويعد قطاع الطاقة الشمسية مثالاً على ذلك. ففي نهاية عام 2021، كان يوجد ما يقرب من 2000 مشروع للطاقة الشمسية في 40 ولاية ومقاطعة، وشارك بنك سيليكون فالي في أكثر من 60% من تمويل هذه المشاريع.

وأضافت أن هذه الأصول ليست في وادي السيليكون، ومعظمها ليست في ولاية كاليفورنيا، التي لديها مشاريع طاقة شمسية أقل من ولاية أيوا أو أوهايو، ونصف عدد فلوريدا وربع ولاية إلينوي، لافتة إلى أن الأموال التي جمعت من مقاطعة سانتا كلارا دفعت في أماكن كثيرة غير الولاية.

الداعم الأكبر

أوضحت بلومبرج، في تقريرها، أن حكومة الولايات المتحدة تعدّ المقرض الأكبر لشركات الابتكار المناخي، وتجمع أموالها في واشنطن وتنشرها في جميع أنحاء البلاد، موضحة أن مكتب برامج القروض التابع لوزارة الطاقة يراجع حاليًا 135 طلبًا لدعم المشاريع الرائدة المتعلقة بالمناخ، التي تطلب أكثر من 124 مليار دولار قروضًا.

لكن حتى هذه المشاريع والشركات، التي تقترحها، تحتاج إلى نظام مصرفي تجاري ودعم ائتماني، ما اشتهر به بنك سيليكون فالي. ويمكن للحكومة أن تقرض أطول فترة ممكنة وبأقل تكلفة، لكنها لا تستطيع أن تفعل كل شيء. ولن يتأهل كل مشروع للحصول على القرض.

ملء فراغ بنك سيليكون فالي

أضافت الوكالة أن شركات تكنولوجيا المناخ الناشئة تترقب الكيانات المالية الأخرى، ومدى قدرتها في ملء الفراغ الذي تركه بنك سيليكون فالي، والدور المالي الداعم الذي لعبه لسنوات، موضحة أن الكيان المالي الذي سينشأ هو مسألة استراتيجية مؤسسية داخلية للمؤسسات المالية وعملائها والمقترضين.

وأضافت أن العاملين في قطاع المناخ يمكنهم فعل شيء واحد لتسريع وتأمين هذه العملية المالية، وهو الدعوة إلى التنظيم المالي، موضحة أن رفع القيود عن البنوك الإقليمية في عام 2018، سمح لبنك سيليكون فالي بالعمل دون إشراف أكبر المؤسسات المالية النظامية في البلاد.

خطوة معقولة

رأت بولمبرج أن إعادة إرساء قواعد تنظيمية أكبر للبنوك متوسطة الحجم، التي يمكنها دعم الأعمال المبتكرة خطوة معقولة، مشددة في الوقت نفسه على أن التنظيم المصرفي لا يبدو أساسيًا للاستثمار في الابتكار المناخي.

أضافت أن بيت القصيد هو أن إذا كان لاستثمار المناخي مستقرًا، فسيصبح استقرار البنوك من الناحية المثالية أمرًا أقل إثارة للقلق للمخترعين والمبتكرين، حتى يتمكنوا من استثمار وقتهم وطاقتهم في ما يفعلونه بنحو أفضل.

ربما يعجبك أيضا