لا تزال جمهورية إفريقيا الوسطى واحدة من أفقر دول العالم، لكن ثروتها الهائلة من الذهب جعلتها مركزًا للصراع بين القوى العالمية.
اقتحم مسلحون موقعًا لتعدين الذهب تشرف عليه الصين في جمهورية إفريقيا الوسطى، وقتلوا 9 صينيين وأصابوا اثنين، يوم أمس الأحد 19 مارس 2023.
واتهم تحالف المتمردين في إفريقيا الوسطى مجموعة فاجنر الروسية بالوقوف وراء هذا الحادث، بعدما ألقت السلطات باللوم على المعارضة المسلحة في البلاد عن الهجوم الدموي، وفق ما أوردته قناة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية.
خطف صينيين
جاء الهجوم بعد أيام فقط من اختطاف مسلحين 3 صينيين في غرب إفريقيا الوسطى، بالقرب من الحدود مع الكاميرون. ما دفع الرئيس فوستين أرشانج تواديرا إلى التخطيط لرحلة إلى الصين، لطمأنة المستثمرين، وفق تقرير القناة الأمريكية.
وقال عمدة بلدة بامباري، أبيل ماتيباتا، إن الهجوم على منجم تشيمبولو للذهب، وقع على بعد 25 كيلومترًا من بلدته، وهجم المسلحون على حراس الموقع، وأطلقوا النار عليهم. وأضاف أن التنقيب عن الذهب بموقع التعدين بدأ قبل أيام فقط من وقوع الهجمات.
أزمة أمن فى إفريقيا الوسطى
أشارت القناة الأمريكية إلى أن جثث الضحايا نُقلت إلى العاصمة بانجي، مساء الأحد. وأن السلطات المحلية تلاحق المهاجمين. في حين قال السكان إن العنف يقوّض الثقة في قوات الأمن.
ونقلت عن أحد سكان بامباري قوله إن الحكومة تواجه صعوبة في إثبات قدرتها على حماية مواطني إفريقيا الوسطى والأجانب الذين يعيشون في البلاد.
اقرأ المزيد:
«فاجنر» والذهب.. ماذا وراء زيارة وزير الخارجية الروسي إلى السودان؟
هل تفسد مذكرة توقيف بوتين زيارة الزعيم الصيني لموسكو؟
مهاجمة أسس التنمية
أشار التقرير إلى أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث فورًا، لكن أصابع الاتهام تدور على تحالف الوطنيين من أجل التغيير (الجماعات المسلحة في جمهورية إفريقيا الوسطى)، الذي ينشط في المنطقة ويشن هجمات بانتظام على القوات المسلحة للبلاد.
وزعمت “إيه بي سي نيوز”، أن تحالف الجماعات المتمردة المسؤول عن الحادث يدعمه الرئيس السابق فرانسوا بوزيزي، مشيرة إلى أن تلك الهجمات لم تعرقل جهود الحزب الشيوعي الصيني للاستثمار في البلاد فحسب، بل تهاجم أسس التنمية أيضًا.
مزاعم كاذبة
نقلت القناة الأمريكية عن المتحدث العسكري لتحالف الوطنيين من أجل التغيير، مامادو كورة، قوله إن هذه “المزاعم كاذبة”. وادعى دون دليل أن المرتزقة الروس خططوا للهجوم بهدف تخويف الصينيين، الذين كانوا موجودين قبل فترة طويلة من استقرار الروس في هذا الجزء من البلاد.
وأشارت إلى أن رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى استأجر مجموعة المرتزقة الروسية الغامضة لتوفير التدريب الأمني والعسكري فى بلاده، لكن مراقبو الأمم المتحدة اتهموهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك المذابح.
تحديات أمنية
ووفق التقرير، نجح عدد لا يحصى من الجماعات المتمردة من الإفلات من العقاب في جميع أنحاء البلاد على مدار العقد الماضي، ما أحبط عمليات التنقيب عن التعدين من الشركات الأجنبية.
ويواجه العديد من الصينين الذين يعملون الآن في البلاد تحديات أمنية. ففي عام 2020، لقي مواطنان صينيان مصرعهما، عندما قاد سكان محليون انتفاضة ضد منجم تديره الصين في سوسو ناكومبو. وفي 2018، قُتل 3 صينيين على أيدي أفراد المجتمع الغاضبين، بعد وفاة زعيم محلي في حادث في أثناء مرافقته عمال مناجم صينيين.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1464074