4 وصايا ليوم عمل هادئ.. ما علاقة النوم بقوة الإرادة؟

كشفت أبحاث السلوك التنظيمي عن أن الموظفين يقدمون أداءً أفضل في مهام عملهم الأساسية، في الأيام التي يحظون فيها بنوم جيد، ويزيد احتمال دعمهم لزملائهم.

وفي الوقت نفسه، فإن قلة النوم تجعل الموظفين أكثر عرضة للمماطلة والانخراط في سلوكيات غير أخلاقية، وكشفت إحدى الدراسات عن أن المديرين الذين لا يحظون بنوم هادئ يتعاملون مع موظفيهم بأسلوب فظ وملاحظات سيئة.

النوم يؤثر في قوة الإرادة

أوضح موقع “ساينس أليرت” العلمي أن في النوم أهمية خاصة للمهارات الإدراكية عالية المستوى التي نستخدمها للتحكم في أفكارنا وسلوكنا وتنسيقها، ومن هذه المهارات الحيوية التي تعتمد على النوم الجيد، ضبط النفس أو قوة الإرادة.

وأضاف في تقرير نشره اليوم الأحد 2 إبريل 2023، أن ما يفعله الموظف في العمل يتطلب قوة الإرادة للتحكم في دوافعه وعواطفه، من أجل إكمال المهام الأقل إمتاعًا أو غير السارة تمامًا، ولمقاومة الانحرافات السلبية في أثناء العمل.

وذكر أن من الأمثلة على المواقف التي تتطلب قوة الإرادة في العمل، أن يعمل أحدهم في خدمة العملاء وأن يكون عليه تقديم خدماته بابتسامة عريضة رغم أنه في حالة مزاجية يرثى لها، أو آخر يعمل عن بُعد ويركز على مهمة صعبة وأطفاله يلعبون في الخلفية.

نصائح للعمل بنحو جيد

نقل الموقع عن الأستاذ المشارك في السلوك التنظيمي بكلية ترينيتي في دبلن، فلاديسلاف ريفكين، أن أبحاثًا كثيرة تسلط الضوء على أهمية النوم الجيد، وتقدم توصيات لتحسين النوم، مثل الامتناع عن استخدام الهواتف الذكية قبل النوم.

وأضاف ريفكين أن النوم بالغ الأهمية لوظائفنا الجسدية والعقلية، ولكن من وقت لآخر سيظل معظمنا يمضي ليلة سيئة، خاصة إذا كنا نشعر بالتوتر، مشيرًا إلى العديد من الحيل التي يمكن من خلالها التغلب على هذه المشكلة والتمتع بنوم هادئ يؤهلنا للعمل بجد في اليوم التالي.

1- جدولة المهام

نصح ريفكين بتجنب مهام العمل التي تتطلب قوة الإرادة في الأيام التي لم تحظ بنوم جيد في الليالي السابقة عليها، والعمل بدلًا من ذلك على مهام بسيطة لا تتطلب الكثير من التفكير أو الاهتمام.

وأضاف أنه إذا لم تستطع تجنب المهام التي تتطلب قوة الإرادة، فعليك جدولتها في وقت مبكر من اليوم، إذ يكون لديك قدر وافر من الطاقة العقلية.

2- أعد التفكير في طريقة تفكيرك

كشفت الأبحاث عن أن الطريقة التي يفكر بها الناس في قوة الإرادة تشكل قدرتهم على الانخراط فيها. وتشير إحدى النظريات إلى أن ممارسة قوة الإرادة تستنزف طاقتنا العقلية، ما يجعلنا أقل رغبة وقدرة على ممارسة المزيد منها.

وأضاف ريفكين أن الأشخاص الذين يؤمنون بأن قوة الإرادة تعتمد على موارد عقلية محدودة، يشعرون بأنهم أكثر استنزافًا بعد بذل أقل مجهود، مقارنة بالأشخاص الذين يعتقدون أن قوة الإرادة تعتمد على موارد غير محدودة يمكن استردادها بسهولة.

وأوضح أن الموظفين الذين يعتقدون أن قوة الإرادة تعتمد على موارد غير محدودة بهذه الطريقة، يكون أداؤهم أفضل في العمل في الأيام التي يفتقرون فيها إلى النوم، لافتًا إلى أن علماء النفس لا يزالون يبحثون من أجل فهم حدود قوة الإرادة، ومدى قدرتها على استنفاد الطاقة العقلية.

3- تغيير الوضع

نصح ريفكين بعدم شراء الشوكولاتة من السوبر ماركت بالأساس، بدلًا من مواجهة قرار الامتناع عن تناولها في كل مرة تدخل فيها المطبخ، فالأبحاث وجدت أن الأشخاص الذين يجيدون ممارسة قوة الإرادة، يحاولون بالفعل تجنب المواقف التي تتطلب ذلك.

وأضاف أنه عند تخيير الموظف بين العمل في غرفة بها القليل من عوامل التشتيت وأخرى بها الكثير، كان الأشخاص الذين الأفضل في ممارسة قوة الإرادة أكثر ميلًا لاختيار الغرفة التي تحتوي مصادر تشتيت أقل.

وشدد على أنه في الأيام التي يعاني فيها الشخص قلة النوم ليلًا، يمكن لاستخدام الاستراتيجيات التي لا تحتاج إلى ممارسة قوة الإرادة أن يساعده على أن يكون أكثر إنتاجية ويكمل مهام عمله.

4- مشاهدة فيديوهات مضحكة

أوضح ريفكين أن المشاعر الإيجابية يمكن أن تساعد في استعادة طاقتنا العقلية، لأنها تتصدى للآثار الضارة للمشاعر السلبية، مشيرًا إلى دراسة حديثة وجدت أن مشاهدة مقطع فيديو مضحك في أثناء النهار، يمكن أن يقلل من الآثار العقلية الضارة لمتطلبات العمل التي تحتاج إلى قوة الإرادة، ويعزز فاعلية الموظفين.

وأضاف: “في الأيام التي لا تحظى فيها بنوم جيد، ستجد من المفيد تشتيت انتباهك لفترة وجيزة من خلال مشاهدة مقطع فيديو مضحك عندما تشعر أن طاقتك العقلية منخفضة، ولكن احذر من الوقوع في فخ الانخراط في مشاهدة مثل هذه المقاطع ونسيان العمل”.